fbpx
صورة مزيّفة تفجر ثورة في طرابلس اللبنانية
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

كلّفت النيابة العامة التمييزية مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية التابع لقوى الأمن الداخلي بالتحقيق وكشف هوية الشخص الذي زوّر صورة من سوريا ونسبها إلى رجل في طرابلس، ما أدى إلى تصاعد الاحتجاجات.

 

واعتبر المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات أن نشر الصورة تم “بهدف زعزعة الأمن وإضعاف الشعور الأمني”. وطلب عويدات من الأمن الداخلي إحضار ناشر الصورة واستجوابه حول أسباب وظروف إقدامه على ذلك وتحديد هوية مموليه، ومخابرة القضاء بالنتيجة.

 

وفي وقت تشتدّ فيه حدّة أزمة الكهرباء في لبنان، في سياق انهيار اقتصادي شامل، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة يدّعي ناشروها أنها لأب يستغيث طالبا تشغيل جهاز الأوكسجين لابنه في مدينة طرابلس اللبنانيّة. وأطلق اللبنانيون نداءات استغاثة عدّة لإنقاذ مرضى باتوا في خطر جراء انقطاع الكهرباء، إلا أنّ هذه الصورة تحديدا مركّبة والرجل الظاهر فيها يحمل جثة ابنه بعد قصفٍ تعرّض له حيّ الصاخور في مدينة حلب السورية عام 2012.

 

ويظهر في الصورة رجل يحمل طفلا يضع قناع أوكسجين في وسط شارع. وكُتب فوق صورة الأب “سيموت ابني إن لم أجد مكانا فيه كهرباء لأشغّل جهاز الأوكسجين”، أمّا صورة الابن فكُتب إلى جانبها “بابا لا أستطيع التنفّس”. ويشير المنشور إلى أن الصورة ملتقطة في 30 يونيو في حي باب التبانة في مدينة طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان.

 

المدعي العام التمييزي قال إن نشر الصورة تم “بهدف زعزعة الأمن”

ويعدّ حيّ باب التبانة أحد أفقر الأحياء الشعبية في لبنان، وأكثرها حرمانا وإهمالا من السلطات على مدى عقود، ما رفع فيه مستويات البطالة والتسرّب المدرسيّ، ودفع شبّانا منه إلى حمل السلاح والانخراط في

أعمال عنف.

 

ونالت الصورة المئات من المشاركات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، في ظلّ أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة في لبنان صنّفها البنك الدولي بكونها من بين الأشد في العالم منذ العام 1850.

 

وفاقمت هذه الأزمة مشكلة الكهرباء التي يعاني منها اللبنانيون منذ عقود، ودفعتهم للجوء إلى المولدات الخاصّة، التي تعوّض نقص إمدادات الدولة مقابل فاتورة مرتفعة.

 

وفي الأسابيع الماضية تراجعت قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التيار ووصلت ساعات الانقطاع يوميا إلى 22 ساعة، فيما بدأ أصحاب المولدات الخاصّة بإبلاغ مشتركيهم بالتوقف عن تزويدهم بالتيار الكهربائي نتيجة نفاد مخزونهم من المازوت، وسط شحّ في الوقود.

 

وتبين أن الصورة المتداولة مفبركة. وأرشد التفتيش عبر محركات البحث إلى أنّها مركّبة من صورتين. الأولى المستخدمة كخلفيّة، التقطها مصوّر فرانس برس بتاريخ 28 أكتوبر 2014 وتظهر بالفعل حيّ باب التبانة في طرابلس بعد جولة عنف بين مسلّحين والجيش اللبناني.

 

أما الثانية التي تظهر الرجل حاملا ابنه، فاقتُطعت من صورة ملتقطة في مدينة حلب شمال سوريا وزّعتها وكالة إيبا (EPA) بتاريخ 4 أكتوبر 2012. وتظهر الصورة رجلا يحمل جثّة ابنه بعد تعرّض حي الصاخور لقصفٍ من قوات النظام في سوريا أودى بحياة أكثر من 80 شخصا.

 

وخرج السكان في طرابلس غاضبين وأقفلوا الشوارع وأجبروا المحال التجارية على إقفال أبوابها، كما أجبروا المقاهي على الإقفال ليلا، واشتبكوا مع الجيش اللبناني الذي حاولت عناصره إعادة فتح الطرقات.

 

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن مسلحين أطلقوا النار في الهواء بمنطقة محلة التل، وطلبوا من أصحاب المحال والمؤسسات التجارية والصرافة إغلاقها، احتجاجا على الكهرباء وارتفاع سعر صرف الدولار والارتفاع الكبير في أسعار مختلف السلع الاستهلاكية.

 

وأضافت أن مسلحين آخرين أطلقوا الرصاص أيضا في الهواء بمحلتي التبانة والحارة البرانية في المدينة ذاتها، تنديدا بشح الوقود وانقطاع الكهرباء والغلاء الفاحش.

 

وإثر ذلك انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات خلال الأيام الماضية للبنانيين يناشدون السلطات تأمين الكهرباء ليتمكنوا من تشغيل أجهزة الأوكسجين لأطفالهم.

وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغات تدعو إلى الثورة على غرار #ثورة_تشيل_ما_تخلي و#طرابلس_تنتفض.

وقال قائد الجيش العماد جوزاف عون الجمعة أثناء زيارته لطرابلس إنه “من غير المسموح المس بأمن المدينة”.

 

من جانبها، انتقدت منظمة سميكس قرار ملاحقة صانع الصورة المفبركة وأدرجت ذلك ضمن سياق “تسارع النيابات العامة إلى ملاحقة من ينشر على وسائل التواصل، من دون أن تلحظ ما يجري على الأرض في بلد يقترب من الانهيار”.

وسوم