fbpx
مصر ليست تركيا.. السيسي: لا نفكر باستعمال المهاجرين كورقة ابتزاز لأوروبا
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إنّ بلاده لا تنوي توظيف ورقة المهاجرين غير الشرعيين لابتزاز أوروبا في موقف أحال على الابتزاز الذي مارسته تركيا على أوروبا بورقة المهاجرين وحصلت بمقابله على دعم مالي سخيّ.

 

لكنّ مراقبين لم يستبعدوا أن يكون السيسي قد وجّه رسالة خفية مفادها أن صبر مصر قد ينفد من تحمّل تكلفة عالية لاستقبال الملايين من المهاجرين في الوقت الذي تتعامل فيه أوروبا بسلبية مع مطالب الدعم التي تحتاجها القاهرة للإيفاء بهذه المهمة.

 

وقال السيسي في مقابلة مع صحيفة “دي فيلت” الألمانية السبت إن بلاده تمنع منذ سبتمبر 2016 المهاجرين من التسلل إلى أوروبا بشكل غير قانوني.

 

وأضاف “نحن لا نطالب بأيّ شيء في المقابل من أوروبا. نحن لا نفكر حتى في استخدام ذلك في ابتزاز سياسي أو اقتصادي”.

 

مصر لم تتربح من دورها في مسألة الهجرة غير الشرعية مثل تركيا، وكل ما تريده تخفيف الأزمات عن كاهلها

 

وغمز الرئيس السيسي أيضا بطرف خفي إلى ما قامت به تركيا من ابتزاز أوروبا في سنوات ماضية عندما حصلت على مساعدات مالية سخية لأجل وقف مؤقت لتدفق اللاجئين السوريين.

 

ويشير المراقبون إلى أن مصر لم تتربّح من دورها في مسألة الهجرة غير الشرعية مثل تركيا، وكل ما تريده تخفيف الأزمات عن كاهلها لأنها لن تقتصر عليها وحدها، فالخطر يمكن أن يلحق الأذى بدول تعتقد أنها بعيدة عنه.

 

وحققت القاهرة نجاحات في ضبط عملية الهجرة غير الشرعية لأنها ارتبطت عندها بالإرهاب، بعد حدوث تعاون بين جماعات متطرفة ومهرّبي بشر عبر البحر المتوسط، ما جعل أجهزة الأمن تحكم السيطرة على المنافذ البحرية الممتدة، وهو ما انعكس على الهجرة غير الشرعية باتجاه أوروبا.

 

وحصلت مصر على إشادات أوروبية من وراء هذا الدور الحيوي دون أن تتبلور في شكل مساعدات مباشرة كبيرة تمكّنها من تحقيق منافع متبادلة على المدى البعيد، لكنها كشفت عن أهمية الدور الذي تلعبه في ملفي مكافحة الإرهاب ومنع الهجرة غير الشرعية، وهي ثغرة أثّر سدّها على نشاط المتطرفين القادمين من ليبيا عبر الساحل.

 

 

Thumbnail

وطالب السيسي في حواره مع “دي فيلت” بإيجاد نهج جديد في ظل صعوبة استقبال بلاده كل مهاجر غير شرعي، مقترحا على أوروبا أن “تشارك في تنظيم الهجرة القانونية”، في إشارة توحي بأن مصر تتحمل عبئا نيابة عن الدول الأوروبية، حيث استقبلت في أراضيها حوالي ست ملايين لاجئ من جنسيات عربية وأفريقية مختلفة.

 

وطالبت منظمات معنية بشؤون اللاجئين وبعض دول المنشأ والعبور بأن تفتح أوروبا المزيد من الفرص القانونية للهجرة الشرعية أمام المهاجرين.

 

وأوضح السيسي أن أوروبا بإمكانها المساعدة في خلق آفاق اقتصادية في مصر، حيث يدخل أكثر من مليون شاب سوق العمل كل عام، وقال “لا يمكن إنشاء فرص عمل إلا إذا ساعدتنا أوروبا في بناء صناعات وكانت منافسة لصناعاتها”.

 

وتساءل السيسي “هل أنت مستعد في أوروبا لمساعدتنا حتى نتمكن أيضا من الحصول على نفس المستوى من التعليم كما هو الحال في أوروبا؟ أو نظام صحي جيد مثل نظامك؟ لم ينزل الناس في بلادنا إلى الشوارع من أجل حرية التعبير بل ليتمكنوا من العيش”.

 

وأضاف “هل تحاول حقا وضع معاييرك الخاصة للحرية والديمقراطية؟ كان لا بد أن تنظر أيضا إلى وضع الناس في مصر وترى كيف يعيشون فقراء وغير متعلمين”.

 

وتابع “لا أريد أن أطلب المال لمصر. قدّم لنا البعض من خبرتك وصناعتك وتقنيتك. نريد أن نحصل على جزء من تقدمك، تماما كما تريد منا أن نتبنّى تصوّراتك عن الحرية”.

أخبار ذات صله