قالت إنها تتجاهل الانتقالي.. دراسة تحليلية: قناتي العربية والحدث تستجيبان للضغوط السياسية عندما يتعلق الأمر باخوان اليمن
شارك الخبر

يافع نيوز – عدن – خاص.
كشفت دراسة حديثة بالأرقام، حجم التجاهل الإعلامي الكبير الذي تُبديه قناتا العربية والحدث السعوديتين في تغطياتها الصحفية المختلفة، للمجلس الانتقالي الجنوبي، أحد أبرز الأطراف اليمنية التي تكافح إلى جانب التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، على الرغم من بثها مؤخرا لمقابلة خاصة مع رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي.
وحللت الدراسة البحثية – التي أصدرها مركز سوث24 للأخبار والدراسات، الثلاثاء، ما يزيد عن 1700 مادة صحفية مصوّرة للقناتين منشورة على منصة اليوتيوب، تضمنت أبرز البرامج الرئيسية العامة والبرامج المخصصة لتغطية الشأن في اليمن، حتى منتصف ديسمبر 2021، كذلك التحليلات والنقاشات التي تدور حول الملف اليمني في البرامج الحوارية، واللقاءات التي تُخصص في هذا الصدد للمسئولين اليمنيين.
تُعتبر قناة العربية الفضائية، القناة الإخبارية الأهم في مجموعة تلفزيون الشرق الاوسط السعودية، والقناة الأهم ضمن مجموعة القنوات الإخبارية السعودية. كما أنّها جزء لا يتجزأ من شبكة الإعلام السعودية. ويقع مقرها الرسمي، حتى الآن، بمدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة، وانطلق أول بث لها في العام 2003. مؤخرا بدأت العربية والحدث بنقل جزء من ساعات بثها من دبي إلى الرياض، ضمن خطة، ربما تستغرق ما يصل إلى عامين لاستكمال عملية النقل، وفقا لرويترز.
وبالرغم من الساعات الطويلة التي تُخصصها قناة الحدث يوميا لتغطية أخبار اليمن ومناقشة الملف اليمني، إلا أنّ حضور المجلس الانتقالي الجنوبي في هذه التغطية قد يكون معدوما إلا فيما ندر. وإن حضر يكون مرتبطا في الغالب باتفاق الرياض، كما خلصت إليه الدراسة.
ووفقا لرسم بياني وضعته الدراسة، فقد بلغ حجم ذكر المجلس الانتقالي الجنوبي في أربعة برامج رئيسية بارزة تبثها قناة العربية، (صفرا).
وزعمت الدراسة بأنّ هناك اعتراف لدى صانع السياسية الإعلامية السعودية بسيطرة “الإخوان المسلمين” على الشرعية اليمنية، في حين رجحت بأنّ القناة تخضع بالمقابل لضغوط سياسية عليها، في تغطياتها لدور “حركة الإخوان المسلمين” في اليمن (حزب التجمع اليمني للإصلاح)، خصوصا بعد حذف أربعة أسئلة من مقابلة تلفزيونية خاصة مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، كانت قد تضمنت انتقادات حادة للجماعة.
وقد تم إعداد الدراسة، كما يقول الباحث “باستخدام مناهج التحليل: (تحليل الخطاب النقدي Critical Discourse Analysis) و (تحليل المحتوى Content Analysis)، وهما منهجان تستخدمهما أكبر مراكز البحث في تحليل الخطاب والمحتوى الإعلامي، التليفزيوني على وجه الخصوص. بالإضافة إلى منهجية (تحليل المحادثة Conversation Analysis) التي استخدمها الباحث بشكل خاص في تحليل مقابلة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، مع قناة “الحدث”، في 20 يناير الماضي.
وعلى الرغم من ذلك رأت الدراسة أنّ هناك انفتاح ملحوظ في سياسة القناتين السعوديتين تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي، خصوصا بعد مقابلة الزبيدي. ولو أنها رأت أنّ المقابلة جاءت أيضا بهدف “تسويق موقف المجلس الانتقالي من الحرب على الحوثي إعلاميا، تزامنا مع مساعي التحالف الميدانية في اليمن.”
وحول طبيعة بعض الأسئلة التي طرحتها القناة على الزبيدي، قالت الدراسة إنه “يمُكن لمراقب التطورات السياسية والعسكرية في جنوب اليمن أن يفهم [منها]، بأنه بدأت تتكون قناعة في الوسط الإعلامي بأنّ المجلس الانتقالي الجنوبي أصبح قوة يُعتمد عليها، وأنه من الممكن أن يلعب دوراً مهماً أيضا في تأمين الحدود البحرية الجنوبية لليمن وباب المندب”.
وقد توصّل الباحث إلى استنتاجات عدة توضح الكيفية التي تتناول بها قناتا العربية والحدث الأخبار المتعلقة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، والشكل الذي يحضر به المجلس على شاشتيهما.
أبرز الاستنتاجات:
• بالرغم من أنّ قناة الحدث خصصت تغطية خاصة للملف اليمني يوميا بكل تناقضاته تحت مسمى (الحدث اليمني) والذي يضم على قناتها على موقع اليوتيوب (536) فيديو حتى الساعة (6:07) مساء بتاريخ 13/12/2021. إلا أنه لا توجد سوى (حلقتان) بينها تتضمن لفظتي (الانتقالي) و (الانتقالي الجنوبي) التي تُشير إلى المجلس الانتقالي الجنوبي.
• على الرغم من أنّ الحلقتين أعلاه أشارتا إلى المجلس الانتقالي الجنوبي في عناوينهما إلا أنهما لم تتطرقا للحديث عنه إلا من خلال تطبيق اتفاق الرياض فقط.
• تستضيف قناة الحدث ضمن برنامجها (الحدث اليمني) ضيوف من المحافظات الشمالية اليمنية وليس من محافظات الجنوب للحديث عن اتفاق الرياض. يؤدي النقاش في الغالب إلى إبراز  وجهة النظر الشمالية غير الراضية عن المجلس الانتقالي الجنوبي بطريقة ما.
• قناتا العربية والحدث تنظران للمجلس الانتقالي الجنوبي من زاوية واحدة فقط وهي اتفاق الرياض، الذي رعته السعودية، وآلية تطبيقه.
• بالرغم من الساعات الطويلة التي تُخصصها قناة الحدث يوميا لتغطية أخبار اليمن ومناقشة الملف اليمني، إلا أنّ حضور المجلس الانتقالي الجنوبي في هذه التغطية قد يكون معدوما إلا فيما ندر. وإن حضر يكون مرتبطا في الغالب باتفاق الرياض.
• غاب اسم (المجلس الانتقالي الجنوبي) عن عناوين الأخبار والحلقات الإخبارية الحوارية على قناة العربية إلا فيما ندر.
• لم تستضف قناتا العربية والحدث محللين أو شخصيات سياسية أو عسكرية في مقابلات خاصة أو ضمن ساعات تغطية الملف اليمني للحديث عن المجلس الانتقالي الجنوبي بصفته وشخصيته.
• لم تخصص قناتا العربية والحدث أي من حلقات برامجها الحوارية للحديث عن المجلس الانتقالي الجنوبي كمكون سياسي وعسكري يمني.
• لا تستضيف قناتا العربية والحدث أي محليين سياسيين أو شخصيات محسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي ضمن تغطياتها اليومية للملف اليمن، إلا فيما ندر.
• لم يتطرّق الساسة الجنوبيون الثلاثة الذين استضافتهم قناة العربية في برامجها السياسية (العطاس، بن مبارك وياسين) للحديث عن المجلس الانتقالي الجنوبي باعتباره الطرف الأكثر فاعلية جنوبا، وكان حديثهم فقط عن وجهة نظر الحكومة الشرعية.
• الملاحظ أنّ اثنين من الساسة الجنوبيين الثلاثة الذين استضافتهم العربية في مقابلات خاصة (العطاس و بن مبارك) يختلفون في كثير من الرؤى والمواقف مع المجلس الانتقالي الجنوبي، أبرزها فيما يتعلق بالموقف من الوحدة اليمنية.
• استضافت قناة العربية حيدر أبو بكر العطاس في برنامجها (الذاكرة السياسية) للحديث فقط حول ذكرياته السياسية قبل الوحدة وبعدها. تزامن هذا الظهور الذي ذكّر ببعض الأزمات التاريخية في دولة الجنوب سابقا، مع إطلاق المجلس الانتقالي الجنوبي لما يعرف بـ  “الحوار الجنوبي” ، وأثارت نشر هذه اللقاءات حينها انتقادات واسعة.
• استضافت قناة العربية رئيس الوزراء اليمني، معين عبد الملك في برنامجها (سؤال مباشر) للحديث فقط عن اتفاق الرياض من وجهة نظر الحكومة الشرعية، بينما تم تغييب الطرف الثاني من الاتفاق.
• تهتم قناتا العربية والحدث بالصفة الوظيفية للمحللين السياسيين والعسكريين الذين يطلون على شاشاتها. إذ أنّ كل المحللين الذين تستضيفهم القناتين يتمتعون في الغالب بصفة وظيفية مرموقة في الحكومة الشرعية، مثلا (مستشار).
• من خلال التعرف على الصفة الوظيفية الحكومية لضيوف القناتين يتضّح أنّ قناتي العربية والحدث لا تهتمان باستضافة المحللين السياسيين والعسكريين اليمنيين المستقلين، الذين لا ينتمون للحكومة الشرعية اليمنية. وبذلك يظل التحليل السياسي والعسكري اليمني يدور فقط في فلك وجهة نظر الحكومة الشرعية المختلفة جذرياً مع المجلس الانتقالي الجنوبي وحتى مع الحوثيين.
• بدا أنّ الهدف الأساسي لإجراء اللقاء التلفزيوني مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، هو محاولة تسويق موقف المجلس الانتقالي من الحرب على الحوثي إعلاميا، تزامنا مع مساعي التحالف الميدانية في اليمن.
• يبدوا أنّ قناة الحدث لديها موقف مسبق بأنّ المجلس الانتقالي يلعب دوراً سلبياً في توحيد الصف اليمني لمواجهة الحوثيين.
• هناك اعتراف لدى صانع السياسية الإعلامية السعودية بسيطرة “الإخوان المسلمين” على الشرعية اليمنية. وصفتهم المذيعة بـ “العدو الخطر”.
• إنّ حذف قناة الحدث من صفحتها على يوتيوب أربعة أسئلة من مقابلة الزبيدي، تطرّقت لدور “الإخوان المسلمين”، يُشكك في مهنية القناة الإعلامية، ويُظهر استجابتها، على الأرجح، لضغوط سياسية عليا.
– لتحميل الدراسة كاملة بـصيغة “بي دي إف”  (من هنا )
https://south24.net/news/docs/Arabia_TV_STC_Ar.pdf
أخبار ذات صله