fbpx
(( سلطتنا والسلطة الرابعة ))
شارك الخبر

كتب – علي ثابت القضيبي.
  * للسلطة الرابعة ( الصحافة ) في البلدان المتقدمة والمحترمة مكانة مرموقة ، ويمكننا القول في البلدان المؤسساتية التي للقانون فيها سيادته على الكل ، فهي الدينامو المحرك للرأي العام ، والأخير هو التيار الجارف الذي بإمكانه إقتلاع حكومات وزلزلة عروش أنظمة ، وتقريباً لهذا كُنيت الصحافة بالسلطة الرابعة .
  * هنا سأتطرق لجزئية ربما تكون ذات شأن بالنسبة لعلاقة سلطاتنا بالصحافة ، وهي تعكس عقلية السلطة ومدى وعيها بالأدوار المنوطة بأجهزتها والأدوات الأخرى في محيطها ، ومنها الصحافة ، والأهم في مدى تعاطي وإستيعاب السلطة لمفهوم المسؤوليات وتبعاتها ، وهنا نلمس أن سلطاتنا مهترئة هشّة بكل المقاييس ، وتفتقر الى مبدأ المحاسبة الغائب بالمطلق عن قاموسها ، إذ لم يحدث أن وقف مسؤولاً ما ذات يوم للمحاسبة على عبثه وفساده أو فشله !
  * هذا يعني أننا نعيش في ظل اللادولة ، وهذا واقعي ، حتى في عهد عفاش ، وهذا كثيرا ما كان يجأر بالصراخ عن دولة المؤسسات ودولة النظام والقانون ، وفي الواقع كان هو بشخصه كل المؤسسات والقانون هو وأتباعه النافذين ، وبأمانة ، في عهد دولتنا الجنوبية توافرت معايير الدولة المؤسساتية ، وكل شخص عرف مسؤولياته وصلاحياته ، ويعرف خلفيات الخروج عنها ، ومهما كبر شأنه .
  * هنا لدينا صحافة لها ثقلها وعراقتها ورصيدها كصحيفة الأيام ، وهي وجدت منذو عهد الإستعمار وقارعته وزلزلت عرشه ، وأوجدت لنفسها حضورا مكثفا في المشهد السياسي والمجتمعي وماانفكّت ، وهناك صحف الأمناء وعدن تايم اللتان جاءتا بعد الوحدة بزمن ، وهما أفرزتا لنفسيهما حضورا في إهتمامات القراء ، وإن كان ثمة تباينات بينهم جميعا في الأداء والإنتشار وخلافه ، وكل هذه الصحف تتعرض فيما تتعرض له لأداء السلطة عموما ، لكن السلطة بمختلف مستوياتها تتعاطى بلامبالٱة مع ما يُنشر ، وهذا ديدنها أصلاً .
  * هنا يتجسد جوهر العلاقة بين السلطة والصحافة ، وللصحافة كما أسلفنا تأثيرها البالغ لدى العامة ، وهي ستتعاطى بمبدأ المعاملة بالمثل ولاشك ، ومن يهمل ما تتناوله ستهمله ، والشارع يدرك جيدا عدم أهلية معظم طاقم السلطة بالنسبة لتبؤ مناصبهم ، ناهيك عن عبثهم وفسادهم ، ولذلك ستضاعف الصحافة من كمية مقت الشارع للسلطة ، ويمكن أن تُوجه الشارع وتُفاقم من موجة غضبه إذا غضب ، ولذلك سعى عفاش جاهداً لتقويض صرح الأيام ، وعرض الشيك المفتوح لشرائها بهدف إغلاقها ، ولكن طلبه قوبل بالرفض البات .
  * وفي جزئية جانبية ، قد يكتب بعض الكتاب أو السياسيين أو المحللين موضوعا أو تقريرا ما .. إلخ ، وعندما يتعرض فيه الى الرئيس أو نائبه أو رئيس الحكومة أو وزير ما ، فهو قد لايقرنه بتوصيف ( صاحب الفخامة ) أو ( صاحب المعالي ) وهكذا ، والسبب لأنه غير مقتنع بأنهم أهلاً بالفعل لمناصبهم ، يتساوق ذلك مع قناعة القائمين على الصحيفة وينشروه مجرداً كما هو ، هذا له دلالات ربما لايستوعبها أصحاب السلطة ، وهنا قمة الإيغال في إنحدارهم الى الحضيض لدى العامة ، لأنّ المسألة هي مسألة رضى الناس بمن يحكمهم ، وما بالنا بالنسبة لسلطة تجوع شعبها وتنهكه ، ناهيك عن تصدير الإرهاب الى ربوعه و … و … ، أليس كذلك ؟!
    ✍️ علي ثابت القضيبي
    الخيسه / البريقه / عدن .
أخبار ذات صله