fbpx
من العراق إلى لبنان. انسداد سياسي والازمة واحدة.

كتب/ علي عبد الله البجيري

تواجه الدولتان في العراق ولبنان احتجاجات شعبية واسعة بين الفينة والأخرى، مردها تفاقم تدهور الحياة المعيشية للناس وردائة الخدمات وانتشار الفساد في كل المؤسسات.
على تلك الخلفية دخل لبنان الشقيق في أزمة جديدة تتمثل في عدم التوافق لانتخاب رئيس للجمهورية ،وهذا يعني الدخول في فراغ رئاسي عند انتها ولاية الرئيس عون،بينما في العراق تم انتخاب بحالا من الاحوال رئيس جديدا للبلاد وان كان تحت قصف صواريخ الكتيوشا على المنطقة الخضراء . ما يحدث في العراق ولبنان ما هو الا صورة واحدة لما نحن عليه في الوطن العربي، ذلك الحال الذي تتلاعب به أهواء التدخلات الخارجية وتاثيرها على القرارات السيادية.

فشل انتخاب رئيس جديد للبنان يحمل مخاطر جدية على أمن هذا البلد، جراء ما يتم تغذيته من الخارج لاحداث المزيد من التشضي بين المكونات السياسية والطائفية في المجتمع اللبناني.
مشكلة كلا من العراق ولبنان تكمن في المحاصصة الطائفية، ففي العراق الرئيس كردي ورئيس الوزراء شيعي ورئيس مجلس النواب سني، وفي لبنان الرئيس مسيحي ورئيس البرلمان شيعي ورئيس الوزراء سني. هكذا تم التشريع الدستوري لتلك المحاصصات الطائفية، التي تضع حدا مانعا لاية تطلعات وأمال للناخبين في محاربة الفساد المستشري في البلاد ومعالجة الازمات الاقتصادية. الموطن اللبناني والعراقي يتمنى ان تتوفر له حياة مقبولة تنهي سنوات من الفقر والحرمان والبؤس، وينعمون بالأمن والاستقرار ووقف نهب الثروات من قبل أرباب السياسة والطوائف المتصارعة.

ورغم الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت، إلا إنها افرزت نفس التركيبة الطائفية المثبته في دساتير البلدين، ولم تؤدي إلى نتائج إيجابية من شانها ان تغير من حياة ومعيشة الناس. هذا الفشل أدى إلى غضب شعبي عارم ، تظاهرات واقتحامات للمؤسسات ووقوع اشتباكات بين المتظاهرين وبعض الميليشيات راح ضحيتها عشرات المواطنين، وكاد ذلك يُدخل لبنان والعراق في دوامة من الدم. ورغم كل الخلافات الخطيرة لازال البلدان الشقيقان يبحثان عن مخرج لوضعهما الحرج، وما زالت الانقسامات بين مختلف المكونات السياسية هي السائدة، وكل كيان يبحث عن مصالحه في الصراع على النفوذ والهيمنة على القرار الاقتصادي والسياسي.

الخاتمة ..الواضح أن البلدين اصبحا “ميدان لتصفية الحسابات”في معركة يختصرها الكثيرون بالصراع الجيوسياسي بين الولايات المتحدة الأمريكية،والجمهور ية الايرانية الإسلامية.
الصراع في العراق بين الكيانات الوطنية والكيانات المذهبية مستمر، هناك من يريد بناء الدولة وتصحيح الخطأ الأساسي الذي ارتكبته واشنطن وطهران والأحزاب المذهبية، لكن ايران تقف ضد تلك التوجهات.
أما في لبنان فقد اخفقت الجلسة الرابعة للبرلمان اللبناني في انتخاب رئيس للدولة، ولم تحمل الجلسة اي جديد. في ظل اصرار «حزب الله» وحلفاءه على استخدام الورقة البيضاء.المراقبين للوضع يرون أن التعليمات من طهران واشنطن لم تصل بعد؟ فالتدخلات الإقليمية والدولية هي من اوصلت ذلك البلد الراقي إلى ماهو عليه – قدر لبنان أن يدفع فاتورة صراعات المحاور على أرضه وأن يجري اختطاف هذا البلد إلى المجهول.