fbpx
(( على طاولة الإنتقالي ))
شارك الخبر

كتب –  علي ثابت القضيبي
  * في تقدبري أجندة المهام المنوطة بالإنتقالي مُتخمة وقد تفوّض بحمل مشروع جنوبنا ، ومن غير المنطقي أن يجتهد الإنتقالي في جوانب ويترك الأخرى ، ولأنّ كل أمور الجنوب مرتبطة ببعضها ولاشك .
  * أول شيئ غائلة الجوع والعوز التي تطحن في جنوبنا اليوم بلارحمة ، والحكومة توعد ولاتوفي مطلقاً ، وهم تحدّثوا عن المرتبات والخدمات ، ولكن شيئا لم يحدث ، وهذا مستهدف وممنهج ، وإلّا ما ذنب قُدامى عساكرنا وأسر الشهداء بدون مرتبات لأشهر ؟ ورأس السلطة المستجدّة – العليمي – يصرّح للإعلام بإيلاء كل إهتمامه بالرواتب الموقوفة لأهل الشمال الذين تحت الحوثي ، ومن هناك لايورّد ولاقرش واحد للبنك المركزي هنا ، وهناك أخبار بسحبه ل90 مليار وإرسالها لصنعاء بهذا الصدد ، وهذا أكثر من جائر بحق عساكرنا القدامى وأسر شهدائنا ، ثم أين هو الإنتقالي من هذا الموضوع ؟
  * الغلاء في معيشتنا هنا مخطط له ومستهدف ، وهو بدرجة رئيسية من البنك المركزي وبقالات الصرافة وإيقاف مصفاة عدن ، حتى باعة الخضار الشماليين هنا يضاعفوا أسعارهم ثلاث مرات على حساب جيب المواطن الجنوبي المطحون ، وفي الشمال ثلاثة كيلو بطاطا بألف ريال ، وهنا الكيلو البطاطا ب 900ريال ! وكل الخضار محلية ، ولكن لأن البائع الشمالي عندما يحول ماله الى الشمال يفقد نصفه بسبب فارق الصرف ، ولذلك هو يضيف 300 ريالا على سعر كيلو البطاطا لتصل فلوسه الى الشمال كاملة ، ويضيف 300 أخرى كفائدة له ، وهنا يصبح سعر الكيلو ب 900 ريالاً ، حتى أسعار مبيعات بيت هائل سعيد في الجنوب تفوق بثلاثة أضعاف أسعار الشمال كالدقيق مثلا وخلافه !
  * الغلاء الفاحش في الخضار لم تلتفت له كل اللجان والدوائر الإقتصادية التي شكّلها الإنتقالي ، ولم يضعوا له أي حلول تُذكر ، ولذلك يُطحنُ المواطن الجنوبي بالأسعار الفلكية للخضار المحلية ، ولو إقترحت اللجان الإقتصادية للإنتقالي على القيادة إنزال مختصين الى مراكز الإنزال المركزية للخضار ، وعندما تصل قاطراتهم يسألونهم : من كم ستبيعوا ؟ وإذا كان السعر كالشمال فلينزلوا خضارهم ، وإذا كان السعر أغلى فيمنعوهم ويعيدونهم من حيث اتوا ، وستتكدّس خضارهم هناك ، ونحن لن نموت جوعا بدون خضار ، أو لتأتي اللجان الإقتصادية بالحلول المناسبة لهذا الأمر .
  * على الإنتقالي أن يخبط الطاولة بقوة بشأن الغلاء المفتعل الذي أنهك شعبنا وجوّعنا ، وهذا مخطط له من الدولة العميقة كحرب ناعمة وإقتصادية على جنوبنا ، ووكلاء وأذرع ومخالب إمبراطور الدولة العميقة الجنرال علي محسن الإحمر في كل مكان في جنوبنا ، وبينهم مَن هم في رأس السلطة كعبدالله العليمي والعرّادة ، كما على الإنتقالي أن يتصلّب في مواقفه لقضية مرتبات قدامى عساكرنا وأسر شهدائنا ، وجريمة وأكبر جريمة أن تُطحن هذه الشريحة من شعبنا ، أو أن يمارس الإنتقالي نفس ماتمارسه حكومة الزيف من أساليب الوعود للتسكين والترقيد وحسب ، وهذا عارٌ بحقنا والله .
  * تقتضي الضّرورة اليوم أن يُعيد الإنتقالي النظر في اللجان المجتمعية التي جاءت بأمرٍ منه ، وتشكيلها حدث بعيداً عن نظر هيئاته وإشرافه ، ومعظمها يعمل اليوم بما يُسيئ الى الإنتقالي وسمعته في جنوبنا ، وعليه ايضا أن يسهم بفعالية عبر أطره الدنيا في التّصدي للمخدرات وإنتشارها في مجتمعنا ، ولأنه لايمكننا أن نتبجّح بالحديث عن بناء دولتنا الجنوبية ، ونحن نترك نصف شبابنا فريسة للمخدرات والضياع ، هذا بالإضافة الى ضرورة متابعته الحثيثة في جانب التعليم وبشكل مباشر وفاعل ، وحتى نضمن بناء جيل جنوبي سليم حقاً .
  * مسألة أخرى أكثر أهمية ايضاً ، وهي إعادة بناء قواتنا المسلحة الجنوبية على أساسٍ وطني ، وليس كما هي عليه اليوم كوحدات أحزمة ونُخب مناطقية جهوية ، فهذه مليشيات وألغام وقنابل موقوتة في جسمنا الجنوبي ، وهذا هو الواقع ، ومن يريد لنا ذلك أو يصر عليه ، فهو لايظمر خيرا لجنوبنا مطلقاً ، وهذه مسألة ليست بحاجة الى فطنة وذكاء لإدراك خلفياتها ، وليبيا وسوريا أمام ناظرينا .
  * قضية جنوبنا مسؤولية تأريخية في أعناقنا نحن وحسب ، وعلينا أن لانظل رهناً لإملاءات الٱخرين ليتحكموا بنا ، ونحن ركعنا حتى ٱخر سنتيمترٍ من بطحاء الأرض ، وهذا لايليق بنا وبما إجترحناه طوال الفترة المنصرمة ، كما لايليق بتضحيات شهدائنا وجرحانا ، وعلينا خبط الطاولة وبقوة ولو بفرض رحيل حكومة الفشل المدسوسة عن جغرافيتنا ، وندير جنوبنا بأنفسنا ، وليكن مايكون ، ولأن واقعنا اليوم يتلظّى في أتون حرائق جهنمية تصلينا من كل جانب وبلا رحمة ، وإذا تفاقم هذا الوضع علينا ، وواصلنا صمتنا وخضوعنا ، فقد ذهبنا الى حيث لارجعةٍ ولاجنوب ايضاً ، أليس كذلك ؟
    ✍️ علي ثابت القضيبي .
   الخيسه / البريقه / عدن .
أخبار ذات صله