fbpx
الأمم المتحدة وطالبان.. جدل “الاعتراف” ومخاوف “الحرب الأهلية”
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

تسعى حركة طالبان للاعتراف بها في الأمم المتحدة، وترى أن لديها “كل المتطلبات اللازمة” لهذا الاعتراف من المنظمة الدولية، فيما يرى محللون أنه يمكن استخدام هذه الرغبة “للضغط” على الحركة، وفق أسوشيتد برس.

وكتبت طالبان رسالة إلى الأمم المتحدة تطلب فيها إلقاء كلمة في اجتماع الجمعية العامة للزعماء المنعقد في نيويورك، وردت المنظمة للطلب بالإشارة: “ليس بهذه السرعة”.
ومن المقرر أن تتحدث أفغانستان، التي انضمت إلى الأمم المتحدة عام 1946، في جلسة قادة الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين.
ومع عدم عقد اجتماع حتى الآن من قبل لجنة الأمم المتحدة التي تبت في أوراق الاعتماد، يبدو من شبه المؤكد أن سفير أفغانستان الحالي (المعين من قبل حكومة أشرف غني) سوف يلقي الخطاب هذا العام، أو أن أحدا لن يفعل ذلك على الإطلاق.

وتقول أسوشيتد برس إنه يمكن للأمم المتحدة أن تمنع أو تمنح اعترافا رسميا بطالبان، وتستخدم ذلك “كوسيلة ضغط حاسمة للحصول على ضمانات بشأن حقوق الإنسان، وحصول الفتيات على التعليم وتقديم التنازلات السياسية”.

وتستطيع المنظمة أن “تنشر ثقل برامجها الضخمة للمساعدة والتنمية لإظهار مدى أهمية وكالاتها التي تعاني في كثير من الأحيان من نقص التمويل في توفير الاستقرار والأمن”.
وهناك بالفعل دعوات متزايدة لتقديم المساعدات بشرط ضمان وصول الفتيات إلى التعليم. وعلى الرغم من وعودها بأن تكون شاملة ومنفتحة، لم تسمح طالبان بعد للفتيات الأكبر سنا بالعودة إلى المدارس، وقامت بتقليص حرية وسائل الإعلام المحلية، وعادت إلى الممارسات الوحشية مثل تعليق الجثث علنا في ساحات المدينة.
وقال سفير أفغانستان المعتمد حاليا لدى الأمم المتحدة في جنيف، ناصر أنديشا، لوكالة أسوشيتيد برس: “طالبان لا تمثل إرادة الشعب الأفغاني”. وأضاف أنه إنه إذا اعترفت الأمم المتحدة بالحركة، فإنها ترسل رسالة “مدمرة” للآخرين، سواء كان ذلك في اليمن أو في ميانمار (بورما)، مفادها أن بإمكانهم حمل السلاح، وإثارة العنف، والانضمام إلى الجماعات الإرهابية.
وقال أنديشا: “أعتقد أنه بالنسبة للعالم وللأمم المتحدة، حان الوقت لاستخدام هذا كوسيلة ضغط”.
وقال ممثل طالبان المعين لدى الأمم المتحدة، سهيل شاهين، لوكالة أسوشيتد برس إنه يجب قبول حكومته في نادي الدول، مشيرا إلى أن “جميع الحدود والأراضي والمدن الرئيسية في أفغانستان تحت سيطرتنا”.
وتابع: “لدينا دعم من شعبنا وبسبب دعمهم، تمكنا من مواصلة الكفاح الناجح من أجل استقلال بلدنا الذي توج باستقلالنا… لدينا كل المتطلبات اللازمة للاعتراف بالحكومة. لذلك نأمل أن تعترف الأمم المتحدة، بصفتها هيئة عالمية محايدة، بالحكومة الحالية لأفغانستان”.

ويوجد أكثر من 12 وزيرا في حكومة طالبان بالكامل على “لائحة سوداء” للأمم المتحدة، بمن فيهم وزير خارجية الحركة، الذي يرفض أنديشا ودبلوماسيون أفغان آخرون في الخارج التحدث إليه.
وكان أنديشا يخدم في جنيف في ظل حكومة أشرف غني المدعومة من الولايات المتحدة عندما فر في 15 أغسطس.
ولا يزال السفير يعقد اجتماعات مع ممثلين من دول حول العالم، ويناشدهم الضغط من أجل إعادة إحياء محادثات السلام بين الأفغان، ويريد من الأمم المتحدة أن توضح أن الانضمام إلى صفوفها لا يعني فقط “احتجاز بلد تحت فوهات بنادقكم واحتجاز عدد كاف من السكان كرهائن”.
وفي الوقت ذاته، حثت قطر الدول على عدم مقاطعة طالبان، ودعت باكستان الدول إلى تجنب عزل طالبان، وتحفيزها على الوفاء بوعودها بنبذ الإرهاب.
وتقول الولايات المتحدة، التي سحبت جميع قواتها من البلاد الشهر الماضي، إنه من الأهمية بمكان أن يظل المجتمع الدولي موحدا لضمان وفاء طالبان بمجموعة من الالتزامات قبل منحها الشرعية أو الدعم.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، إن هذه هي الرسالة التي سلمها إلى مجلس الأمن وآخرين على هامش اججتماعات الجمعية العامة هذا الأسبوع.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحفيين، يوم الجمعة، أن الولايات المتحدة لديها “نفوذ كبير… عندما نعمل بالتنسيق والتناغم مع حلفائنا وشركائنا في جميع أنحاء العالم”.

روهينتون ميدورا، رئيس مركز ابتكار الحوكمة الدولية في كندا قال إن لدى الأمم المتحدة أدوات يمكن أن تستخدمها من خلال وكالاتها المختلفة، مثل اليونيسف، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الغذاء العالمي “حيث يكون العمل الفعلي من الأمم المتحدة”.
وهو مجال تتمتع فيه الولايات المتحدة بنفوذ كبير كأكبر مانح للأمم المتحدة، حيث تساهم بما يقرب من خمس التمويل للميزانية الجماعية للمنظمة في عام 2019، وفقا لمجلس العلاقات الخارجية.
وفي العديد من خطابات الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، ذكر عدد من قادة العالم أفغانستان، بما في ذلك الرئيس الأميركي، جو بايدن، وجيران أفغانستان، مثل باكستان وإيران وأوزبكستان.
وقالت عناية نجفي زاد، التي تدير مركز أبحاث مستقل في كابل يراقب القضايا الأمنية في مقاطعات أفغانستان، إن على الأمم المتحدة أيضا تسهيل المفاوضات بين الجماعات الأفغانية، وإحضار مختلف البلدان التي لها تاريخ من التدخل في البلاد إلى المجلس من أجل الأمن الإقليمي. وأضافت: “بدون تشكيل حكومة شاملة، ستنتقل البلاد إلى حرب أهلية”.
ومن الواضح أن طالبان لا تريد أن يُنظر إليها على أنها منبوذة عالميا، على حد قول كمال علم، زميل أقدم غير مقيم في المجلس الأطلسي.
وقال الباحث إنهم “يريدون الحصول على مقعد في الأمم المتحدة، يريدون الذهاب إلى دافوس. إنهم يحبون أسلوب حياة الطائرات الخاصة”.
وحذر من أنه لا يوجد شيء اسمه “طالبان الجديدة”، وقال: “كل ما يفعلونه هو تكتيك للحصول على الاعتراف وكذلك عدم العزلة”.
ولايزال العالم يترقب ما ستقوم به طالبان ومدى إمكانية أن تغير شكلها الذي ظهرت عليه خلال ولايتها الأولى على أفغانستان بين عامي 1996 و2001 عندما كانت تفرض حكما صارما يعتمد على الشريعة ويحظر خروج المرأة والموسيقى والتصوير والتلفزيون وحتى ألعاب الأطفال.

أخبار ذات صله