fbpx
قصة مدينتين-وصوره من صور التمييز بينهما

 

المدينتان هما عدن وصنعاء والتمييز هو في ارساء الخدمات الطبيه

  مكنني الله-مع زملاء اخرين اجلاء من بلاد مختلفه – بان اشارك في تنظيم مؤتمر  في مارس  من عام 2003
وكان هذا المؤتمر  يتمحور حول امراض و زراعه الكلى والجهاز البولي   واستمر هذا المؤتمر لاربعه ايام

 وكان الدكتور حسين الكاف –عميد كليه الطب في جامعه عدن وقتها – هو صاحب الفكره وارتائ   ان نقوم بزراعه للكلى –ولاول مره- في عدن  في نفس وقت المؤتمر.

وبعد تحضير كامل لشهور  وصل فريق كامل من اطباء وجراحين ذوي معرفه وخبره وباع طويل في زراعه الكلى من المملكه العربيه السعوديه ممثله بالمدير العام  للمركز السعودي لزراعه الاعضاء وخبراء من بريطانيا والنمسا وبولندا والامارات العربيه المتحده  وقد كان الزائرون خبراء   وخبرتهم في مجالات عده ذي علاقه ع-جراحه زراعه الكلى وطب الكلى و التخدير والعنايه الفائقه وعلم النفس الاكلينكي و التنسيق في  زراعه  الاعضاء و خبراء في الغسيل الكلوي…

واثناء مده التحضير تم نقل عينات دم الى الخارج لعمل الفحوصات اللازمه للمرضى ومتبرعيهم وتم تفتيش المنشاه الطبيه في عدن واحضار الاجهزه الناقصه للعمليات كما تم تحصيل كل الادويه اللازمه للزراعه وما بعدها

وقد تم المؤتمر بنجاح وحضور كبير

كما نُقلت خمس كلى من خمسه متبرعين الى خمسه مستقبلين من اهلهم وبنجاح في خلال 20 ساعه الذي يبقى رقما  عالميا مسجلا الى الان (المرجع في الاسفل)

الا ان هذا الانجازلم يحصل بسهوله على الاطلاق اذ ان الحكومه في صنعاء اصرت ان تُعمل العمليات هناك (اي في صنعاء) واصرينا نحن  ان تبقى في عدن -وهذا موثق في دوريات طبيه (المرجع في الاسفل) وقد حضر الاطباء الى غرفه العمليات مرات عده وفي كل مره يتم الغاء العمليات بامر من صنعاء ياتي عبر التلفون.

وبعد محاولات كثيره وبعد ان هم الخبراء بمغادره فنادقهم والرحيل وهم في حاله من التعجب والعضب- تمت الموافقه بعد مكالمه مع الرئيس السابق.  

وبعد اجراء العمليات  حاولنا الاستمرار في اعطاء خدمه خيريه لزراعه الكلى   في عدن   فلم نتمكن من ذلك لعوائق  تتمثل في روح اللامبالاه عند المسئولين.

ونتيجه للقيام بهذه العمليات منح  رئيس الجامعه وقتها- الدكتورصالح  باصره- باسم مجلس الجامعه شهاده الدكتوراه الفخريه  من جامعه عدن لاربعه من المشاركين في هذا الانجاز الفريد   وهم   الدكتور روبرت فيتزجرالد من النمسا ، الدكتور فيصل شاهين من المللكه العربيه السعوديه، الدكتور ندي حكيم من المملكه المتحده والعبد لفقير لله

وقد منحتني  هذه التجربه بمجملها   –الى جانب فوائدها  الطبيه العلميه- فؤائد كثيره تتعلق بالناحيه النفسيه والاجتماعيه والسياسيه   والانسانيه  وكيف قرات ماهيه العلاقه بين المركز والاطراف  ومن تلك الدروس الغنيه ما يلي:

1.   عظمه وسمو الايثار بين العائلات في الجنوب واتضح ذلك في تبرع المتبرعين –الذين اتوا من كل محافظات الجنوب  – بكلاهم لاقاربهم . ولم يهنوا في عزمهم للتبرع بالرغم من الالغاءات المتكرره للعمليات نتيجه لتعاليم صنعاء التي كان من شانها ان تبث اليأس والقنوط في منهم اقل اصرار وعزيمه منهم.

2.    التضحيه والتفاني المهني . الخبراء من الخارج وبالرغم من علمهم بحتميه حدوث الحرب بين امريكا والعراق الا انهم قطعوا على انفسهم وعدا بالقدوم الى عدن في حرب او بدونه وفعلا انطلقت الحرب الضروس في ايام وصولهم واثناء وجودهم ولم يثنيهم ذلك عن الاستمرار.

والشي الاخر الذي اقسم عليه ان الدكتور فيصل شاهين  المدير العام على المركز السعودي لزراعه الاعضاء ترك فراش المرض اثرمرض حاد الم به نتجه لالتهاب فيروسي كبدي اقول ترك الفراش لياتي الى عدن للوفاء بوعد   قطعه على نفسه في المساهمه المؤثره والفاعله في نجاح العمليات والمؤتمر.

 وعندما فقدنا الامل في ان تتم العمليات في عدن نظرا للالغاءات المتكرره من صنعاء وعد الدكتور فيصل على رؤوس الاشهاد انه سيحاول كل استطاعته لاجراء العمليات لاولئك المرضى في السعوديه

3.    الرابطة الإنسانية والتواصل العاطفي   “عامل انيليز”  احد الزائرين الاجانب -وكانت اخصائيه النفس الكلينيكي الدكتوره انيليز فيتزجيرالد -تمكنت من التواصل الوجداني مع المتبرعات والمريضات دون استعمال اللغه وباستعمال لغه الجسد فقط  كتبنا عن هذه الظاهره التي سميناها  “عامل انيليز في التواصل العاطفي  في زراعه الاعضاء”  (المرجع في الاسفل)

4.    المركزيه  الفرديه الصارخه. حاولنا  كل جهودنا بان نقنع المسئولين في صنعاء بان تتم العمليه في عدن بالاتصال  بوزير الصحه ووكيله ورئيس الوزراء حينها ولم يجدي ذلك فتيلا وقمت  مع الدكتور ندي حكيم بالاتصال بنائب رئيس الجمهوريه حينها السيد عبدربه منصور هادي (الرئيس الحالي) الذي ابداء استعدادا للمساعده ولكن يبدو انه لم تكن لديه صلاحيات فاعله وقتها و يبدو ان كل القرارات كانت في شخص رئيس الجمهوريه السابق فما ان قام  محافظ عدن حينها الاستاذ طه غانم بالاتصال به حتى تمت الموافقه في دقيقه من الوقت. (المرجع في الاسفل)

5.   اللامبالاه وعدم الاهتمام  بعد ان تمت العمليه وعلى مدى شهور قمت بمقابله مسئولين كبار بما في ذلك وزير الصحه والمحافظ ومسئولي الصحه في المحافظه وغيرهم كثيرين لارساء خدمه خيريه مجانيه مستمره لزراعه  الكلى في عدن ( وقد تمكنت من اقناع اطباء وجراحين من مختلف انحاء العالم بالقيام بذلك بصفه دوريه ) ومع انهم استقبلوني استقبالا جيدا الا انهم لم يبدو المبالاه او المتابعه او الاهتمام لهذا المشروع.  

واثناء زياراتي تلك زرت صنعاء وزرت المنشات الطبيه فيها واتضح لي ان عدن لا يتوفر فيها من الامكانات الطبيه الحكوميه ما يوازي 1% مما تحظى به صنعاء.

6.    عصابه الخمسه واثار التحفيز الايجابي .: اختار الدكتور حسين الكاف خمسه من الطلبه للمساعده  في التحضير للموتمر وشجعهم على القيام بذلك باعطائهم المسئوليه يصاحبها مساحه من الحريه فكانت اسهاماتهم غايه في الاتقان والعمل الدوؤب وكانوا يعملون كفريق واحد وقد اطلقت عليهم اسم “عصابه الخمسه” . تلك الملاحظه تعطي الامل في الشباب ان اتيحت لهم فرصه الاسهام.

7.   وكانت ثمه مخرجات طيبه  اخرى لهذا الحداث اذ تم اصدار مجله علميه جديده دوريه تصدر من جامعه عدن ويرأس تحريرها الدكتور حسين الكاف واسمها “مجله الامراض الاستوائيه لامراض الكلى والجهاز البولي” كما تم تاليف كتاب “الحالات الطارئه لامراض الكلى والجهاز البولي” ( الفه حسين الكاف وفيصل شاهين وعبدالله السياري)

ينبغي علي هنا ان انهي المقال بالشكر والاشاده باشخاص  لولا اسهماتهم لما تم المؤتمر وعمليات زراعه الكلى تلك وهم:

1.   الدكتور حسين الكاف

2.   السيد طه غانم

3.   الدكتور صالح باصره

4.   الدكتور رمزي عليوه  الذي قام  بالمساعده في اعداد المرضى للزراعه قبل حدوثها ومتابعتهم  ورعايتهم بتفان منقطع النظيربعد حدوثها  على مدى 24 ساعه يوميا بل انه كان يجلب لهم  مختلف الادويه التي لم تكن متواجده في المستشفى  وقد ثبت لي انه طبيب غايه في المهنيه والاخلاق الطبيه

5.   عصابه الخمسه