fbpx
التحشيد على الحدود الأوكرانية – الروسية يعيد إلى الأذهان سيناريو غزو القرم
شارك الخبر

 

يافع نيوز – متابعات

رغم الهدوء الظاهر، يراقب جندي أوكراني يحمل مدفعه الرشاش السهوب الرمادية باتجاه مواقع الانفصاليين الموالين لروسيا ويبدو متيقظا بينما تخشى كييف والغرب هجوما من موسكو.

ومرتديا خوذة وسترة واقية من الرصاص، يقول الجندي البالغ واحدا وعشرين عاما وكنيته “جورا”، “لا أستبعد احتمال وقوع هجوم كبير”.

ويضيف جورا الذي يدافع عن المواقع الأوكرانية قرب قرية تالاكيفكا في منطقة دونيتسك شرق البلاد “نرد من حين لآخر على نيران العدو”.

ويعمل الجندي منذ ثمانية أشهر على خط المواجهة قرب ماريوبول، آخر مدينة كبيرة في الشرق تسيطر عليها القوات الحكومية، ويوضح أن الوضع هدأ قليلا منذ أسبوعين. ويؤكد جورا “عليك أن تكون دائما على أهبة الاستعداد”، لأن التوتر في ذروته رغم الهدوء الظاهر.

وتشعر الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي بالقلق منذ أسابيع من تحركات القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا خوفا من غزوها.

وتنفي روسيا نيتها شنّ عدوان، لكن الجميع هنا يتذكر ضمّ موسكو لشبه جزيرة القرم عام 2014 والحرب التي أعقبت ذلك بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق مخلفة أكثر من 13 ألف قتيل ولا تزال مستمرة.

ورغم نفيها، تعد روسيا عراب الانفصاليين وتُتهم بتزويدهم بالمقاتلين والسلاح. وارتفع العنف هذا العام بعد تراجع حدته بشكل كبير منذ 2015.

وقال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف في مقابلة الأحد إن روسيا حشدت نحو 92 ألف عسكري على الحدود الأوكرانية، متوقعا هجوما في أواخر يناير أو مطلع فبراير.

وصرّح بودانوف لصحيفة ميليتاري تايمز الأميركية أن الهجوم قد يشمل ضربات جوية ومدفعية، تليها هجمات جوية وبرمائية، بما في ذلك ضد ماريوبول إضافة إلى توغل أصغر شمالا عبر بيلاروس المجاورة.

وبالنسبة إلى جورا “قد يكون الروس يريدون زيادة الضغط” أو “ببساطة رفع منسوب التوتر داخل” المجتمع الأوكراني. لكنه لا يستبعد إمكانية وقوع هجوم، ويشدد “أنا مستعد لذلك.. سنرد على العدو بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.

وكان الجيش الأوكراني في موقف ضعيف عام 2014، لكنه يبدو الآن أكثر ثقة مع تراكم خبرته القتالية وتحسّن تجهيزاته لاسيما بفضل مساعدة الحلفاء الغربيين.

وتلقت أوكرانيا خصوصا ذخائر وسفنا ومنظومات صواريخ جافلين الأميركية المضادة للدبابات وإمدادات طبية من الولايات المتحدة.

واستخدمت كييف أيضا طائرة مسيّرة مقاتلة تركية الصنع للمرة الأولى الشهر الماضي، ما أثار غضب موسكو.

وعلى بعد كيلومترات قليلة من جورا، يشارك الجندي الأوكراني أناتوليتش في تدريب على الرماية بواسطة رشاش كلاشنيكوف.

ويقول الجندي البالغ واحدا وعشرين عاما والمتحدر من منطقة تشيرنيفتسي غرب البلاد “الوضع هادئ إلى حد ما في الوقت الحالي، لكنه هدوء قد يسبق العاصفة”.

وبالنسبة إليه هناك “احتمال كبير جدا” لنشوب حرب مع موسكو. ويضيف أناتوليتش أن “كل شيء يعتمد على السلطات الأوكرانية ودعم المجتمع الدولي لأوكرانيا” الذي قد يكون له تأثير رادع.

وفي إشارة إلى أخذ التهديد على محمل الجد، حذر وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا الخميس روسيا من أي محاولة غزو، قائلا إنها “ستدفع ثمنا باهظا”.

ويأمل أناتوليتش أن تكون كل الاستعدادات من أجل لا شيء، و”ألا تحدث” الحرب، لكنه يحذر أنه “من الممكن أيضا أن تكون مسألة وقت فقط”.

أخبار ذات صله