fbpx
رسائل سلام على شظايا زجاج مخلفات الحرب
شارك الخبر

يافع نيوز – نهلة القدسي

من بين ركام الحرب ومخلفاتها استطاعت رقية أن تشكل سيمفونية سلام وترسم على قطع الزجاج المتناثرة لتحولها إلى تحف فنية بديعة .

الشابة اليمنية رقية أحمد الواسعي (30 عاماً) والتي تقيم في مدينة صنعاء كانت ممن حطمت الحرب أحلامهم لكنها سعت بكل عزيمة على أن تستعيدها وترسم ما تبقى بأعماقها من ضوء ولو عبر شظايا زجاج مكسور.

كانت رقية تعشق الرسم منذ الصغر، وتتمنى الالتحاق بكلية الفنون الجميلة لكن عائلتها قابلت رغبتها تلك بالاستهجان والرفض فما كان منها إلا أن رضخت لرغبتهم في الالتحاق بكلية التجارة.

بعد التخرج من الجامعة في العام 2014 ظلت رقية تعاني من البطالة فعادت إلى هوايتها في الرسم على الزجاج ونالت أعمالها استحسانا ورواجاً كبيراً ما أمن لها دخلاً مادياً شجعها على الاستمرار.

من هنا بدأت الفكرة

في العام 2015 اندلعت الحرب في اليمن وكابد الجميع مرارتها وعادت رقية تعاني البطالة مجدداً بسبب ندرة الزجاج وأدوات الرسم وارتفاع أسعارها.

تقول رقية بأسى “عندما جاءت الحرب تحطمت أحلامنا كشباب وتناثرت مثل ذلك الزجاج المنكسر في شوارع صنعاء بعد القصف”.
وتتابع “عندما توقفت عن الرسم أشار عليّ بعض الأصدقاء أن أستخدم زجاج المنازل المدمرة بفعل الغارات فتقبلت الفكرة، لكن صممت أن تختلف رسماتي بعد الحرب عن تلك التي كانت قبل الحرب”.وتضيف رقية “عندما كنت أذهب لمكان الانفجار لجمع الزجاج المكسور كنت أسأل عن قصة الانفجار ومن تضرر لأني أشعر أن هذا الأمر يخصني لأستطيع ترجمة ما حدث في ذلك المكان على قطع الزجاج”.

تفننت رقية في الرسم على الزجاج الذي تجمعه من مخلفات الحرب ونالت أعمالها شهرة أكثر من ذي قبل.

فلسفة الزجاج

تقول رقية عن الزجاج: “هو موجود في كل مكان باليمن ولولا الحرب ما كان لينكسر أو ليصير حطاماً لذلك من المهم أن أعامل هذه البقايا المحطمة بحب”.

وتتابع رقية “رأيت ذلك الزجاج وهو يحكي مآسي الحرب، فوراء كل شظية زجاج قصة حزينة نتج عنها وفاة أرواح بريئة أو نزوح عائلة أو تهدم مسكن كان يؤويهم”.

وترى رقية تشابه بين الزجاج والمرأة إذ توضح ذلك بقولها “قطع الزجاج تشبه كثيراً المرأة في صفاتها فكلاهما شفاف حاد وقابل للكسر، لذلك فقضايا المرأة اليمنية حاضرة بقوة في رسوماتي”.

حرصت رقية أن تعبر رسوماتها عن غضبها وسخطها من الحرب فكانت لوحاتها التي ترسمها احتجاجاً صامتاً عما آلت إليه الحرب وتبعاتها على الأبرياء فجسدت قضايا النزوح، ومعاناة المرأة والشباب، وحكايا التراث اليمني والدعوة للسلام والمناداة بوقف الحرب.
للأسف لا توجد معارض فنية لتعرض رقية رسوماتها وتعتبر صفحتها على فيس بوك هي منصتها الوحيدة التي تتفنن فيها لجذب الزوار ومحبي الفن.

وتختم رقية حديثها قائلة “سأظل أرسم لأخبر العالم أن الحياة ستستمر وأن الألوان الزاهية ستمحي ظلام الحرب وأن أزيز الصواريخ لن يحجب عنا أغاني الفرح”.

أخبار ذات صله