التأريخ المزور ينكشف.. ” فشل 26 سبتمبر وأكذوبة واحدية الثورة”

 

في الحقيقة وفي لحظة واقعية من تأريخ الجنوب واليمن الشمالي.. ها هو الواقع اليوم يؤكد حقيقة ما جرى وبلا اي تحليل او تأويل..

واحدية الثورة والوحدة اليمنية بين الجنوب واليمن الشمالي.. وغيرها، عبارات مزيفة تم ترويجها زمنا لغرض في نفس قوى واحزاب اليمن الشمالي.

وها هي تتعالى أصوات صحفيين وناشطين وبعضهم يسمون أنفسهم مثقفين وغالبيتهم يمنيين شماليين سخطا وغضبا من استقرار عدن وتحرير محافظات الجنوب. ويريدون للجنوب الوقوع تحت سيطرة مليشيات الكهنوت الحوثية الموالية لايران. وهذا الامر نفسه تم رسمه منذ انقلاب 62 اي 26 سبتمبر والصاق واحدية الثورة بثورة 14 اكتوبر الجنوبية الخالصة التي تعرضت للتحريف من قبل نخبة ممن تم زراعتهم في الجنوب أنذاك.

واقع في اليمن الشمالي اليوم تغوص فيه ما سميت ثورة 26 سبتمبر في وحل الاوهام التي تم تزويرها زمنا ولكنها أصبحت اليوم هباء منثورا بعد سيطرة الملكيين الاماميين على رقعة اليمن الشمالي دون أي مقاومة ممن صموا اذان الناس زمنا بانهم جمهوريين وثوار ويرفضون الذل والمهانة كما يزعمون.

وواقع الجنوب اليوم يؤكد ان الجنوب ثقافته اخرى تقوم على الحرية والاستقلال وان ثورة اكتوبر تنتصر في الجنوب ” العربي” وان في الجنوب شعبا تواقا للحرية والعيش بعيدا عن أقوام واحزاب وقوى في اليمن الشمالي كشف الواقع الان انهم ظواهر صوتية فقط. بينما هدف تلك الاحزاب الاول والاخير التغني بالحرية والديمقراطية والوحدة وهي مجرد احزاب وقوى تلعب أدوارا لغرض التهام الجنوب العربي وثرواته تحت اسم العروبة واليمن أصل العرب. وهي الاكاذيب التي كشفتها المرحلة الحالية.

السؤال لماذا.. يتم مهاجمة صحفيين شماليين للجنوب الان باسم 26 سبتمبر التي لم تعد موجودة، وباصوات تزعم وطنيتها وتغنيها بالوحدة اليمنية التي سقطت مبكرا وانتهت.. الجواب لان تلك الاصوات ترفض ما يجري بالجنوب ومحافظاته من استقرار ومكافحة الارهاب.

نحن لا نستنقص من ابطال بعض القبائل في محافظات اليمن الشمالي. لكننا لا نقول ما نقوله باطلا فيما يجري ونشاهده بأم أعيننا ونعايشه من اكذوبة ” واحدية الثورة” بين الجنوب العربي وبين اليمن الشمالي الزيدي.

لم تتوقع اليمن الشمالي الزيدية ان تصل لمرحلة مثل هذه التي تجري اليوم.. لكن ما يجري اصبح واضحا للعيان بسقوط ما سموها ثورة 26 سبتمبر.. واصبح جميعهم يسبحون بحمد المليشيات الحوثية فيما الاخرين هاربين لا يجرؤون على المقاومة الا بالفيس بوك والواتس آب. تاركين اهلهم ومنازلهم للحوثة يعبثون بها.

عاصفة الحزم بقيادة الاشقاء في المملكة العربية السعودية وبمساندة رئيسية من الاخوة الامارات العربية المتحدة كشفت كل الامور واعادت الامور لنصابها تأريخيا واجتماعيا وثقافيا وحتى عسكريا. وانكشفت كل الاوراق والخبايا.

لم تعد ثورة ” انقلاب” 26 سبتمبر في اليمن الشمالي كما تصوره كتب المدارس ولا فلسفات المبحشمين ومزوري التاريخ. فقد أصبح بيد مليشيات حوثية امامية ام يستطيع احد في اليمن الشمالي ان يواجهها.

ذلك الانقلاب السبتمبري تم الاطاحة به من المليشيات الحوثية وبرضى وتواطؤ من قوى واحزاب الزيدية واعيدت الامور لما قبل 26 سبتمبر بشكل ربما أسوأ مما كان اليمن الشمالي عليه قبل 26 سبتمبر 1962.

نكتفي بهذا.. وإلا فحقيقة الامر تكشفه تلك الاقلام ووسائل الاعلام اليمنية الشمالية بمختلف انتماءاتها والتي تهاجم الجنوب ومجلسه الانتقالي وتهاجم التحالف العربي. ليس لغرض الحرص على تحرير محافظات اليمن الشمالي. بل بغرض مهاجمة المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته التي تكافح الارهاب المزروع من قوى يمنية شمالية.

التخادم الواضح وتبادل الادوار بين قوى اليمن الشمالي الزيدية لا يحتاج لتحليل ولا لتأويل.. بل أصبح واضحا وضوح الشمس في كبد السماء.

فواحدية الثورة سقطت وواحدية الجيش وواحدية الثقافة والفرع عاد للاصل والوحدة اليمنية سقطت. فالفرق كبير والثقافتين بين الجنوب واليمن الشمالي مختلفتين.. والبون شاسع.. وكل الحقائق اصبحت ملئ كل عين ولا يخطئها الا غبي او ساذج.

قوى الزيدية اليمنية الشمالية جميعها احزاب وقوى ونخب ترى الجنوب فرعا عاد الى الاصل وغنيمة يجب التهامها. لكن تلك القوى لم تدرك ان الامر لم يعد بيدها وان القطار فاتها.. وان جرائمها التي ارتكبتها قوى الزيدية بالجنوب سابقا وخلال الحرب وحتى الان لن تسقط بالتقادم.

الحرب لم تنته بعد.. وعلى الجنوب العربي وشعبه الحر وقواه ونخبة رص الصفوف لخوض معركة فاصلة في قادم الايام مع الزيدية اليمنية ” حوثة واخوان حزب الاصلاح وعفافيش حزب المؤتمر وجبهة واحزاب وطنية شمالية وغيرها”.

#اديب_السيد