fbpx
هل فشلت الحرب على الإرهاب حقا
شارك الخبر

 

يافع نيوز – متابعات

لم تنه الحرب على الإرهاب التي أطلقتها الولايات المتحدة قبل نحو عشرين عاما مخاطر الحركة الجهادية. وبات الفشل واضحا في تلك الحرب على الرغم من مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي كان بمثابة العدو الأول والمطلق للغرب.

 

وفرضت سيطرة طالبان على السلطة وبروز تهديدات إرهابية جديدة تساؤلات حول التهديد الأول الذي انطلق منه الغرب في حربه قبل عشرين عاما في أفغانستان، وهل كان الأمر يستحق هذا العناء طوال العقدين الماضيين بعد عودة طالبان، التي احتضنت القاعدة، إلى السلطة.

 

وأظهرت نتائج الحرب على الإرهاب مدى فشلها في مكافحته بعد بروز تنظيمات إرهابية أخرى لا تقل خطورة عن تنظيم القاعدة، الذي يعد الملهم الأول للجماعات الجهادية.

وكان أسامة بن لادن قبل مقتله قد اتخذ من أفغانستان مقرا رئيسيا لشن هجمات ضد أهداف غربية، ونفذ تنظيمه هجمات مروعة استهدفت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك والبنتاغون في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.

 

تروج الإدارات الأميركية ومن بينها إدارة الرئيس جو بايدن إلى أن مقتل أسامة بن لادن وإنهاء وجود تنظيم القاعدة كانا الهدفين الأساسيين من الحرب في أفغانستان، لكن بالنظر إلى نتائج تلك الحرب والفوضى المستمرة وتواصل التهديدات الإرهابية، يتبين أن الاستراتيجيات التي اتبعت في مكافحة الإرهاب باءت بالفشل.

 

وحين كان الدخان لا يزال يتصاعد من برجي مركز التجارة العالمي أطلق الرئيس الأميركي آنذاك جورج دبليو بوش “الحرب ضد الإرهاب”. الهدف كان نظام طالبان في أفغانستان بسبب سماحه للقاعدة بالتحضير للاعتداء الأكثر دموية ضد دولة غربية.

 

وبعد سنتين وانتصار عسكري لاحقا، أعلن بوش في يناير عام 2003 في خطابه التقليدي حول حالة الاتحاد أن “في أفغانستان، ساهمنا في تحرير شعب مضطهد وسنواصل مساعدته على جعل بلاده آمنة وإعادة بناء مجتمعه وتعليم كل أولاده، صبية وفتيات”.

 

لكن التاريخ لم يصغ إليه. استعادت حركة طالبان كابول وأعادت فرض الشريعة الإسلامية. سواء اعتبر خطابها المهادن ذا مصداقية أم لا فإن إسلاميين متطرفين مقربين جدا من القاعدة باتوا يديرون البلاد.

 

ويقول عبدالسيد، وهو خبير الشؤون السياسية بجامعة لوند في السويد، “لقد نجحوا في قتل بن لادن، لكن الهدف كان إنهاء الحركة الجهادية العابرة للحدود، وهو فشل كامل”.

 

وتمتلك الحركات الجهادية في العالم قوة للبقاء تتماشى مع طبيعتها المرنة لمواجهة التهديدات المستجدة. وباتت التنظيمات الإرهابية التي تنشط في أكثر من مكان، على الرغم من خفوت بعضها، تشكل تهديدات مستمرة سواء في أفغانستان نفسها أو الشرق الأوسط ومناطق التوتر في أفريقيا.

 

ويعد تنظيم القاعدة مثالا على توالد التنظيمات الجهادية، ونشط بعده تنظيم الدولة الإسلامية الذي تعرض لهزيمة في سوريا والعراق، لكنه لا يزال يشكل تهديدات في أماكن مختلفة حول العالم.

 

ويقول عساف مقدم، الباحث في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب في إسرائيل، إنه “لا يمكن هزم الإرهاب. التهديد يتطور باستمرار”.

وفي عام 2018 اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن عدد المجموعات الإرهابية النشطة يبلغ 67 في أعلى مستوى له منذ عام 1980. أما بالنسبة إلى عدد المقاتلين فإنه يختلف بين مئة ألف و230 ألفا أي بزيادة قدرها 270 في المئة مقارنة مع تقديرات عام 2001. حتى مع الاعتراف بأن الأرقام قد تتفاوت، فإن الاتجاه غير قابل للنقاش.

 

ويقول محللون إنه بالنظر إلى الإنفاق الذي حصل على مكافحة الإرهاب فإن الحصيلة كارثية وتشير إلى أخطاء واضحة. وأنفق الأميركيون وحدهم أكثر من ألف مليار دولار في أفغانستان.

 

كما يُنظر إلى غزو العراق، والإطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين، عام 2003 على أنه خطأ فادح كلف الكثير على صعيد الحرب على الإرهاب.

 

ويقول سيث جونز، الخبير في شؤون الإرهاب في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، “لقد أتاح للقاعدة أن تنهض مجددا ما أرسى أسس قيام تنظيم الدولة الإسلامية”.

 

ويتحدث المراقبون عن استراتيجية تفضل المواجهة دون الأخذ في الاعتبار بشكل كاف ما يشكل أرضية خصبة للجهاديين: الحرب والفوضى وسوء الحكم والفساد.

وسوم