fbpx
في الذكرى 40 يوما لوفاته الدكتور حسن صالح العبد..مرجعية الهيئة الاكاديمية الجنوبية

أ.د. خالد مثنى حبيب.

عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي
أستاذ الفيزياء -جامعة عدن.

ان من أصعب الامور على المرء فقدان الاعزاء الاوفياء الذين يخطفهم من بيننا الموت في صمته المعهود وجبروته الذي لا يستطيع أحد ان يرده او يصده او يوقفه «فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون» صدق الله العظيم.
لقد مضى اربعون يوما على فراقك لنا بعد حياة حافلة كلها عطاء فما اروع ان يكون الانسان أستاذاً مخلصا ينير درب الحياة امام الاجيال جيلا بعد جيل وما أجمل أن يكون الانسان مناضلاً وطنياً يصدح بصوت الحق محاولاً رفع الظلم عن البسطاء والمقهورين.

تعرفت على الفقيد الدكتور حسن صالح العبد لأول مرة في عام 2008م في لقاء جمعنا ببعض الزملاء الأكاديميين في منزل الدكتور حسين العاقل للتشاور حول إصلاح وضع نقابة أعضاء الهيئة التدريس والتدريسية المساعدة في جامعة عدن بدء بكلية التربية صبر والتحضير لما يمكن عمله من تنوير ثقافي وسياسي باستحقاقات شعب الجنوب وقضيته العادلة، ومن حينها صرنا أصدقاء ورفاق عمل أكاديمي في إطار جامعة عدن ،انخرطنا في النضال السلمي مع جماهير شعبنا الجنوبي الذي بدأناه بتأسيس المجموعة الأكاديمية التي كان الفقيد د. حسن صالح من أبرز مؤسسيها ومن اكثر الفاعلين والمؤثرين في حملة التنوير والتثقيف التي نفذتها منذ انطلاق الحراك السلمي الجنوبي في 2007م . لقد مثّل الفقيد ذلك الأكاديمي الحقيقي الذي يشخص الواقع تشخيصاً دقيقاً وعلمياً دون تملق أو تزلف للحاكم معبراً عن الظلم والاقصاء والتهميش الذي تعرض له الجنوب منذ 94م من خلال المحاضرات والندوات التي يلقيها على جماهير الحراك السلمي في مديريات محافظة لحج وعدن. لقد كان الفقيد شخص محبوب لدى الجماهير لإخلافه العالية ولرجاحة عقلة وواقعية طرحة وعلميته وصراحته، وهو ما جعلت منه الهيئة الأكاديمية الجنوبية مرجعية لها للاستئناس برايه في الكثير من المواقف والمشكلات التي تتصعب عليها. لقد تفاجئنا برحيله إلى الدار الآخرة في الوقت الذي لازال عطاءه مستمر والحاجة ماسة الى خبرته السياسة الطويلة في ظل هذه الظروف والتعقيدات التي تعيشها البلد، وهو ما شكل خسارة كبيرة ليس على اسرته وأهله وزملائه فحسب بل على جامعة عدن والجنوب ككل.

 

وفي الختام لا يسعنا الا ان نتقبل مشيئة الله الذي يقول في محكم التنزيل وهو اصدق القائلين: «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي» رحمك: الله يا دكتور حسن صالح وتغمدك بواسع رحمته واسكنك فسيح جناته انه سميع قريب مجيب.