fbpx
الشرعية والحوثي والعالم أين موقع الجنوب

 

كتب – اللواء ركن طيار/ قاسم عبدالرب العفيف.

منذ بدء الحرب ونحن نسير بانحدار شديد وبدل ان تحقق الشرعية اهدافها في تحرير صنعاء واستعادة الدولة تحولت الى هزيمة شاهدنا بداياتها في اول معركة في الجوف حيث سلمت الشرعية كل اسلحتها وعتادها للحوثي بلمح البصر ومرت الهزيمة الاولى مرور الكرام لا بل تم ترقية  قادتها احدهم عين نايب للرئيس والاخرين وزير الدفاع.

الحرب سار في مسارين جنوبي بدعم التحالف  باتجاه الساحل الغربي وحقق نجاحات وحرر المنطقة من امتداد عدن حتى مشارف الحديدة.

اما المسار الثاني شمالي شرعي بدعم ايضا التحالف مارب نهم _ والجوف – حرف سفيان وايضا تعز هذا المسار تشكلت قيادته من نائب الرئيس  ووزير دفاعه ساروا فيها بالاتجاه  العكسي حيث تم تسليم المواقع والمعسكرات  للحوثي بكل محتوياتها من اسلحة وعتاد ولم يتبقى معهم الا مدينة مارب تركها الحوثي لهم للابقاء  على ماء وجههم  وجزء من مدينة تعز.

هل الحوثي لديه قدرات خارقه في تلك المناطق واستولى على كل ما كان امامه من معسكرات وجيوش جراره تقدر باربعمية الف جندي واكثر وبينما وفي المسار الجنوبي  كان لا يملك تلك القدرات وانهزم شر هزيمة ولو لم يكن تدخل العالم   لانقاذه  وخضوع الشرعية لكان مدينة الحديدة وميناءها في قبضة القوات الجنوبية ولكان قد اطبق عليه الخناق واغلاق المنفذ البحري عليه ولكان وضع الحرب مختلف تماما.

اثبتت الايام بان الشرعية  لا بهمها تحرير صنعاء ولا استعادة الدولة فهي تعتبرها  مع ايادي امينه بالنسبة لهم وظل  همها الاستيلاء  على عدن وحاولت مرات عدة اسقاط عدن من داخلها عبر تكوين الوية تحت مسمى الوية الحماية الرئاسية وهي طبق الاصل لتشكيل الفرقة الاولى المدرع التي تحتوي في قوامها  عناصر ارهابية مهمتها اغتيال الكوادر الجنوبية وارهاب المواطنين الجنوبيين وارباك الوضع في الجنوب وحاولت من خارجها من خلال تسيير  الوية من مارب وسيئون وتم افساح الطريق امامها حتى وصلت مشارف عدن تحت مسمى عملية  خيبر وهذا المسمى له دلالته الدينية في انهم يحاربون اليهود والكفار  في عدن والجنوب في القرن الواحد والعشرين وهذا النمط من المعارك يقودها حزب  الاخوان المسلمين العالمي ليصل الى نقطة النهاية في اعلان دولة الخلافة فيً عدن ولكنهم ووجهوا بمقاومة جنوبية ردتهم على اعقابهم خايبين ومنهزمين.

كل الاتفاقات التي تبرم بين الاطراف شرعية وانقلابيين لم تنفذ وهكذا الاتفاقات التي ابرمت بين الشرعية والانتقالي ايضا لم تنفذ ولدى النخب الشمالية عادة بعدم تنفيذ اي اتفاق اما انها تبرمه وهي منهزمة  واما تحت ضغوط خارجية وعمليا تعتبر فترة المفاوضات استراحة محارب تستعد للانقضاض على الخصم وبهذا ليست مضطره لتنفيذ اي اتفاق طالما لا احد يرغمها على ذلك وهكذا كانت اتفاقات ستكهولم واتفاق الرياض وفي المستقبل اية اتفاقات قادمة ان لم تكن مدعومة بقوة اقليمية او دولية.

تحولت الحرب الى مسار جديد عبر الضغوطات الدولية من خلال فرض الهدن منذ ابريل الماضي ولكنها لم تصمد بسبب الشروط الجديدة التي يفرضها الحوثي عبر الوسيط الدولي بينه وبين الشرعية ويبدوا من خلال الاسلوب الذي يتبعه الحوثي في فرض شروطه هناك قوى دولية واقليمية تسانده فيما يصبو اليه من اهداف ومعطينه الفرصة لفرض شروطه عبر السماح له باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة في ضرب الاهداف الاقتصادية من موانيء تصدير النفط ومواقع الشركات البترولية العاملة في الجنوب وقد بداء عمليا تنفيذ هذه التهديدات وسرعان ما تناغمت معه قوى دولية واقليمية بتاييد شروطه بمنحه نسبة من ايرادات النفط والغاز في الجنوب طيب الم  يسالوا اين تذهب ايرادات ميناء الحديده وابن تذهب ايرادات نفط وغاز مارب  هم يعرفون لان شركاتهم هي العاملة في تلك الحقول والموانىء انه تكريس للظلم والاضطهاد الذي يمارس على الجنوب.

من تلك التصريحات نستنتج بان هناك تبادل ادوار بينهما  ومن هنا نفهم بان هناك تغييرات في المواقف وبدل ان يكونوا داعمين للقرارات الدولية المتصلة بالحرب والانقلاب تجدهم اليوم يبحثون  للحوثي عن ادوات دعمه للبقاء في الحكم وتنتفي عنه صفة الانقلاب وبالتالي اصبحت الشرعية غير مبرر وجودها لانه لا احد يدعم عودتها الى صنعاء عاصمة البلاد وهي بذاتها لم تبد استعدادها  للعودة الى صنعاء بسبب تخاذلها في توحيد القوى العسكرية باتجاه الحوثي ولها ستة اشهر وهي تراوح في مكانها تناور في الوقت الضايع على امور اخرى لا علاقة لها بالعودة الى صنعاء حربا او سلما.

   اي تسوية تتم الان تدريجيا على شرعنة بقاء الحوثي متحكما في صنعاء وتنتفي عنه صفة الانقلاب على السلطة واذا كان يفكر العالم والاقليم بهذه الطريقة فما ذنب الجنوب يتحمل اعباء صرف مرتبات موظفي الحوثي الذينهم بالملايين واذا كانت الدول تريد حل مشكلته وانقاذه  عليها تحمل الاعباء المالية من ميزانياتها الخاصة.

من  غير المنطقي ان يتم فرض على الجنوب اعباء لا علاقة له فيه والعالم  يعرف  ان الحوثي غزاء الجنوب بالقوة المسلحة بحيوش دولة صنعاء ومليشياته ودمر المدن الجنوبية وقتل الالاف من ابناءه  وتمت مقاومته من قبل شعب الجنوب وتم تحرير الجنوب منه …. ماذا يعني صرف مرتبات موظفيه من ثروات الجنوب ويحرم من تلك الثروات موظفي شعب الحنوب يعني ان العالم يقف وراءه ومتوافق مع ما فعله من تدمير وقتل في الجنوب.

اذا كانت الشرعية التي تنتمي إلى الشمال تخاذلت خلال السنًوات الثمان من هزيمة الحوثي واستعادة العاصمة صنعاء فتلك مشكلتهم الاساسية لكن الجنوب لا يجب ان يتحمل اي تبعات عن ذلك وكما لا يحق للدول فرض شروط على الجنوب بشكل تعسفي فاذا كانت تتعاطف مع الحوثي فلتخصص له ميزانيات من عندهم لان اي ترتيبات قبل اي تسوية سياسية بين الجنوب والشمال واستعادة الجنوب حقه في العيش الكريم حرا لا يمكن ان تتم  فالجنوب لديه شعب قدم التضحيات الكبيرة ليس من اجل ان تسلب منه ثروته وحقه في الحياة الكريمة فلن يلدغ اليوم من جحر العالم الذي يتشدق بحقوق الانسان وهو اليوم يوجه ضربة قاضية  لحقوق انسان شعب الجنوب.