fbpx
تركيا حليف يقوض تماسك حلف شمال الأطلسي
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

خلق سلوك تركيا العدواني في شرق المتوسط وسوريا وصولا إلى ليبيا وناغورني قرة باغ شرخا في العلاقات مع الحلفاء داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي بات بحاجة ملحة إلى تنسيق المواقف لوضع خطوط حمراء واضحة تعي أنقرة من خلالها أنها ليست لاعبا وحيدا وأن بإمكانها أن تفعل ما تشاء في أي ساحة تشاء.

 

وتبدو القوى الأوروبية الرئيسية منقسمة بين فرنسا -التي تندد بسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأرسلت سفنا حربية وزودتها بالأسلحة لدعم اليونان وقبرص- وألمانيا التي تسعى في الغالب إلى التوسط والتهدئة، إلا أن وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض قد يبدد هذه الاختلافات في التعامل مع أنقرة التي يجمع الأعضاء على سلوكها المتهور والعدواني.

 

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة إلى “تماسك” أكبر لحلف شمال الأطلسي منتقدا مرة جديدة تركيا لأنها تتصرف بمفردها بشكل يضر بحلفائها.

 

وقال بعد لقاء مع الأمين العام للحلف ينس سولتنبرغ في قصر الإليزيه، إن قمة الناتو المقبلة في 14 يونيو في بروكسل “يجب أن تساهم في تعزيز التماسك داخل الحلف الأطلسي”.

 

وأضاف أن “التضامن بين الحلفاء ليس مجرد كلمة ذات هندسة قابلة للتغيير. إنه ينطوي على واجبات ومسؤوليات مشتركة. إنه يعني ضمنا أن يتعهد كل من الحلفاء احترام القانون الدولي وقواعد السلوك بشكل واضح”.

 

وتابع “هذا يعني عدم السعي وراء مصالح وطنية متناقضة مع المصالح الأمنية للحلفاء الآخرين كما كانت الحال في بعض الأحيان خلال السنوات الأخيرة في سوريا وشرق البحر المتوسط وليبيا والقوقاز، أو من حيث التسلح وهو أمر بالغ الأهمية داخل حلف شمال الأطلسي”، مستهدفا تركيا بشكل واضح.

 

ينس ستولتنبرغ: لديّ مخاوف جديّة بشأن سلوكيات تركيا العدوانية

 

ويعاني حلف شمال الأطلسي من موجة خلافات وانقسامات متزايدة. خلافات كثيرة بين واشنطن وبرلين، أنقرة وباريس تجاه القضايا العالقة سياسيا وعسكريا، أججتها سلوكيات تركيا المخالفة لقوانين الحلف في عدة ساحات ما يثير تساؤلات بشأن مدى انضباط تركيا للاستراتيجيات الدفاعية المشتركة وكيفية ضبطها.

 

ويرى بعض الحلفاء وفي مقدمتهم فرنسا أن مواقف تركيا تبتعد عن الغرب وبالتالي يجب أن تعامل تركيا على أنها تحدّ جيوسياسي محتمل تجب إدارته، إلا أن أنقرة تواجه هذه المواقف بأن عضويتها في الناتو مفيدة للعواصم الغربية مستثمرة مخاوفهم من موجة مهاجرين جديدة يلوح أردوغان مرارا بإطلاقها من أراضيه.

 

وتركيا متورطة في قضايا خلافية جوهرية مع الناتو ومنها مثلا، شرق البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة وقبرص وليبيا وسوريا وأنظمة أس-400.

 

ولطالما حاولت قيادات الناتو التغطية على تلك القضايا الخلافية على أمل ثني تركيا على التراجع عنها تباعا.

 

وفي تصريح أمام البرلمان الأوروبي مؤخرا أقر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بأن لديه “مخاوف جديّة” بشأن سلوكيات تركيا، لكنّه أكّد أن التحالف يمثل منصة مهمة لحلّ النزاعات المتعلقة بأنقرة.

 

وقال ستولتنبرغ “أعربت عن مخاوفي الجدية وكلنا ندرك أن هناك خلافات جدية وبعض القضايا التي تتراوح من شرق المتوسط إلى القرار التركي بشراء منظمة صواريخ أس-400 أو المرتبطة بالحقوق الديمقراطية في تركيا”.

 

وتابع “لكنّني أؤمن أنّ الناتو على الأقل يمكن أن يمثل منصة مهمة لمناقشة هذه القضايا، إثارة هذه القضايا وإجراء نقاشات وحوارات جدية حول المخاوف المختلفة”.

 

وأنشأ الحلف العام الماضي “آلية لفض النزاع” في مسعى لتجنب وقوع اشتباكات بين تركيا واليونان مع تصاعد التوتر في شرق المتوسط وقد تراجعت منذ ذلك الحين حدة المواجهة.

 

وأججت تصريحات ستولتنبرغ قلق أعضاء الحلف ومعظمهم أعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن سلوك تركيا العدواني الذي خلق شرخا في العلاقات مع الحلفاء.

 

وحاول الحلف التخفيف من وطأة الخلاف الداخلي مع أنقرة، مشيرا إلى الدور الذي تؤديه تركيا في استضافة الملايين من اللاجئين السوريين وفي محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

تصريحات ستولتنبرغ أججت قلق أعضاء الحلف بشأن سلوك تركيا العدواني الذي خلق شرخا في العلاقات مع الحلفاء

 

ورحب الاتحاد الأوروبي بالخطة لكنه أكد في المقابل أن المطلوب هو الأفعال لا الأقوال، فيما يسود مناخ من عدم الثقة في ما يعلنه أردوغان وحكومته.وأعلن الرئيس التركي قبل أشهر خطة إصلاحية شاملة تضم شقين: داخليا يتعلق بتعزيز الديمقراطية التعددية وتحسين وضع حقوق الإنسان والحريات العامة، وخارجيا يشمل تصحيح مسار العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بعد سنوات من التوتر.

 

ومع رحيل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب “صديق أردوغان”، يحتاج الرئيس الديمقراطي بايدن والأوروبيون إلى التواصل بشكل مشترك مع أنقرة بالخطوط الحمراء والاتفاق على كل من الحوافز والعقوبات المحتملة لمحاولة تغيير مسار أردوغان.

 

ويرى محللون أن الموقف الأوروبي الأطلسي المشترك، بدعم صريح من بايدن، ومجرد الكشف عن أن بعض هذه الإجراءات قيد الدراسة النشطة، يجب أن يقدم لأردوغان خيارا واضحا: التوقف عن استعراض عضلاتك أو مواجهة ضغط متزايد من الغرب الموحد.

 

وأدخل رفض إدارة بايدن علاقات تركيا مع روسيا على أساس أنها تضر بحلف شمال الأطلسي إضافة إلى صفقة صواريخ أس-400، تأثير سلبي بدأ فصلا جديدا من أزمة مستحكمة بين تركيا والناتو قد يكون متبوعا بعقوبات.

 

ومن غير الواضح كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع تركيا، لأنها تحاول تقوية حلف الناتو.

أخبار ذات صله