fbpx
الإصلاحات السعودية تواصل كسر تابوهات رجال الدين المتشدّدين
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

 

لم تستثن عملية الإصلاح الواسعة التي بدأتها السعودية منذ سنوات فتح ملفات كانت لوقت قريب تعتبر من “التابوهات” التي يُمنع الاقتراب منها والمساس بها لصلتها بالجوانب الدينية والعقائدية ذات الأهمية الكبيرة لدى المجتمع السعودي المحافظ.

 

وفي خطوتين وصفتا بالجريئتين قرّرت السلطات السعودية اقتصار استعمال مكبرات الصوت الخارجية للمساجد والجوامع على رفع الأذان دون الخطب وأداء الصلاة، بينما يصوّت مجلس الشورى اليوم الاثنين على توصية حكومية بشأن عدم إلزام المحال التجارية والمطاعم بإغلاق أبوابها خلال فترة الصلاة باستثناء صلاة الجمعة.

 

ويعكس شمول الإصلاح للجانب الديني وجود حاجة للتخلّص من سطوة رجال الدين المتشدّدين الذين لطالما مثلت أطروحاتهم وتعاليمهم عبئا على المملكة، خصوصا في ما يتعلّق بصورتها في الخارج والتي لم تعد تلائم رغبتها في التفتّح مسايرة لتطلعات الجيل الجديد من جهة، ومساعيها لتنويع اقتصادها والحدّ من ارتهانه لعوائد النفط بالتعويل على قطاعات أخرى مثل السياحة والصناعات الثقافية وغيرها.

 

ولطالما كان رفع الأذان وقت الصلاة يتم عبر المكبّرات وبصوت مرتفع في البلاد. كما تُبث عبر المكبرات الخطب الدينية في المساجد إلى خارجها.

 

عزيز الغشيان: الدولة السعودية بصدد إعادة بناء أسسها

 

وأصدرت الحكومة الشهر الماضي قرارا يقضي بـ”ألا يتجاوز مستوى ارتفاع الصوت في الأجهزة عن ثلث درجة جهاز مكبّر الصوت” في المساجد ويمنع استخدامها في كل ما عدا ذلك من خطب وتلاوة قرآن. وأشارت إلى أن القرار “اتخذ بسبب الضرر الذي تُحدثه الضوضاء على المرضى وكبار السن والأطفال في البيوت المجاورة للمساجد، إضافة إلى تداخل أصوات الأئمة وما يترتب على ذلك من تشويش على المصلين سواء أكانوا في المساجد أم في البيوت”.

 

وأثار القرار تعليقات متباينة لاسيّما على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيّدين قالوا إنّه يحدّ من الضوضاء والتشويش اللذين ينجمان عن تداخل أصوات الأئمة في بلد يعدّ عشرات الآلاف من المساجد والجوامع، ومعارضين نفوا وجود أي تشكيات من أصوات الخطباء والمقرئين والمصلّين.

 

وطالب المعترضون، وجميعهم ينطلقون من منظور ديني محافظ، في المقابل بمنع ما سمّوه “الموسيقى الصاخبة” في المطاعم التي كانت ممنوعة في السابق وأصبحت اليوم أمرا عاديا.

 

ويعمل ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان على تنويع مصادر الاقتصاد السعودي، ويترافق ذلك مع سياسة انفتاح اقتصادي واجتماعي لاجتذاب الاستثمارات وتحديث صورة البلاد.

 

ويقول الأستاذ في جامعة إسيكس عزيز الغشيان لوكالة فرانس برس إنّ “الدولة السعودية تقوم بإعادة بناء أسسها”، معتبرا أنّ المملكة “تستثمر جهودا كبيرة في محاولة أن تبدو أكثر جاذبية أو أقل تخويفا للمستثمرين أو السائحين”.

 

الحكومة أصدرت قرارا يقضي بـ”ألا يتجاوز مستوى ارتفاع الصوت في الأجهزة عن ثلث درجة جهاز مكبّر الصوت” في المساجد ويمنع استخدامها في كل ما عدا ذلك من خطب وتلاوة قرآن

 

وقبل قرار قصر المكبّرات على نقل الأذان وإقامة الصلاة نفذ الأمير ولي العهد في السنوات الأخيرة إصلاحات كبيرة في المملكة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، أبرزها رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيّارات وإعادة فتح دور السينما والسماح بإقامة حفلات غنائية ووضع حدّ لحظر الاختلاط بين الرجال والنساء.

 

وشهدت المملكة كذلك تحديدا لدور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كانت بمثابة شرطة دينية في البلاد. وبات انتشار عناصرها محدودا بل حتّى معدوما ما سمح لبعض النساء بالخروج من منازلهن دون عباءة أو غطاء للرأس وخصوصا منهنّ الأجنبيات.

 

وأصبحت المتاجر والمطاعم أيضا تستقبل الزبائن خلال وقت الصلاة، في تغيير عن سياسة سابقة كانت تجبر هذه الأماكن على الإغلاق.

 

وكان من ضمن التعليمات الصارمة الموكول للشرطة الدينية تطبيقها، مراقبة إغلاق التجار لمحلاتهم خلال أوقات الصلاة كدليل على مدى التزامهم بأداء هذا الركن الأساسي في الإسلام.

 

لكن تلك الشرطة المعروفة محليا بالمطاوعة ستفقد هذا الدور عندما يصوّت مجلس الشورى على إلغاء هذا الإجراء، استنادا إلى عدد من المسوغات من بينها أن إغلاق المحلات التجارية خلال أوقات الصلاة إجراء تنفرد به السعودية من بين كل دول العالم العربي والإسلامي منذ بضعة عقود، بناء على اجتهاد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بحسب ما أوردته الأحد صحيفة عكاظ المحلّية.

 

 

وسوم