fbpx
الحائز على جائزة العُر للإبداع وخدمة المجتمع لهذا العام د.نادر سعد عُبَادي حَلْبوب العُمَري

د.علي صالح الخلاقي

يكفي الباحث د.نادر سعد العُمري أن يكون مؤلف (الموسوعة اليافعية: دراسة للقبائل والبلدان والأعلام) حتى ينال عن جدارة واستحقاق جائزة العر للإبداع وخدمة المجتمع، ولا غرابة في ذلك، ويكفيه فخراً أن يرتبط اسمه بأول وأكبر موسوعة رائدة من نوعها تخصص للتعريف بقبيلة عربية لوحدها، هي قبيلة (يافع) الحِمْيرية – إحدى أشهر وأبرز وأكبر القبائل الكبيرة في جنوب الجزيرة العربية – وبهذا الشمول والاستقصاء لتفاصيل جغرافيتها بجميع قراها وجبالها وأوديتها ومعالمها والتعريف بأنساب فخائذها وبيوتها وأعلامها ومواطن استقرار أبنائها في مهاجرهم. إذ تتكون الموسوعة من اثني عشر جزءًا، في ثمانية مجلدات، وتشتمل على قرابة (5500) صفحة، مدعمة بالصور والوثائق التاريخية،
واستغرق منه هذا الإنجاز المميز الذي لم يسبقه إليه أحد عناء وجهد 12عاماً بدأها بالنزول الميداني إلى مناطق وقرى يافع المتناثرة والمتباعدة بتضاريسها الجبلية الشاقة لجمع المعلومات من أرض الواقع ومن مصادرها، ثم التفرغ لتمحيصها وتدقيقها وفرزها وصولاً إلى مرحلة التدوين والتوثيق النهائي التي ظهرت به الموسوعة بحلتها القشيبة، ولقيت ترحيباً كبيراً وقبولاً طيباً.
شخصياً كنت ممن اندهش لحجم هذا العمل الموسوعي واستغربت أن يقوم به باحث لوحده، ناهيك عن أنه كان في بداية بداية مشواره البحثي، ومما قلته مرحِباً بالموسوعة اليافعية لحظة صدورها:” استغربت حينها لحجم العمل الكبير الذي نَاءَ بحِمله جسد وعقل هذا الباحث النبيه، نادر بن سعد العُمري، ونهض به مُثْقَلاً في جَهْدٍ ومشقّة، وكشف عن معدنه النادر، كاسمه، وعن دأب العالم واجتهاد الباحث وتفوقه الذي تجلّى يوما عن يوم في نبوغه في فروع شتى من العلوم والأدب والتاريخ والخطابة”.
أصبح نادر اليوم اسم يشار إليه بالبنان، وما زال منهمكاً في عمله الموسوعي حيث يعمل جاهداً لإخراج الموسوعة في طبعتها الثانية المنقحة والمزيدة التي ستحمل الجديد وتضيف ما فاته في الطبعة الأولى.
وفضلاً عن انجازه للموسوعة اليافعية، برعاية وإشراف الشيخ محمد سالم بن علي جابر، فأن له اهتمامات متنوعة في علوم الشريعة والأدب واللغة العربية والتاريخ، وقد حاز خلال هذا العام على الدكتوراة بامتياز على أطروحة العلمية الموسومة بـ(التيارات الفكرية في اليمن وأثرها في الحياة العامة من القرن 6- 8 الهجريين/ 12-14 الميلاديين) التي كانت ، بشهادة لجنة المناقشة، جديدة في موضوعها وتمثل إضافة نوعية في الدراسات التاريخية المتخصصة، لاستنادها إلى مصادر تاريخية ومراجع كثيرة، بما في ذلك مصادر تاريخية لم يتعرض لها أي باحث قبله وهو ما يضفي على أطروحته قيمة علمية.
وله أبحاث عديدة منها(أبين عند الهمداني في كتابيه: الإكليل، وصفة جزيرة العرب)قدمه إلى الندوة العلمية الأولى التي أقامتها جامعة أبين بتاريخ 25 ابريل 2019م، و(الهجرة اليافعية في القرن الثالث عشر الهجري: عواملها المعيشية والعسكرية وأخطارها-دراسة وثائقية)شارك فيه في ندوة (الهجرة اليافعية عبر التاريخ) التي أقامها مركز عدن للدراسات والبحوث التاريخية في كلية التربية – يافع بتاريخ 24 سبتمبر 2019م، و(أخبار حضرموت في وثائق المراسلات اليافعية في القرن الثالث عشر الهجري) قدمه للمؤتمر الرابع الذي أقامه مركز حضرموت للدراسات التاريخية بالمكلا بتاريخ 19 ديسمبر 2019م، بعنوان: التاريخ والمؤرخون الحضارمة في القرن الثالث عشر الهجري.
ومن أعماله الأدبية ديوان شعر (سأبقى محبًّا). وهو حالياً عضو الهيئة التدريسية في كلية الآداب بجامعة عدن، وما زال نبع عطائه وإبداعه متدفقاً..
تهانينا القلبية للدكتور نادر سعد العمري، لحصوله على هذه الجائزة التقديرية التي تحمل اسم “جبل العُر” جبل العزة والكرامة، التي نالها عن استحقاق، وشكراً لآل بن شيهون الكرام، رعاة الجائزة، على حسن الاختيار للمبدعين والمتفوقين في فروع العلم والمعرفة والبحث العلمي وغيرها وعلى استمرارية الجائزة دون توقف لسبعة أعوام منذ عام 2014م، وحجبها عام 2015م بسبب الغزو الحوثي العفاشي للجنوب صيف ذلك العام.

#علي_صالح_الخلاقي