fbpx
أسلطة هذه أم عصابة؟

 

كتب – د. عيدروس نصر النقيب.
سلطات شبوة ما تزال مصممة على البرهان أنها لا تمثل سلطة مسؤولة تحتكم إلى ضوابط نظامية من تلك التي تحتكم إليها المؤسسات أو الهيئات، أو حتى الشركات  والمقاهي والأندية العامة.
تمثل محافظة شبوة بؤرة انتهاكات حقوق الإنسان بعد مناطق سيطرة الحوثي، وربما تفوقت عليها في هذه المهمة القذرة.
فهي (أي سلطات شبوة) قررت أن تتحول إإلى كرباج للإيجار يستخدمه من أراد الاستئجار لقمع المواطنين والناشطين السياسيين والاجتماعيين من ابناء شبوة وغير شبوة.
لقد قررت هذه السلطات أن يكون لشبوة لونٌ واحدٌ،  ومن كان له لون آخر عليه أن يختفي، أو تتبرع هي (اي السلطات) لإخفائه، ليس فقط من المشهد العام بل ومن الحياة بشكل كلي،  وهل نسينا شهداء الفعاليات السلمية منذ سعيد تاجرة القميشي
 ورفاقه حتى أخر الشهداء من أبناء شبوة الذين يقتلون بشكل شبه يومي على أيدي القوات الرسمية التي يفترض أنهاحكومية.
نتحدث عن التصفيات الجسدية لرجال النخبة الشبوانية ونشطاء المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة والمديريات من اجتياح شبوة أواخر العام ٢٠١٩م، أما اعمال التقطع والاختطاف والإخفاء فحدث ولا حرج. فقد غدت عملا يوميا للسلطات القمعية في شبوة، فهي إذ تتغاضى عن نشاطات الجماعات الإرهابية، بل وتسهل لها مهماتها الإجرامية في شبوة وأبين غيرهما، فإنها  تحول طرق المحافظة التي قال أحد قائليهم أنها دولية إلى نقاط اختطاف وتقطع لأي ناشط ليس من تفس اللون المهيمن على شبوة.
بالأمس تقطعت سلطات شبوة للدكتور محمد جعفر بن الشيخ أبوبكر رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت ونائبه حينما كانا عائدين من عدن إلى حضرموت، ويبدو ان هذه الخطوة الخطيرة تقدم عليها السلطات (الشرعية المفترضة) في إطار تعميم سياسة اللون الواحد ونقلها إلى المحافظات الأخرى.
هذا العمل القمعي ومثله الكثير يأتي بينما يتشاور فريقا السلطة والمجلس الانتقالي الجنوبي في الرياض لترتيب الخطوات الضامنة لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض في رسالة غير مشفرة للأشقاء في قيادة التحالف العربي فحواها “نحن في شبوة لا يعنينا تنفيذ اتفاق الرياض بل إننا سنعمل ما بوسعنا التعطيل تنفيذ هذا الاتفاق حتى لو اضطررنا إلى السير على طريق عصابات الخطف والقتل والتهريب والتقطع والاتجار بالممنوعات.
قرار وفد المجلس الانتقالي تعليق المشاركة في مشاوراتالرياض خطوة سليمة يجب ان تليها خطوات اكثر صرامة لأن سلطات شبوة لا تعمل بمعزل عن مراكزها المنتشرة بين اسطمبول والرياض ومدن أخرى، ولأن هذه السلطات لا تحترم من يعاملها بندية واحترام، بل إنها لا تحترم إلا من يصفعها على القفاء لتلهث وراءه باحثة عن لفتة منه او القبول في الجلوس معها.
شبوة أكبر من ان يحتكرها لون سياسي واحد حتى لو كان آتياً من أرقى مراكز الحضارة والتقدم أما وهذا اللون يمثله مجموعة من المتطرفين ذوي الملفات السوداء والمنبوذين إقليميا ودوليا فإن أصحابه لا يمثلون إلا نبتة غريبة في تربة غير تربتها ومناخ طارد لأمثالها ومصيرهم إلى الزوال ولو بعد حين.
المجد والخلود لشهداء شبوة وكل الجنوب
الحرية للمختطفين والمخفيين قسرا.
والعار لكل طاغية من الطغاة مهما تضاءل حجمه