fbpx
تقرير : وقائع وحقائق حالية وتاريخية تؤكد أكذوبة “واحدية الثورة” بين الجنوب واليمن والشمالي
شارك الخبر

 

يافع نيوز – خاص:

حاول اليمن الشمالي وقواه مرارا وتكرارا وخلال فترات عديدة منها فترة حكم الحزب الاشتراكي اليمني للجنوب ترويج ما يسمى ” واحدية الثورة” بين الجنوب وبين اليمن الشمالي.

 

والحقائق التأريخية وحتى الحالية تؤكد أكذوبة ” واحدية الثورة” بناء على اختلاف اندلاع ثورة 14 اكتوبر الجنوبية.. وما يسمى 26 سبتمبر كحدث يؤكد خلافات وصراع حول السلطة في اليمن الشمالي.

كل تلك الترويجات والتغذية الاعلامية كانت ضمن مخطط او على الاقل مشروع، سعى منذ البداية لالحاق دولة ” اليمن الجنوبي بعد تغيير اسمها ”  والمعروف عنها وحقيقتها بمساحتها بانها ” الجنوب العربي” حيث تم تحويل اسمها كما هو وارد في عنوان اتفاقية استقلال الجنوب 67 ” وثيقة استقلال جمهورية الجنوب العربي”، الى اسم ورد في إحدى فقرات الاتفاقية سمى دولة الجنوب العربي بــ” جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية” ليجري فيما بعد ضمن مخطط مخطط “اليمننة السياسية للجنوب العربي” وتحويلها الى ” جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”).

ذلك كله كان يريد ان يحقق ” الوحدة بين الدولتين” الجنوبية والشمالية، والتي فشلت مفاوضاتها على مدى عقود من الزمن من ( 67 وما بعدها).. قبل ان يتم توقيع اتفاق ما سمي ( الوحدة اليمنية) بشكل همجي وغير منطقي، وبناءً على تغيرات افرزتها المرحلة حينها.

تزييف الوعي، وتغييبه عن الحقائق، افرز ما سمي ” واحدة الثورة” وهو مصطلح وجد لغرض إلتهام الجنوب، وكان سبباً في توقيع ” الوحدة اليمنية عام 1990″، وهو ما اُعد حينها، عودة ” الفرع إلى الأصل” أي عودة ” الجنوب الفرع إلى الشمال الأصل”، ومنه كانت ممارسة الشمال تجاه الوحدة اليمنية التي تزامن معها الفشل منذ ايامها الأولى.

لا يزال هناك، من يتغنى بـ” واحدية الثورة” بين ” سبتمبر وأكتوبر”، وفي الحقيقة أن تلك أكذوبة تأريخية، صدقها كثير من المغفلين.

ثورة اكتوبر، كانت نتاج انتفاضة شعبية مسلحة، ضد استعمار خارجي، شارك فيه كل فئات شعب الجنوب العربي، لكنه اختطف فيما بعد من (شلة) تسلقت على ظهر هذا الانتصار الشعبي الجنوبي العربي التأريخي.

لم يشترك في ثورة أكتوبر، أي من المقاومين من الشمال، في حين اشترك مقاومين جنوبيين في دعم واسناد ” الجمهوريين ” في اليمن الشمالية، ما حدث حينها، بعد ان عاد الجنوبيين من مشاركتهم في الشمال في ” فك حصار السبعين ” وغيرها من المعارك، كان يتم في بعض الاحيان تزويد  الجنوبيين باسلحة من منافذ وطرق تربط الشمال بالجنوب.

ما حدث، لا يعد ” واحدية الثورة” ولا يمكن حسابه، إلا في إطار ” رد الجميل ” من بعض ثوار الشمال، للجنوبيين الذين كانوا يواجهون طائرات ومدافع الاستعمار البريطاني، باسلحتهم الشخصية.

من هنا، لا يمكن بأي حال من الاحوال، الصاق وصف ” واحدية الثورة ” بين سبتمبر واكتوبر، وبين الشمال والجنوب، ولو كان ذلك حقيقة، لما مارس الشمال تجاه الجنوب، احتلالا فاشياً متعجرفاً، دمر الجنوب بكل إرثه التأريخي والثقافي والعلمي وحتى الاخلاقي، وحول مشروع وحدة سلمية قدمها الجنوب على طبق من ذهب للشمال، إلى وحدة فيد ونهب ودم وقتل وإجرام، بناء على مبدأ ” الفرع الذي عاد للأصل”.

لقد اثبت التأريخ، أن مصطلح ” واحدية الثورة” ما هو إلا مصطلح ” يراد ترسيخ فكرة قوى الزيدية الشمالية  والمسمى ” ان الجنوب هو الفرع الذي عاد إلى اليمن الشمالي “، ومنه يمكن قراءة كل التفاصيل .

اليوم، وبكل وضوح، تؤكد الوقائع، ان ” واحدية الثورة ” أكذوبة، وأكذوبة سمجة جداً، وان أكتوبر الجنوب شيء، وسبتمبر الشمال شيء آخر، وأن الجنوب العربي شيء، واليمن الشمالية الموالية لإيران شيء آخر.

ورغم مساندة الجنوبيين ليوم 26 سبتمبر، وشهداءه، كحق تأريخي لشعب اليمن الشمالية، إلا ان وقائع اليوم الواضحة، لا تحتاج إلى استدعاء البعض، لأكاذيب تأريخية، لإثبات ما سميت ” واحدية الثورة” .

فها هو اليوم اليمن الشمالي يقع تحت سيطرة الملكيين بوجههم الجديد ” الحوثيين” فيما من يسمون انفسهم بالجمهوريين اصبحوا مجرد اتباع لهذه القوة الحوثية التي باتت تسيطر على كل الرقعة الجغرافية لليمن الشمالي وتحاول التوسع للجنوب.. فيما لا تجد اي مقاومة في اليمن الشمالي..

ما يهم اليوم، هو النظر للحاضر والمستقبل، وعدم المكابرة، والعمل لإيجاد استقرار حقيقي في دولتي ” الجنوب ” و ” الشمال”، وايقاف الحرب الهمجية، وإعادة سبتمبر الى روحه في اليمن الشمالي.. بعدما اصبح الشمال ممزقا..وصار سبتمبر 1962 بايدي الملكيين الذين هزموا في 62 وصاروا اليوم حكاما بفرض الواقع في اليمن الشمالي وبتخاذل كل قوى الجمهورية العربية اليمنية ” اليمن الشمالي”.

اما في الجنوب فهو يحتاج الى إعادة وهج اكتوبر1963 ، بفكر جديد وحديث، وتحقيق ما ناضل من اجله الشهداء، في تحقيق الحياة الكريمة للشعب وللاجيال، بعيدا عن اكذوبة ما تسمى “واحدية الثورة” . والوقوف بوجه كل من يريد العبث بأمن الشعب الجنوبي، واستقراره، وتطلعه في بناء دولته العادلة، المستقرة، لينعم شعبها ولو بالامن والحياة الكريمة، بعد معاناة طويلة وتأريخية وغزو واستهداف وارهاب دمر كل شي بالجنوب وقتل مئات الالاف من هذا الشعب الحر والمسالم الذي يعشق السلم والازدهار ويرفض في نفس الوقت الخنوع والاحتلال والاذلال.

أخبار ذات صله