fbpx
العطاس شاهد ماشاف حاجة،،،

صالح محمد قحطان

يعتبر الأخ حيدر أبوبكر العطاس احد قادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ورئيس وزراء اول حكومة لدولة الوحده ومستشار الرئيس هادي اليوم ، وهو ممن كان ينظر إليهم إنه واحد من العقول الناضجة المتزنة.

شخصيا تربطني فيه معرفة من قبل الوحدة ، ولايزال تواصلي معه حتى اليوم . أي على المستوى الشخصي لايوجد بيني وبينه إلا كل احترام وتقدير.
اما على المستوى السياسي والمواقف السياسية فإننا نتفق ونختلف في بعض القضايا والاطروحات.

إن مايقوم فيه الأخ حيدر العطاس في تناول ماضي نظام الجنوب السابق على قناة العربية في (برنامج الذاكرة السياسية) ذاك الماضي الذي يعتبر حيدر العطاس واحد من قادتها حيث شغل مناصب متدرجة من نائب وزير ، ثم وزير، ثم رئيس وزراء ، ثم رئيس هيئة مجلس الشعب الأعلى قبل إعلان الوحدة .

نحن مع أي تقييم أمين لتجربة الجنوب بمختلف جوانبها السلبية والإيجابية . على إن يكون التقييم مسؤول ومحايد . وليس كما يفعل حيدر العطاس من انتقاد الأخطاء وعدم ذكر الإيجابيات ، ونبش القبور وتصوير تجربة الجنوب على إنها شر مستطير وإنه ملاك طاهر لا يتحمل أي وزر من هذه التجربة .
عندما يكون الحديث لا يعتمد على المعلومات من مصادرها والدقة في استخدامها فإن هذا الحديث يدعوا للفتنه.
مع العلم ان الأخ حيدر العطاس قد كرر اكثر من مرة كلمه قالوا وكلمة قالوا ليست يقين، اضافه الا انه لم يكن موجود في عدن أثناء أحداث 13 يناير 1986 م .

يمكن هنا أن اوجز بعض الملاحظات على ما تناوله الأخ حيدر العطاس على قناة العربية على النحو الآتي :

أولا : ماهو الهدف وفي هذا التوفيت وهذا الظرف نبش ماضي الجنوب والتركيز فقط على السلبيات دون تقييم علمي امين للتجربة بسلبياتها وايجابياتها والذي لايمكن أن يختلف معه عليها أحد لو وجد مثل هذا التقييم ؟ .

ثانياً : أظهر العطاس من خلال هذه المقابلات وتركيزه على سلبيات نظام الجنوب السابق وكأنه مراقب محايد او شاهد ماشفت حاجه لا له أي علاقة فيها ونسي انه احد المسؤولين البارزين عن هذه الأخطاء باعتباره واحد من رموز وقادة نظام الجنوب السابق.

ثالثاً : كنت اتمنى على الأخ حيدر العطاس رئيس هيئة مجلس الشعب الأعلى وعضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي إن بعترف انه هو واحد ممن يتحملون المسؤولية عن تلك الأخطاء ، وان يتكلم بصفة الجمع في تحميل تلك الأخطاء مع بقية قيادة الجنوب السابق كلها وهو أحدهم لان تلك الأخطاء مسؤول عنها كل القيادات السياسية وتحديداً أعضاء المكتب السياسي واللجنه المركزية والحكومات المتعاقبة وهيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى . بدلا من محاولة تحميلها أشخاص محددين مثل عبدالفتاح، وسالمين وعلى عنتر وعلي ناصر وغيرهم كما فعل العطاس،،

رابعاً : نحن مع تقييم امين محايد لتجربة النطام السابق ولكن من خلال العدالة الانتقالية وعبر هيئات مختصة وشرح الأسباب التي أدت إلى كل تلك الأخطاء .
خامساً : أن يكون الهدف من هذا التقييم هو استخلاص الدروس والعبر من عدم تكرارها ، والاعتذار للذين قتلوا أو شردوا أو تم الزج فيهم بالمعتقلات ظلماً ورد الاعتبار والتعويض. اسوة بما تم في بعض البلدان التي راجعت تجاربها واستفادت من الأخطاء.مثال ((دولة جنوب أفريقيا،،)) والتي استهدفت مثل هذه التقييمات مداوات جراح الماضي ومعافاة المستقبل،،،

ابو وضاح الحميري
عميد متقاعد صالح محمد قحطان المحرمي

4 سبتمبر 2021م