fbpx
إثر الفشل عربيا.. “الإخوان” الخطر القادم إلى الغرب
شارك الخبر

يافع نيوز- متابعات

تحديات سياسية خطيرة تفرض نفسها على مستقبل “الإخوان”، الذي تحول من الوحدة المزعومة، لفرعين برأسي حربة، يتناحران بسلاحي البيانات والنفوذ.

فصراع تنظيم الإخوان الذي كاد يقضي عليه، تحول إلى اتهامات وتبادل بيانات بين جبهتي إسطنبول بقيادة محمود حسين الأمين العام السابق، ولندن بقيادة إبراهيم منير القائم بأعمال مرشد، بعد عزل الأولى لمنير، من منصبه وفصله وأعضاء الجبهة نهائيًا.

وفيما ردت جبهة لندن على قرار جبهة إسطنبول، بتشكيل مجلس شورى جديد، دعا ما يسمى مكتب الإرشاد العالمي للتنظيم في لندن جبهة إسطنبول إلى مبايعة منير، بهدف الحفاظ على تماسك الإخوان، مهما كانت الظروف.

وأمام تلك الدعوة التي لم تجد تجاوبًا، بات الانقسام بين فرعي إسطنبول ولندن والمواجهة “المهمة” على المستويين الشخصي والسياسي بين رجلي التنظيم المتصارعين، من أكثر التحديات السياسية الخطيرة التي يواجهها تنظيم الإخوان، بعد نهاية تجربتهم في العالم العربي.

خيبة أمل

تلك التجربة التي كشفت عن خيبة أمل لدى الشعوب؛ نظرا لما اختبرته من انعدام كفاءة وفساد وسوء حوكمة لدى الإخوان المسلمين، دفع إلى استخلاص إلى أن الأوهام والانهيار هي النتيجة التي يجب توقعها مع استلام الإخوان للحكم.

إلا أنه رغم ذلك، حاول تنظيم الإخوان المسلمين البحث عن أرض خصبة لنشر طريقة “تدينه” القائمة على أممية الرسالة وعدم اعترافها بحدود الوطن، تأسيسًا على شعارهم: “ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن”.

تلك المحاولة كان يمهد لها تنظيم الإخوان في العقود الأخيرة؛ فلعب دورا في تطويع الفضاء الإسلامي خارج الحدود، بحسب دراسة أعدتها الباحثة في شؤون الجماعات السياسية الدينية إيرينا تسوكرمان، أكدت فيها أن تنظيم الإخوان سعى إلى توسيع تواصلهم مع حكومات في جنوب شرق آسيا وأخرى غير عربية، وتحقيق شراكات مع هذه الجماعات.

أيديولوجيات التنظيم

وأوضحت إيرينا تسوكرمان، في تصريحات لقناة العربية ضمن بودكاست “البعد الآخر”، أن تنظيم “الإخوان” نجح في نقل سرديات وأيديولوجيات هذا التنظيم إلى دول أخرى ذات كثافة سكانية عالية، عبر التأثير على برامج حكومات تلك الدول، خاصة في جنوب شرق آسيا وأفريقيا والغرب.

وحذرت من أن الدول الغربية تشهد عودة مثيرة لتنسيق نشط يؤثر فيه الإسلام السياسي، مشيرة إلى أنه رغم أن أمريكا لا يوجد فيها “أحزاب إسلامية”، إلا أن هناك مرشحين للاستحقاقات السياسية داخل الأحزاب التقليدية يحملون برامج “الإسلام السياسي” مدعومين بمنظمات تعمل واجهة للإخوان المسلمين.

وأوضحت إيرينا تسوكرمان، في حديثها المستفيض الذي تابعته “العين الإخبارية”، أن هؤلاء المرشحين أصبحوا من ذوي الشعبية المتنامية للمقاعد التي يجري الاقتراع بشأنها، ويتمتعون بمنصات “مهمة” يستخدمها أعضاء من نفس الأحزاب (واجهة الإخوان).

آلية الإنفاق

وأشارت إلى أن دراستها الأحدث تناولت هيكلة وتمويل وآليات الإنفاق لدى الإخوان المسلمين، مؤكدة أن إحدى النتائج التي توصلت إليها كانت أن التنظيم يستخدم نفس الأسلوب في الحصول على التمويل أيا كان مكان نشاطه.

وأوضحت إيرينا تسوكرمان، أن التنظيم الإخواني يعتمد في مرحلة أولى وبصفة أساسية على الروابط الأسرية ثم الأيدولوجية فالثقافية مع سلطة مطلقة لرأس الهيكل، تمنحه التدخل كيفما شاء وسط قيادة هرمية توجه الأعضاء، تتشكل عادة من خمسة مقربين، جزء من أعمالها مركزي والآخر غير مركزي تحت إشراف المرشد الأعلى الذي يوجه الأعضاء الذين يختارهم بنفسه للإشراف على عملية الحصول على الأموال وإنفاقها.

وأشارت إلى أن الإنفاق يتم عادة بعلم المرشد الأعلى مهما كانت الظروف، بما يضمن الولاء وتوحيد التنظيم تحت ذلك المنصب، مؤكدة أن تلك العملية تتم ضمن إطار يجعل من تعقب سلطات إنفاذ القانون للأموال أمرًا صعبًا.

وأكدت تسوكرمان، أنه بعد انتقال الإخوان من مصر إلى إسطنبول، أصبح من الضرورة بمكان توسيع هيكلتها وفتحها على شخصيات من الثقات لكن من البعيدة من حيث القرابة العائلية، شريطة الولاء المطلق والبراجماتية والتي لا يرقى إليها أدنى شك.

الدول الأكثر جذبًا

تقول الباحثة في شؤون الجماعات السياسية الدينية، إن هناك حضورًا كبيرًا لتنظيم الإخوان في تركيا، إلا أن تغيرًا في الوضع أدى لمغادرة شخصيات وأذرع إعلامية إلى لندن، التي أصبحت المقر الرئيس الدولي للإخوان المسلمين.

وأوضحت أن عددًا كبيرًا من عناصر “الإخوان” هاجروا إلى النمسا لأسباب اقتصادية، بالإضافة إلى أن نشاط التنظيم في الولايات المتحدة أصبح يكبر، وخاصة مع تصاعد التيارات اليسارية.

كيف تتسلل جماعة الإخوان؟

تتخذ جماعة الإخوان من الروابط العائلية، وآليتي التمويل والتجنيد عبر استقطاب الأعضاء الجدد، أدوات للتسلل إلى المؤسسات الفكرية والدولية، بالإضافة إلى استغلال برامج الدول التي تعتمد في إدارة شؤونها على أجندات ترى في الإسلام وسيلة سياسية، بحسب تسوكرمان.

واعتبرت الباحثة في شؤون الجماعات السياسية، أن تنظيم الإخوان نجح في تقديم نفسه للغرب على أنه الممثل الرئيس للإسلام، لا سيما مع تسلله للمؤسسات الأكاديمية وتوفير خبراء كان لهم حضور كبير في الغرب، وبناء شراكات مع آخرين من ديانات أخرى، عبر قنوات اتصال مع المنظرين الرئيسين الكبار في الغرب.

تداعيات الشراكات

وأوضحت تسوكرمان، أن التنظيم نجح في تحقيق تحالفات كبيرة؛ لأنه مرن جدًا على مستوى عقيدته الفكرية والتحالفات السياسية، مشيرة إلى أن الإخوان لديهم القدرة على إخفاء أجنداتهم الحقيقية، والاتفاق مع أحزاب ومنظمات يسارية تلتفي معهم في الحد الأدنى من المطالب، ما منحهم إمكانية توسيع علاقاتهم تحت شعارات الاندماج وغيرها.

وأشارت إلى أن تنظيم الإخوان تسلل بتسهيل من اليسار المتنامي في أمريكا وبريطانيا، في التعليم والبحث ومؤسسات التفكير والميديا، فبات مهيمنًا على أي قوة سردية تتعلق بالإسلام.

كيف تتعامل الأجهزة الأمنية؟

الباحثة تسوكرمان، قالت إن مصر ودولا عربية أخرى تعاملت مع “الإخوان” بتصنيفهم منظمة إرهابية، بالإضافة إلى أن دولا أخرى أعلنت منظمة “كير” بالولايات المتحدة المتحالفة مع التنظيم “إرهابية”، إلا أن أمريكا وأوروبا وبريطانيا لم تفعل كذلك.

وأوضحت أن البلدان الغربية التي لم تحظر الإخوان قانونا، تعتبر التنظيم حركة أكثر منها منظمة، مشيرة إلى أنه رغم وضع بعض أنشطة الإخوان تحت المجهر إلا أن التعامل معها ليس جديا.

تداعيات على علاقات الدول

ذلك الاختلاف في التعامل مع عناصر التنظيم، دفع إلى الكثير من المشاكل بين الدول، بحسب الباحثة في شؤون الجماعات السياسية، التي قالت إن هناك اختلافات في التعريفات القانونية بين أمريكا والدول العربية التي تعتبر التنظيم إرهابيا.

وأكدت أنه رغم أن أمريكا تعتبر الضلوع العملي في الإرهاب شرط لإطلاق صفة إرهابي على شخص أو منظمة، إلا أن هناك أطرا قانونية أخرى يمكن تحت سلطتها محاكمة الإخوان، مثل التآمر، خاصة أن التنظيم “ضالع” في أعمال إرهابية بأفريقيا.

لكن ذلك لم يحدث، بسبب علاقات الإخوان بمنظمات على علاقة بمؤسسات التشريع في عدة دول غربية، مما أدى إلى عرقلة تصنيفهم منظمة إرهابية، بحسب تسوكرمان التي دعت إلى ضرورة وضع استراتيجية لاستعادة مؤسسات القوى الناعمة من سيطرة “الإخوان المسلمين” حتى يمكن سحب صفة كونهم “ممثلي” الإسلام.

وسوم