fbpx
شعب تنهب ثرواته، وجنوب يحلم به ابناؤه.

كتب/ علي عبد الله البجيري
في وطني الجنوب ضاق الناس ذرعاً بما آلت إليه أحوالهم. فلم يعد بمقدورهم تحمل أعباء تتعدى قدراتهم. فحالتهم المعيشية يرثى لها، وخدماتهم الاساسية مغيب عن استخدامها. فمن الحرمان من المرتبات إلى انهيار العملة إلى غلاء الاسعار، علاوة على حرب الخدمات التي ترتكبها حكومة الشرعية، يضاف اليها تلك الحشودات العسكرية والعمليات الارهابية التي تقلق المواطنين وتشكل خطر على امنهم واستقرارهم. هذه الحالة العامة التي اصبح الجنوب يتسم بها، والتي ادت إلى ان الناس اصبحوا يعيشون حالة من التاهب والحذر.

اما الجانب الاخر والذي نتائجه هي المزيد من الحرمان والفقر والعوز، هو ان ثروات البلاد مسخرة للنهب والاستنزاف من قبل لوبي الفساد. فهناك الفساد المستشرى في مفاصل الدولة وفي مؤسساتها السيادية والمحلية، ومن أعلى الهرم إلى قاعه، من خلاله يتم نهب الجنوب وحرمان شعبه من ثرواته ومن ما تكتنزه أراضيه من خيرات. وهذه هي التفاصيل الموثقة وفقا لما جاء في دراسة الأكاديمي الحصيف الدكتور حسين العاقل:
اولاً: الإنتاج النفطي، ينتج الجنوب يومياً 1.600.000 مليون وستمائة الف برميل بسعر متوسط للبرميل الواحد30$ دولار، مما يُعادل 48 مليون دولار يومياً وفي 360 يوم في العام سيصل إيراد النفط فقط بسعر اليوم 17280000$ وأنا هنا أتكلم عن الحد الأدني للسعر لكي لا أُتهم بالمبالغة، ( علما ان برميل نفط برنت وصل سعره اليوم 7 يونيو 2021م بحسب بورصة نيويورك إلى 71/80 للبرميل الواحد)
ثانياً: إنتاج الغاز الطبيعي الذي يتم أنتاجه يومياً فقد بلغ 9.7 مليون قدم مكعب بسعر 18$ أي بما يُعادل 17460000$ يوميا وفي 360 يوم في العام ليُصبح أجمالي إيراد الغاز سنوياً 31428000$ مع أحتياطي عام من الغاز 70 ترليون قدم مكعب ينافس به الجنوب دولة قطر وروسيا في الأنتاج والتصدير .

ثالثاً: انتاج الذهب فتنتج مناجم الذهب في الجنوب سنوياً وبشكل غير رسمي 962619 طن ذهب بمتوسط سعر للكيلو 39000$ والطن يساوى 1000كيلو أي 962619 .
رابعاً: إنتاج الثروة السمكية في الجنوب فيُقدر ب 56 طن أي 56000 كيلو لو قدرنا سعر الكيلو بدولارين فنحن نتكلم عن 112000$ أي مليون وأثناعشر الف دولار يومياً.

خامساً: ايرادات الضرائب التي يتم تحصيلها من المنافذ البحرية والبرية والجوية”11مليار ريال”.
انتهى الاقتباس من دراسة للاكاديمي الدكتور حسين العاقل”.
إنها مليارات المليارات تذهب إلى جيوب لصوص الشرعية ولايستفيد منها الشعب .

كان الرهان، أن تؤدي هزيمة الغزاة والانتصار عليهم عام 2015 إلى قيام دولة حديثه، تخلق حالة من الوعي.وتنهي سنوات الفوضى والفساد ، والمباشرة في تصحيح المسار، بقيام وطن ديمقراطي حقيقي، تسوده العدالة والمساواة والحرية، ويمسح عن وجهه كل آثار الحكم القبلي المتخلف المقيت الذي جاء به المحتل عام 1994م، والبدء معركة ضد الفساد ونهب المال العام، لكن ما حصل أن الشرعية الإخوانية وجدتها فرصة لتكريس وضع تواصل فيه مسيرة النهب، وتهيئة الظروف المناسبة لكيانها الاخواني الإرهابي بديلا للدولة الحديثة التي يتمناها شعبنا ، ما أدى إلى ما نشهده حالياً من مواجهات بين أغلبية شعبية تحركت طلباً لاستعادة دولتها، وتلك الشرعية الاخوانية الموبوءة بالفساد والارهاب معاً .

المعركة من أجل استرداد الدولة الجنوبية متواصلة منذ 1994م في مختلف محافظات الجنوب ، والنضال الوطني تجاوز معركة الترهيب ، وهو ماض في مسيرة المواجهة رغم ما يتعرض له من اغتيالات واعتقالات وتدمير ممنهج للمؤسسات الخدمية.
الجنوبيون يريدون عودة دولتهم وثرواتهم المنهوبة، يريدون دولة العدل والقانون، فالدولة الجاثمة اليوم على صدورهم لا تشبهم ولا علاقة لهم بها.. يريدون حكومة كفاءات وجيلاً جديداً من الساسة يمثلهم، يقومون هم باختيارهم من خلال صناديق الاقتراع الحرة والنزيهة تحت إشراف دولي واقليمي.

ولنا هنا عدة ملاحظات حول المسار العام للحراك السياسي الوطني الجنوبي بمختلف توجهاته:
* لابد من اتباع سياسة إعلامية واضحة تؤدي إلى تهدئة النفوس وتطمين الآخرين بأن الجنوب لجميع أبناءه، ولن يستثني أحد مهما كان حجم التباين معه، وأن الديمقراطية وحرية الرأي والرأي الاخر والسلام والامن والتنمية الاقتصادية هي معالم المرحلة لليوم والغد والمستقبل، وأن مصالح الجميع مكفولة ومصانة، ومن هنا ندعوا إلى التوقف عن مهاجمة الشخصيات الجنوبية اي كان موقعها وحجم الخلاف معها..مع الإشارة إلى اهمية وقف شعارات، التقديس وتمجيد الأفراد، فقد خبرنا نتائجها السلبية في مراحل سابقة.
* التطورات الجارية والتوقعات القادمة تشير إلى أننا سوف نواجه صيفً ساخن من الناحية السياسية، والقضية الجنوبية والجنوب عنوانه الرئيسي ، فحكومة الشرعية ومصالح افرادها الشخصية ومطامع دول الإقليم ستكون حاضرة وبقوة مما يستدعي اتباع سياسة تفكيكك رموز الشفرات وأخذ الاحتياطات ورفع الجاهزية ووضع كل السيناريوهات في الحسبان. جنوب اليوم ليس جنوب الامس، لقد بدءا شعبنا من جديد يعيد تنظيم مؤسساته وتصحيح أوضاعها، وبات لبلادنا اليوم ” سيف ودرع يدافع ويحمي الجنوب وشعبه.
. كلمة أخيرة.. ان الجنوب القادم لكل ابناؤه، فهل سنشهد قيامه؟ نسأل الله عز وجل ان ينصر الجنوب وينصر رجاله الميامين.