يافع نيوز . متابعات
لم يحفل زمن العمالقة في الفنّ العربي بما يُسمّى “الوراثة الفنيّة” كما هي الحال اليوم حيث تعدّت الوراثة الفنيّة الموهبة في كثير من الأحيان لتصبح “موضة” رائجة بين النّجوم أنفسهم.
ابنة الفنّان الرّاحل فريد شوقي رانية، ورثت التّمثيل عن والدها وأصبحت بطلة مطلقة، وابن الزّعيم عادل إمام أصبح ممثلاً ومخرجاً، وبنات نور الشّريف ممثّلات.
ويبدو أن العدوى باتت تنتقل من الآباء إلى الأبناء، ومن جيل إلى آخر، فيدخل ابن النّجم إلى عالم الغناء إن كان والده مغنياً، أو عالم التمثيل إن كان والده ممثلاً ولو لم تسعفه الموهبة ولا واسطة الوالد، يختار الإخراج ضربة حظّ ليبدأ معها حياته العمليّة الفعليّة.
فهل أصبح الفن وراثة؟ وما هو السّبب الذي يدفع النّجوم إلى توريث الموهبة لأبنائهم حتى لو كانوا فاقديها؟
قد يخاف نجوم الفنّ من الحياة فيساعدون أولادهم بحكم خبرتهم لدخول هذا العالم المبهر والمثير، الذي يصبح مع الوقت حالة تنتقل مع الفنّان إلى المنزل من دون مراعاته أو معرفته بما يفعل، فتسكن النّجوميّة خيال أطفاله وتنمو مع الوقت وتصبح رغبة لا بدّ من تحقيقها، لكن هل تستند دائماً إلى موهبة حقيقيّة؟
تدرّب النّجمة نانسي عجرم بناتها على البيانو والموسيقى بصورة تتناسب مع سنّهم الصّغير، لكنّها لا تصرّح إذا كانت ستوافق على دخول ابنتيها عالم الفنّ والموسيقى وتترك لهما حريّة تحقيق ميولهما العمليّة والدراسيّة على حد سواء.
في المقابل، لم يظهر ابنا النّجم راغب علامة خالد ولؤي أي ميول فنيّة، وهما بحسب ما يقول راغب تستهويهما الألعاب الإلكترونيّة وكلّ ما له علاقة بالتّكنولوجيا.
أمّا الفنّان الكويتي نبيل شعيل فلم يبد اعتراضاً على عدم قبول ابنه في برنامج المواهب “إكس فاكتر”، وصرّح بأن لجنة التّحكيم لم ترَ في ولده تلك الموهبة التي تستحقّ أن تشارك في البرنامج، ولا يبدو أن الأب سيدعم ابنه ليصبح مطرباً في المستقبل.
أمّا النّجم عاصي الحلاني فهو لطالما أبعد عائلته عن الأضواء في السّنوات الأولى لزواجه، لكنّه اليوم يشجّع ابنته ماريتا على دخول عالم الغناء من أجل الأهداف الإنسانيّة ومساعدة الجمعيّات الخيريّة التي تشارك بها، ويدعمها عاصي معنوياً كما أشرف على تدريب ماريتا موسيقياً لتأثّرها به وبأسلوبه الغنائي، علماً أنها ورثت حسن الصّوت عنه، لكن لا يجزم الحلاني بأن ابنته ستدخل عالم الغناء بالصّورة المتعارف عليها اليوم.
ويبقى السّؤال هل دخول أبناء النّجوم عالم الفنّ هو بسبب الموهبة الحقيقيّة، الهواية أم الغيرة ؟
