fbpx
في رحيل الفقيد الراحل صالح محمد بن فليس .. بقلم / علي صالح محمد
شارك الخبر
في رحيل الفقيد الراحل صالح محمد بن فليس .. بقلم / علي صالح محمد
علي صالح محمد
عتذر كثيرا لشعوري بالعجز  عن الحديث  عن انسان مثل فقيدنا الراحل صالح محمد فليس ،فماذا يمكن ان اقول   لارثي عزيزا  مثل هذا الانسان  ؟ ، اذ تعجز اللسان والقلم عن التعبير ،  حتى اننا لا نجد الكلمات  اللائقه  لوصف انسان رائع ومحبوب مثل ، صالح محمد بن فليس لنمنحه  حقه في ذلك ،.
منذ عقود لم ارى العزيز الراحل بسبب الشتات القهري بعد التدمير الذي اصابنا في عام  ،١٩٩٤ لنتغرب في أصقاع الارض ،ونصبح غرباء  حتى في ديارنا، بعد ان حلت الهزيمه كضيف ثقيل على النفوس وفي الديار ، ورغم ما اصابنا الا ان الذاكره  لم تزل مشحونه ببعض ما علق فيها من صور  كثيره  وجميله جمعتني بهذا الانسان المميز ،     فكيف لي ولغيري ممن يعرفه  ان ينسى تلك  الخصال والسجايا التي تمتع بها الفقيد طيله حياته ، الابتسامه التي لا تغيب عن محياه  ، كانت رسوله الذي يسبقه لتحتضنك قبل ان تصافحك يداه ، ، ورزانته وبساطته ومنطقه واحترامه للغير ، واخلاصه وتفانيه لاداء مهامه   وهدوء طبعه ، ،وسماحته وخلقه وتهذيبه وغير ذلك من الصفات الانسانيه الحميده كانت عنوانا لسلوكه اليومي ، وجسور محبه الى قلوب كل من تعامل معهم ، ينطبق عليه القول  انه من النوع ( السهل الممتنع ) (يقدم بيسر ما هو غير ميسور ويبذل أمامنا ما لا يتمكن إلا مثله أن يبذله ويقدمه، فنأخذ منه بسهولة ما هو ممتنع علينا) ،
 
 ،منذ ان جمعتنا الايام بعد تخرجه من الثانويه العامه وعند التحاقه للعمل في اليمدا وبعد ان ابتعث  مع عدد من زملاءه  لدراسه هندسه الطيران في مصر ثم في اثيوبيا وايضا الى امريكا في وقت لاحق  وكان في كل مراحل دراسته  ومراحل تدرجه الوظيفي  من مهندس  حتى مديرا للدائره الفنيه في شركه (اليمدا ) متفوقا وناجحا   يحظى بالاحترام والتقدير لكفاءته المهنيه  والعلميه ،واخلاقه الرفيعه ،وهو النجاح والتفوق والسمعه النظيفه التي سبقته  الى خارج الوطن ، فبعد ان تم تهميشه بعد الحرب اللعينه مثل غيره من الكفاءأت الوطنيه الجنوبيه في كافه المجالات توجه الى السعوديه في عام ١٩٩٨ ليوظف في شركه بن محفوظ للطيران ويستمر في العمل لديها حتى عام ٢٠١٠ م  ، ليعود الى الوطن في رحله بحث عن حقوقه كمتقاعد وهي الرحله التي لم تنتهي  حتى بعد وفاته كما يبدو ،، وهنا اتوجه الى العزيز الوزير  واعد باذيب للتوجيه بانصاف مثل هذا الكادر المميز.
منذ التقيته في  منتصف السبعينات   وفي كل لقاء كنت ارى فيه انسان متجدد ، مليء بالثقه بالذات والشغف لتطوير قدراته المهنيه ، لا يشكو ولا يتذمر، وهو نفس الانطباع  والشعور الذي عبر عنه بعض من رفاقه الذين عملوا معا في شركه اليمدا  حين التقيتهم صدفه قبل ايام ومنهم الاعزاء : صالح عبدالله سعيد ابو نضال المدير التجاري السابق لليمدا ، والمهندس ماهر اغبري كبير مهندسي الوحدات الارضيه ، والاستاذ صالح الخريبي مدير مكتب رئيس مجلس الاداره  لليمدا سابقا ، والاستاذ محمد جواد مدير الشئون الاداريه ، والاستاذ جمال عبدالغفور مدير المبيعات  الذين عبروا عن اسفهم لفقدان مثل هذا الانسان  الذي تتلمذ على يدي المهندس الكبير الاستاذ الفاضل سعيد ناجي سنان كبير المهندسين في الشركه منذ عام ١٩٦٧ .
سيرته كلها كانت امل وتفاؤل بالمسقبل الجميل ، ورغم كل العثرات التي شهدناها معا ظل صلبا في مواجهه كل   النتائج لم يستسلم ، وجعل من الامل زاده في رحلته نحو القادم المجهول ، ليختطفه القدر فجأه   في لحظه سياده للجهل  المركب والبؤس الفكري ، وانعدام توازن  للعقل البشري  بعد ان  غزت الفتنه مسقط رأسه ، وهي الفتنه التي بدات في عام ٢٠٠٦  ، للتوقف في. مارس عام ٢٠٠٩ بصلح حضره مشائخ واعيان يافع ويومها استبشرنا خيرا بما تم وعبرنا عن ذلك بمقال نشر في صحيفه الايام وهي الفتنه التي تجددت منذ يناير ٢٠١٢  ومستمره حتى اليوم  لعن الله من ايقضها  ولعنه الله على الجهل المركب المسؤول عن كل مصائبنا  ، وهنا  اتساءل بكم تريدون ان تضحون  يا ابناء تلب من ابنائكم  ؟ ومن  اجل ماذا ؟ وكم ومتى  ستولد امهاتكم مثل العزيز صالح محمد فليس؟  ومن امثاله من الابرياء الانقياء  ضحايا الفتنه المجنونه في منطقتكم ؟ اين ذهب العقل و  العقلاء والرجال  الحقيقيين القادرين على التمييز بين الشر والشر وما ينتجه هذا الشر ؟بعد ان فقدتم التمييز بين الشر والخير في لحظه ضياع العقل الذي منحنا الله ليميزنا عن بقيه الحيوانات     ، هل اصبح الثأر والفتنه  تغشيان بصيرتكم وتعميهما عن فعل الصواب  ،؟هل اصبحتم اسرى لهذا الثأر حد انكم تدمرون الحياه  لكل من ينتمي الى عشيرتكم ، ؟  وتعيدون الناس الى قرون الجاهلية  ، ليس عيبا ان يحافظ المرء على عاداته وتقاليده ولكن من العيب ان يجعل من ذلك حجه لإشاعة  التخلف واذكاء روح العصبيه والكراهيه ؟  اسألكم  بالله وبالذي خلقكم ايها الاخوه وباسم الفقيد  الراحل صالح محمد بن فليس وباسم كل الضحايا الذين سقطوا ضحايا لهذا العنت  والجهل ، ومنهم  شيخ مكتب كلد الذي جاءكم كوسيط صلاح واصلاح ليقتل وهذا عار  على من ارتكب حماقه قتله  بكل المعايير  ،  ونناشدكم ان تعودوا جميعا الى جاده الصواب والعقل اتقوا الله في انفسكم وفي اولادكم توجهوا نحوا الخير بلا مكابره لان المكابره والعناد من صفات الجهل اصلا ، ، ورحم الله الراحل العزيز صالح محمد بن فليس الذي اتمنى من الله عز وجل ان يجعل من روحه فداء للجميع تتوزع كما توزعت ابتسامته ورغبته وجهوده  لؤد وإنهاء  الفتنه ، لتكون رحمه  لكل اهل  المنطقه ،  وهكذا روح الفقيد  شيخ مكتب كلد ،وان تكونا ختاما  لكل جوانب هذه الفتنه الملعونه بين الاخوه الاعداء في تلب .
وختاما  اكرر ما قاله الاخ العزيز المهندس نبيل سالم عبود وهو يرثي اخونا وصديقنا الراحل
يا دمعتي فيضي دما وتحجري
وابكي عزيزا فارق الدنيا رحل
صالح فليس يا نفسي فلتتصبري
صديق عمري فجأة جاه الأجل
غرت عيونك يا شهيد واستنكري 
يا يافع الفتنه بتلب وماحصل
.
عدن ٢١-٤-٢٠١٣
أخبار ذات صله