fbpx
طالبان تفجر خلافا حادا بين الهند وباكستان في الأمم المتحدة
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

انتقدت الهند الجمعة باكستان في الأمم المتحدة وفي واشنطن فيما ناشد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان العالم للعمل مع حركة طالبان الأفغانية المنتصرة، وهذا الخلاف كان متوقعا بسبب تناقض الأجندات في أفغانستان، فالهند كانت تدعم الحكومة الأفغانية السابقة فيما ظلت باكستان وفية لنهجها الداعم لطالبان منذ ظهورها.

 

وأثار رئيس الوزراء ناريندرا مودي مخاوف بشأن باكستان خلال محادثات مع الرئيس الأميركي جو بايدن وكذلك خلال قمة رباعية أوسع مع زعيمي أستراليا واليابان، وفقا لمسؤولين هنود.

 

وقال وزير الخارجية الهندي هارش فاردهان شرينغلا للصحافيين بعد انتهاء المحادثات إنه “كان هناك شعور واضح بأنه ينبغي الإبقاء على نظرة أكثر دقةً وتدقيق وثيق ومراقبة لدور باكستان في أفغانستان، دور باكستان في مسألة الإرهاب”.

 

ودأب المسؤولون في الهند وباكستان على إطلاق تصريحات واتهامات قوية، ما يجعل من الصعوبة بمكان على المراقبين قياس درجة التوتر بين البلدين خاصة بعد صعود طالبان إلى الحكم في أفغانستان.

طالبان أولوية لعمران خان

من جهته، أشار عمران خان في الخطاب الذي ألقاه عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أن طالبان وعدت باحترام حقوق الإنسان وتأليف حكومة شاملة منذ سيطرتها على البلاد الشهر الماضي، رغم خيبة الأمل العالمية في الحكومة الموقتة التي شكّلتها الحركة.

 

وقال خان “إذا قام المجتمع الدولي بتحفيزها وشجّعها على المضي قدما في هذا الحوار، سيكون الوضع مربحا للجميع”. وشدد على أنه “علينا تعزيز الحكومة الحالية وتحقيق استقرارها من أجل مصلحة الشعب الأفغاني”.

 

كذلك، دافع خان عن موقف بلده، الداعم الرئيسي لنظام طالبان بين عامي 1996 و2001 الذي فرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية وآوى تنظيم القاعدة، ما أدى إلى الغزو الأميركي لأفغانستان عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.

 

وألقى خان المنتقد الشرس للحرب الأميركية التي استمرت 20 عاما وأنهاها الرئيس جو بايدن، باللوم على الضربات الأميركية غير الدقيقة بطائرات مسيّرة في تصاعد التطرف داخل باكستان، وأشار إلى تعاون إسلام أباد مع القوات الأميركية.

 

وقال خان في الخطاب الذي سجّل مسبقا بسبب التدابير الوقائية المرتبطة بمكافحة وباء كورونا “هناك قلق كبير في الولايات المتحدة إزاء المترجمين الفوريين وكل الأشخاص الذين ساعدوا الولايات المتحدة. ماذا عنا نحن؟”.

 

وتابع “على الأقل كان يجب أن تكون هناك كلمة تقدير. لكن بدلا من ذلك، تخيلوا كيف نشعر عندما يلقى باللوم علينا في تحول الأحداث في أفغانستان”.

 

ولطالما اتهم مسؤولون أميركيون أجهزة الاستخبارات النافذة في إسلام أباد باستمرارها في دعم طالبان ما دفع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى خفض المساعدات العسكرية.

مواجهة محتدمة

لم يتحدث بايدن إلى خان بعد وبالطبع لم يدعه إلى واشنطن، رغم أن وزير الخارجية أنطوني بلينكن التقى الخميس على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة نظيره الباكستاني وشكره للمساعدة في إعادة المواطنين الأميركيين من أفغانستان.

 

وفي خطابه المشحون، اتهم خان العالم الذي لديه مطامع في الهند التي تزيد قيمة سوقها عن مليار دولار، بمنح مودي فرصة “الإفلات من العقاب”.

 

وقال “إن أيديولوجية الهندوتفا (الشكل السائد للقومية الهندوسية في الهند) المليئة بالكراهية والتي روج لها نظام حزب بهاراتيا جاناتا – منظمة التطوع الوطنية الفاشي، أطلقت العنان لعهد من الخوف والعنف ضد المجتمع المسلم في الهند الذي يبلغ تعداده 200 مليون نسمة”.

 

في عهد مودي، ألغت الهند الحكم شبه الذاتي في كشمير، المنطقة الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة، وأقرت قانون الجنسية الذي يصفه نقاد بأنه تمييزي، وشهدت تصعيدا متكررا للعنف الديني.

 

ويعتقد مراقبون أن الخلاف بشأن طالبان يعكس تناقض المصالح بين الطرفين في أفغانستان، وهو امتداد للخلاف بينهما على قضايا أخرى، لافتين إلى أن باكستان تريد أن تستفيد لوحدها من سقوط نظام الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، الذي هو صديق للهند.

أخبار ذات صله