fbpx
عبود خواجة يا رمز ثورتنا ..

الإهداء : لصوتنا الحر عبود خواجه وكل من يشبهه..

 

عجزت قيادات الحراك وكافة السياسيون والنشطاء -رغم الحشود المليونية التي كررها الشارع الجنوبي خمس مرات متتالية – من توصيل رسالة القضية الجنوبية للعالم ..وبكلماته البسيطة وصوته الشجي وأداءه المتميز أستطاع عبود خواجة وحدة  إيصال صوت الجنوب الحر وقضيته لكل من تجنب  سماعها ولعل الكثير منهم كانوا يغنون ” اليوم يا شعب الجنوب انزع حقك وجهز للعمل زانه ، نعيد دولة والعلم يرفع من فوق صيرة يوم إعلانه”..

 

 

 

صوتك ثورة يا عبود خواجة وأغانيك ثورة هي وحدها تلهب حماس الجماهير وتقودهم دون ما شعور إلى الميادين لمواصلة نضالهم حتى نيل الحرية  وما اروعك وانت تنقل رسالة الشعب المقهور بكل حرقة “تسريح قادة جيشنا كانت نهاية غشنا ، حتى بمصدر عيشنا والزق سديتوا الخناق “.

 

وعن محاولة تكميم افواهنا مع انطلاق بداية حراكنا السلمي يقول خواجة “اصواتنا قالو رصاص ردوا عليها بالقصاص الغدر اسلوب الرخاص ” ومن حينها والشعب يغني رداً على رصاصهم ” لا عاد ابى وحدة ولا انا وحدوي” والاغنية التي تعمدت ساحات التغيير تردديها “والله ورب العرش ما نخضع للطاغية الفاسد واعوانه” دون ان تكمل باقي الابيات التي تخص الجنوب ، أكدت للجميع أن ثورة الشمال كان ثورة العائلة الحمراء التي تتقاتل على الجنوب وفهمت حينها أنه في عهد ثورتهم سيظل الجنوب وصوته مستبعدين وإن تغنوا بالحرية وبالتغيير..

 

ذات صباح لم تشرق شمسه ،..ولم يغادر ذاكرتي كان صوت المؤذن للصلاة لم يحن ، وهناك كان الصوت يجلجل عبر مكبر صوت -حي على الجنوب- يسبح  للحرية ويوقض كل عشاقها.. “شف صاحبي جف ريقه واحنا دمائنا تراب ” وماهي إلا لحظات والعشرات من أبناء منطقتي الصغيرة يتهافتون للوصول إلى ظهر سيارة العم يوسف التي تقضي ما تبقى من عمرها في خدمة  وطني “المحتل” كمثلي ..

 

قريتي الصغيرة التي تبعد الكيلو مترات عن مركز المديرية “الشعيب ” كنا نسابق الشمس قبل طلوعها للوصول إلى الضالع عبر طريق جبلية وعرة وقبل البدا بدق طبول فعاليتنا التحررية وقبل احتشاد الأحرار لتشيع جنازة “الوحدة المغدور بها من الخلف ” كلنا كنا نسمع  عبود جواجه  يدندن للكرامة والآلاف من الحناجر تكررها بعده ” واليوم ماتت عظم الله أجركم ياذي قتلتوها ادفنوها وسط طين “.

 

 

وعن وحدة سبعة سبعة تقول الابيات التي يغنيها خواجه : “ودي الوحدة شطبها الخيل وكتاست كلع ، وحدة بدبابات محنا شيئ بها راضين ويادرعان هدا العام يحنق من حنق اما انتصرنا ولا دخلنا الصوملة الاثنين ” رسالة من رسالة خواجة المختصرة لا تحتاج للكثير من الإيضاحات ومن لم يفهما حتى الآن لن يفهما بعد دلك..

يمكنني الاستغناء عن خطابات  البيض وباعوم ،عن كلمات شلال علي شائع وعن سماع الشيخ بن شعيب وغيرهم الكثير الدي لم اعد اتذكر كلمة واحدة من كلماتهم التي نسمعها كثيراً ..ولكن لا يمكنني التخلي  عن سماع الربان خواجة يوماً واحداً حين يصدح ومليونيه القرار تكررها بعده “أما استعدنا الكرامة او موت وسط الميادين “.

 

 

نحتاج لوطن يغني له مند زمن عبود خواجة، ونفتقد أكثر لقيادات تشبهه حين  يتحدث عن الجنوب فقط ويصمت حين ما يتحدثون عن المناصب والزعامات والالقاب ..نحتاج حقاً لعبود أخر يعلمهم كيف يغنون لأجلنا ويقدرون تضحيات شعبنا ويمتنعون عن الحماقات التي تستعدي مسيرتنا النضالية وتصيبها بالخجل حينما يكثر الحديث عن  الــ  “أنا ” .

 

تحرير العقول والقلوب  اولاً والكف عن استغلالنا قبل “الاستقلال” مهم جداً ومن يتقنون فقط منح صكوك الوطنية لمن يريدون ونزعها عمن لا يروقون لتوجهاتهم “الوحدوية” يجب عليهم التوقف عن تعكير جونا المفعم بالثورة وبعبود ..فوطن الرأي الواحد قد أنتهى وغداَ سينتصر الوطن الدي يناضل من أجله خواجة لسان حال شعبنا الموجوع مرتين ،ويبتسم ويعود له الأمل ويشتعل من جديد وصوته من بعيد يردد “عدن يا رمز عزتنا سنبقى للأبد نهواك …