fbpx
ماذا سيحدث لو اندلعت حرب نووية بين إيران وإسرائيل؟
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

قالت دراسة دفاعية أمريكية متخصصة إن إيران وإسرائيل ستكونان كلاهما خاسرتين في حرب نووية يمكن أن تندلع بينهما في حال نجحت طهران في تخطي العتبة النووية وإنتاج قنبلة ذرية، رغم أن عدد الخسائر البشرية في إسرائيل سيكون أقل بكثير.

 

وافترضت الدراسة التي نشرها موقع ”دفنس برياريتيز“ (أولويات الدفاع) لشهر أيلول/ سبتمبر الجاري أن تكون إيران نجحت في أن تصبح دولة نووية ثم تندلع حرب مع إسرائيل يتبادل فيها الطرفان رشقات صاروخية نووية.

وقالت الدراسة إن الهجمات الافتراضية التي تشنها إيران على تل أبيب باستخدام قنبلة يورانيوم عالية التخصيب زنة 10 كيلو طن ستسفر عن مقتل 77480 إسرائيليا وإصابة 142.120 آخرين بعد انفجار القنبلة بشكل مباشر، فيما ستؤدي قنبلة تزن 40 كيلو طن إلى مصرع 358.950 وجرح 866.230 آخرين.

 

وافترضت الدراسة أنه إذا كان لدى إسرائيل رأس حربي أكثر قدرة، فإن عدد القتلى الإيرانيين سيكون أعلى بكثير، مضيفة أن استخدام 100 كيلو طن كقنبلة افتراضية سيقتل 565520 إيرانيا في مدينة طهران ويؤدي إلى إصابة 1.2 مليون شخص.

وقالت الدراسة: ”لأغراض المقارنة فإن هجوما أمريكيا على طهران برأس واحد من طراز W88 – وهو الرأس الحربي الذي يحمله صاروخ ترايدنت D-5 الذي يطلق من غواصة – يمكن أن يقتل اكثر من 1.2 مليون ويؤدي إلى إصابة ما يقدر بنحو 2.2 مليون إيراني“.

وأضافت الدراسة أنه ”لكي نكون واضحين تماما، فإن الهدف من هذا التقييم هو عدم الجدل بأن إسرائيل ستفوز بطريقة ما بمثل هذا التراشق النووي بخسارة 77000 مواطن فقط مقارنة بالقتلى الإيرانيين الأعلى بكثير. والحقيقة أنه لن يكون هناك رابحون بل فقط الموت بالجملة، وبدلاً من ذلك فهذا يشير إلى أنه يجب على إيران أيضا التفكير في العواقب الباهظة للانتقام، وأن خسارة مئات الآلاف من مواطنيها ربما في مدن متعددة، مع وصول إجمالي عدد القتلى في نهاية المطاف إلى الملايين، لا يمثل بعض المخاوف النظرية، ولكنه تقدير عملي لمدى تهور طهران بالأسلحة النووية إذا طورتها“.

إيران دولة نووية

وبشأن قدرات إيران النووية رأت الدراسة أن تجميع القنبلة ببساطة لن يشكل رادعا عمليا لطهران، معتبرة أنه يجب أن تكون الأسلحة النووية قائمة على ثلاث ركائز على الأقل لتشكل تهديدا فعالا، وهي الموثوقية وقابلية البقاء وقابلية التنفيذ.

وبينت الدراسة أنه بالنظر إلى خيارات الإخفاء التي تقدمها تضاريس إيران وحجمها الفعلي، فمن المعقول افتراض أن سلاحا نوويا إيرانيا يمكن أن يكون قابلاً للبقاء إلى حد كبير ضد هجوم استباقي، خاصة إذا كان هناك أكثر من سلاح واحد، مضيفة أنه رغم ذلك هناك أسئلة أكثر جدية يمكن أن تطرح حول مصداقية القنبلة الإيرانية وسبل إطلاقها.

2021-09-00000

وأوضحت الدراسة أن 8 من 9 دول نووية حالية طورت برامجها من خلال الاختبارات، مشيرة إلى أن الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة على وجه الخصوص كانا غزيري الإنتاج في عدد التجارب النووية التي أجرياها خلال العقود الأولى من برامجهما، فيما كان الوافدون الجدد إلى النادي النووي، مثل باكستان وكوريا الشمالية، أكثر انتقائية في تجاربهم، وأنهما مع ذلك قاما بإجراء تجارب نووية.

وبينت الدراسة أن الدولة التي لم تقم بتجارب نووية هي إسرائيل، إلا أنها في السنوات الأولى من برنامجها النووي، كانت تل أبيب قادرة على الاعتماد على الوصول إلى بيانات التجارب النووية الفرنسية في تصميم أسلحتها.

2021-09-سلاح-نووي-1625525508-0

وأشارت إلى أن إسرائيل قد تكون في الواقع قد أجرت تجربة نووية واحدة ربما بالتعاون مع جنوب أفريقيا في عام 1979، اكتشفها قمر تجسس أمريكي.

وأوضحت الدراسة أنه في مرحلة ما من المحتمل أن تضطر إيران إلى الاختبار أيضا، وسيكون هذا هو الحال بشكل خاص إذا اختارت تجاوز تصاميم الانشطار الأساسية إلى أسلحة معززة أو سلاح نووي حراري، وسيشكل ذلك مشكلة لطهران لأنه حتى الاختبار تحت الأرض لا يمكن إخفاؤه عن المراقبة الزلزالية الأمريكية والدولية، وبمجرد أن تتجاوز إيران هذه العتبة، ستصبح معروفة بوضوح، و من بين النتائج الأخرى أنه يمكن أن يسهل على الولايات المتحدة تنظيم عقوبات جديدة وإجراءات عقابية أخرى داخل المجتمع الدولي ردا على ذلك“.

وأضافت الدراسة أن الأهم من ذلك هو أن إجراء ايران تجربة نووية سيفتح الباب أمام ضربات عسكرية محتملة على بنيتها التحتية النووية، وكحد أدنى يمكن شن هجمات إما من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل لتدمير مفاعل أراك، مصدر التريتيوم والبلوتونيوم الإيراني، وربما أيضا منشآت نطنز وفوردو، حيث تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم وتحويله إلى يورانيوم عالي التخصيب“.

أهداف غير سهلة

وبحسب الدراسة فإن هذا لا يعني القول إن أيا من هذه المواقع سيكون أهدافا سهلة، خاصة مفاعل ”نطنز“، لأنه يقع في عمق الأراضي الإيرانية، وهذه منشأة صلبة تحت الأرض.

وأوضحت الدراسة أنه ستكون هناك أيضا أسئلة صعبة حول عواقب ضرب المفاعلات النشطة، خاصة أراك ونطنز، مع الأخذ في الاعتبار احتمالية التلوث الإشعاعي للمناطق المحيطة.

2021-09-20210411081639

وتابعت الدراسة أن القيام بعمل استفزازي مثل تجربة نووية يمكن أن يقلب التوازن ضد هذه المخاوف، واختصارا، يمكن لعواقب التجربة النووية أن تحرم إيران بسهولة من وسائل إنتاج المواد الانشطارية، وتقتصر على أي مخزونات كانت لديها وقت الاختبار“.

ولفتت إلى أن إيران يمكن أن تقرر عدم إجراء تجربة، لكنها نبهت إلى أنه بالنسبة للتصاميم الأكثر تقدما، سيكون هذا محفوفا بالمخاطر للغاية.

وأشارت الدراسة إلى أن المحاكاة الحاسوبية توفر أدوات مهمة لمصممي الأسلحة، فإن تعقيدات الأجهزة النووية لا تزال تتطلب إجراء تجارب عملية للتحقق من صحة السلاح الذي سيعمل على النحو المنشود“.

وأضافت الدراسة أنه يمكن أن يواجه القادة الإيرانيون موقفا يأمرون فيه باستخدام الأسلحة النووية مع كل العواقب السلبية المصاحبة التي يمكن أن تحدث دون يقين حقيقي أن السلاح سوف ينفجر بشكل صحيح، أي أنهم سوف يقامرون ببلادهم على أساس نظرية.

الأسلحة النووية الإسرائيلية

وبالنسبة لإسرائيل لفتت الدراسة إلى أنها أصبحت قوة نووية منذ أواخر الستينيات، على الرغم من أنها لم تعلن رسميا عن ذلك أبدا.

وأوضحت الدراسة أن هذا التحفظ أدى إلى قدر لا بأس به من التكهنات وحتى الغموض حول البرنامج النووي الإسرائيلي. وهذا يربك الجهود المبذولة لتقييمها بدقة، وربما أدى في بعض الحالات إلى المبالغة فيها“.

2021-09-c0ccf042-d71b-4cc3-ac77-ba5acf77d139

وأشارت الدراسة إلى أن القراءة الواضحة للقدرات النووية الإسرائيلية ووسائل إطلاقها توضح أن إسرائيل لديها قوى نووية تفوق بكثير ما يمكن لإيران أن تستخدمه“.

وأوضحت الدراسة أن ”التقديرات المسؤولة“ تقدر مخزون إسرائيل النووي بنحو 90 سلاحا، على الرغم من أنه قد يكون لديها الاحتياطيات الانشطارية لإنتاج ضعف هذا العدد إذا اختارت القيام بذلك، لافتة إلى أن إسرائيل لديها إمكانية الوصول إلى مادة ”التريتيوم“ المستخدمة في إنتاج سلاح نووي وربما تقوم ببناء منشأة إنتاج جديدة للنظير المشع في مفاعل ”ديمونا“.

وبينت الدراسة أن هذا يعني أن إسرائيل قد يكون لديها على الأقل قنابل انشطارية معززة، وهي المعروفة باسم القنبلة النيوترونية، مضيفة أنه يمكن استخلاص بعض الأرقام من التخمينات المتعلقة بالقوى النووية الأخرى من الدرجة الثانية“.

 

2021-09-2017_4_17_22_22_14_15

وعلى سبيل المثال، تشير التقديرات إلى أن ترسانة الهند تشمل قنابل انشطارية ذات عوائد تصل إلى 40 كيلو طن، وهذا يمثل خط أساس أقل معقولية للقدرات الإسرائيلية وفقا للدراسة.

وأشارت الدراسة إلى أنه من الممكن أن يكون لدى إسرائيل تصميمات أكثر تطوراً. ويبدو أن 100 كيلو طن تبدو معقولة كخط أساس افتراضي لأسلحة إسرائيل الانشطارية المعززة.

أخبار ذات صله