fbpx
بعد الفوضى التي أحدثتها في بريطانيا.. هل ستنتقل أزمة “شح” السائقين إلى أرجاء أوروبا؟
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

يؤكد الخبراء أن النقص في سائقي الشاحنات الذي تعاني منه المملكة المتحدة ليس مجرد مشكلة بريطانية، حيث تواجه القارة الاوروبية أيضًا عجزًا ومشكلات محتملة في سلسلة التوريد. وبحسب موقع “سي أن بي سي” الأميركي، كان هناك أكثر من نفحة من “الشماتة” في البر الرئيسي لأوروبا، الأسبوع الماضي، بعد أزمة البنزين في المملكة المتحدة. وشهدت محطات البنزين البريطانية طوابير طويلة من السيارات واقتتالا على أفضلية المرور، وسط انتشار للذعر في كل أنحاء البلاد في ظل النقص الكبير في أعداد سائقي الشاحنات والتي تتمثل مهمتهم بتوصيل المحروقات.

وأشار خبراء الصناعة إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) كان أحد الأسباب الرئيسية للنقص في اعداد سائقي مركبات البضائع الثقيلة (HGV)، على الرغم من أن المشاكل في هذا القطاع تتعمق أكثر وتنتشر في كل أنحاء أوروبا. إلا أن دراسة استقصائية قام بها اتحاد “رود هولاج” عزت هذا الأمر إلى تقاعد اعداد من السائقين، وتغيير قواعد العمل، وخفض الأجور، وانتشار وباء كورونا، لتخلص الدراسة الى اعتبار ان كل هذه الأسباب مجتمعة كانت وراء النقص الحاد في السائقين.

وقال الاتحاد، الذي حذر من نقص السائقين منذ شهور مضت، إن النقص في أعداد سائقي الشاحنات الثقيلة في المملكة المتحدة يبلغ مئة الف سائق حاليًا، وفي فترة ما قبل الجائحة، قدر النقص بأكثر من ستين الف سائق.
وظهرت مشكلات سلسلة التوريد في المقدمة في بريطانيا خلال الوباء، حيث لم يتمكن سائقو الشاحنات من دخول البلاد أو الخروج منها بسهولة، مما تسبب في طوابير طويلة على الموانئ والحدود، وهذا ما أدى إلى بعض النقص في المواد الغذائية والأدوية.

استمرت هذه المشكلات مع انحسار الوباء، وكشفت بالتالي عن تحديات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والعلاقة التجارية الجديدة للمملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي. ويقول خبراء صناعيون إنهم حذروا الحكومة من عواقب تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على القوى العاملة في البلاد، حيث تعتمد العديد من الصناعات الرئيسية على العمال الأوروبيين، مثل الزراعة والرعاية الصحية والنقل. ويشكل عدم القدرة على جذب موظفين موسميين مصدر قلق للمزارعين خاصة الذين يواجهون بعض العراقيل، وقد تسبب نقص العمال ذوي الخبرة بالتأخر في حصاد المحاصيل وفي رعاية المواشي.
وتراقب بقية أوروبا باهتمام مشكلات سلسلة التوريد في المملكة المتحدة ونقص القوى العاملة، لا سيما بعد الطلاق المرير الأخير بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
إلا أن المملكة المتحدة ليست البلد الوحيد الذي يصارع هذه الأزمة. فقد حذر الخبراء من أن أجزاء من أوروبا القارية قد تواجه أيضًا نقصًا في سائقي الشاحنات الخاصة بها في القريب العاجل.
وقال فرانك هوستر، المدير العام للرابطة الفيدرالية للشحن والخدمات اللوجستية بألمانيا، لشبكة “سي أن بي سي”: “لسنا في وضع مأساوي ويائس حتى الآن، لكنه ليس بعيد الحدوث”.
وأشار إلى أنه ” اذا كان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي له تأثير بالتأكيد على المملكة المتحدة، فإن قطاع النقل الأوروبي الأوسع يواجه مشكلة طويلة الأمد مع نقص العمال”.
وأضاف: “يفتقر القطاع اللوجستي إلى موظفين مؤهلين كسائقي الشاحنات، ولكنه يفتقر أيضًا إلى سائقي القاطرات المدربين، وعمال الملاحة الداخلية، وعمال المحطات، بالإضافة إلى الإدرايين”.
وتُظهر تجربة المملكة المتحدة في الأسابيع الأخيرة انه قد لا يمضي وقت طويل حتى يبدأ الجمهور في التهافت على شراء المحروقات بدافع الذعر عند أول علامة على وجود نقص محتمل في المادة، ويبدو أن مناشدة الحكومة البريطانية للبريطانيين عدم الذعر لشراء البنزين كان لها تأثير معاكس.
وقال كالوم بيكرينغ، كبير الاقتصاديين في بنك بيرنبرغ، إن “أزمة الوقود في المملكة المتحدة هي علامة تحذيرية وليست مجرد مشكلة بريطانية”.
وأضاف: “النقص في أعداد السائقين ليس مجرد مشكلة في المملكة المتحدة، فالولايات المتحدة والاقتصادات الأوروبية الكبرى الأخرى تواجه أيضًا نقصًا هيكليًا، وإن كان على نطاق أصغر كونها لا تعاني من اضطرابات مماثلة لبريطانيا بفعل خروجها من الاتحاد الأوروبي.”

أخبار ذات صله