fbpx
مخاوف دولية من توسيع الحوثيين لنطاق استهدافهم للموانئ والمنشآت النفطية
شارك الخبر

 

 

يافع نيوز – العرب
لم يجف حبر بيانات التنديد الدولية بالهجوم الذي شنته جماعة الحوثي على ميناء نفطي في الجنوب، حتى أطلقت الجماعة الموالية لإيران، مجددا سلسلة من التهديدات

ويقول مراقبون إن تهديدات جماعة الحوثي تعكس حجم استهانتها بالمواقف الدولية، وهذا أمر متوقع خصوصا وأن المجتمع الدولي لم يتخذ على مر سنوات الحرب التي تفجرت في العام 2014، أي موقف جاد وحازم من شأنه أن يدفع الجماعة إلى السلام، ولم تتعد حلقة ضغوطه الشجب والتنديد أو إدراج بعض القيادات في لائحة العقوبات، وهو إجراء لا أثر له عمليا.

ويرجح المراقبون أن تواصل الجماعة تصعيدها وأن تعمد إلى توسيع نطاق استهدافها الذي قد يطول منشآت نفطية لدول التحالف العربي، في حال استمر الوضع الراهن، وهذا ما يثير مخاوف القوى الدولية والإقليمية، لاسيما مع حالة عدم الاستقرار التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية.

ويشهد العالم منذ تفجر الصراع الروسي – الأوكراني في فبراير الماضي، تحديات كبيرة على مستوى الحفاظ على استقرار نسبي في أسواق النفط، وتشكل هجمات الحوثيين، التي يخشى من أن تطول في مرحلة لاحقة السعودية (أكبر مصدر للنفط عالميا)، مأزقا حقيقيا.
ويرى المراقبون أن المجتمع الدولي، ولاسيما القوى الغربية الممثلة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مجبر فعلا على التحرك للجم الجماعة، خلاف ذلك فإن الأمور ستنزلق نحو الأسوأ، مع استشعار الأخيرة حالة من الثقة بعدم وجود رد قوي يجبرها على التراجع خطوة إلى الوراء.

وهددت جماعة الحوثي مساء الخميس بخوض معارك بحرية شديدة ضد التحالف العربي، غداة تنفيذها ما أسمته بـ”العملية التحذيرية الثانية” المتمثلة في استهداف ميناء قنا في محافظة شبوة النفطية.

جاء ذلك في تصريحات لرئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع الحوثية عبدالله يحيى الحاكم، أوردها موقع قناة المسيرة الفضائية الناطقة باسم الحوثيين.

وقال الحاكم إن “العدوان (يقصد التحالف العربي) لم يصل إلى نقطة السلام في اليمن رغم الهدنة، ويسعى لتحقيق أطماعه”. وأضاف أن “المواجهة البحرية المتوقعة قد تكون من أشد المعارك مع التحالف (…) البحر مليء بدول العدوان ووسائله العسكرية، وهي تناور وليست صادقة على إنهاء الحرب”.

وتابع “من الخطأ الركون إلى التهدئة، والمطلوب تعزيز أنظمة وأدوات الردع عسكريا واقتصاديا وعلى كل الصعد”.

وتضغط جماعة الحوثي من أجل تنفيذ جملة من المطالب، وفي مقدمتها تولي الحكومة دفع رواتب الموظفين والعاملين في مناطق سيطرتها بما يشمل مقاتليها، ورفع جميع القيود على موانئ الحديدة ومطار صنعاء.

ويقول متابعون للشأن إن مطالب الجماعة لا تقتصر فقط على هذين الشرطين، بل تتجاوزهما إلى المطالبة بالحصول على حصة من إيرادات النفط والغاز، وهذا السبب الرئيسي في تصعيدها الحالي.
وأعلنت قناة “عدن” المستقلة، التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المشارك في الحكومة اليمنية، الأربعاء عن “إسقاط طائرة مسيّرة للحوثيين حاولت استهداف ميناء قنا النفطي في محافظة شبوة ”.

وأكدت جماعة الحوثي لاحقا الهجوم، حيث قالت في بيان أورده متحدثها العسكري يحيى سريع، إنها “أحبطت محاولة نقل نفط خام من ميناء قنا (جنوب شرق)”.

وتأتي هذه التطورات بعد نحو ثلاثة أسابيع على شن الجماعة هجوما على ميناءين نفطيين هما الضبّة بمحافظة حضرموت، والنشيمة بمحافظة شبوة. وبعد الهجوم، أكدت جماعة الحوثي تنفيذ ما وصفته بـ”ضربة تحذيرية أولى بسيطة” لمنع سفينة كانت تحاول “نهب” النفط، وفق تعبيرها.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية الجمعة عن إدانة المملكة واستنكارها استهداف المنشآت المدنية والحيوية .
وفي وقت سابق طالبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، جماعة الحوثي بوقف هجماتها فورا والالتزام بالقانون الدولي. جاء ذلك في بيان مشترك أصدره سفراء الولايات المتحدة ستيفن فاجن، وبريطانيا ريتشارد أوبنهايم، وفرنسا جان ماري صفا، ، نشرته سفارة باريس عبر حسابها على تويتر.

وقال البيان “نحن سفراء ‎فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، ندين بشدة الهجوم الإرهابي الذي قام به الحوثيون بتاريخ التاسع من نوفمبر الجاري، الذي استهدف ناقلة نفط كانت راسية في ميناء قنا ، وقيامهم باعتداء آخر على خطوط الشحن الدولية والتدفق السلس للضروريات الأساسية”.
وطالب البيان الحوثيين “بوقف هذه الهجمات فورا، وأن يحترموا التزاماتهم بموجب القانون الدولي، ويتعاونوا تعاونا كاملا مع الجهود الأممية.
وقابلت الجماعة البيان الأميركي – البريطاني – الفرنسي باستخفاف، ووصفته بـ”السخيف وغير المنطقي والمستفز”.

وقال حسين العزي، نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ التي شكلتها جماعة الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء، في تغريدات على تويتر الجمعة إن “بيان أميركا وفرنسا وبريطانيا أدان حمايتنا لثروات شعبنا بدلا من أن يدين سرقتها”.

وأضاف “هذا الموقف لا شك سخيف للغاية وغير منطقي، لكنه في الوقت نفسه متوقع وليس مستغربا أبدا، باعتباره صادرا من دول متورطة في كل جرائم الحرب والحصار والدمار التي طالت اليمن”.

أخبار ذات صله