fbpx
صحيفة الاتحاد : هادي يأمر الجيش بضبط «المخربين» ويلمح إلى تورط صالح
شارك الخبر
صحيفة الاتحاد : هادي يأمر الجيش بضبط «المخربين» ويلمح إلى تورط صالح

 

عقيل الحـلالي (صنعاء) ” الاتحاد “

 قُتل يمنيان، أحدهما جندي والآخر مدني، أمس السبت، بانفجار لغم أرضي بسيارة عسكرية في محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد، حيث رفعت القوات الحكومية حالة التأهب استعداداً لمواجهات محتملة مع مقاتلي تنظيم القاعدة الذين يعيدون ترتيب صفوفهم هناك، بعد أن خسروا العام الماضي معاقلهم الرئيسية في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين.

وقالت مصادر أمنية لـ”الاتحاد” إن لغماً أرضياً انفجر لدى مرور سيارة عسكرية في شارع رئيسي ببلدة “الشحر”، جنوب حضرموت، مشيرة إلى أن الانفجار أسفر عن مقتل جندي ومدني وجرح ستة جنود.

وأوضحت أن الانفجار وقع بالقرب من سوق شعبي لبيع القات في بلدة “الشحر” المحاذية لبلدة “غيل باوزير”، حيث يتوافد المتشددون منذ أيام تمهيداً لإعلان البلدة “إمارة إسلامية”، وسط أنباء متضاربة بشأن مغادرة القيادات المحلية والأمنية للبلدة.

وأفادت تقارير صحفية، السبت، أن مخطط تنظيم القاعدة إعلان إمارة إسلامية في بلدة “غيل باوزير” يشمل أيضا بلدة “الشحر”، المطلة على البحر العربي، لافتة إلى أن المسلحين المتشددين استولوا على “مواقع” في هذه البلدة التي شهدت في السابق هجمات مسلحة لتنظيم القاعدة وغارات جوية استهدفت قيادات مفترضة بالتنظيم. لكن مسؤولاً أمنياً في بلدة “الشحر” نفى استيلاء المتطرفين على أي موقع حكومي في البلدة، مشيراً في تصريح لـ(الاتحاد) إلى أن هناك “استعدادات أمنية وعسكرية للتصدي لهجوم القاعدة”.

 

ويوم الخميس، حذرت وزارة الداخلية اليمنية من مخطط “إرهابي” للاستيلاء على بلدة “غيل باوزير”، وتوعدت بالتصدي لما وصفته بـ”المغامرة الانتحارية” لجماعة “أنصار الشريعة”، وهو الاسم الذي يتخذه “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب” في جنوب اليمن.

وكان هذا التنظيم، الذي تصنفه حكومات غربية بأخطر وأنشط أذرع الشبكة العالمية التي أسسها اسامة بن لادن، استغل الاضطرابات التي اجتاحت اليمن في 2011، وسيطر على بلدات عدة في البلاد، إلا أن القوات الحكومية تمكنت من طرد مقاتليه في بعض المناطق وتضييق الخناق عليهم في مناطق أخرى

وذكرت صحيفة “اليمن اليوم”، المملوكة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في عددها الصادر أمس السبت، أن أربعة جنود أصيبوا، الجمعة، عندما هاجم مسلحون، يشتبه بانتمائهم للقاعدة، سيارة عسكرية في منطقة “الثعالب” بالقرب من بلدة “رداع” بمحافظة البيضاء، جنوب شرق صنعاء.

وكشفت الصحيفة عن تقارير استخباراتية حذرت من هجمات محتملة لتنظيم القاعدة على منشآت حكومية في مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، حيث تتصاعد منذ سنوات موجة احتجاج شعبية مطالبة بالانفصال عن الشمال.

وأشارت التقارير إلى رصد تسلل “أكثر من 20 إرهابيا” إلى مدينة عدن “على متن حافلة ترفع علم الجنوب سابقا”، موضحة أن عناصر القاعدة ستشن هجماتها “تحت ذريعة الحراك الجنوبي”، الذي يتزعم منذ مارس 2007 الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب. وعززت الأجهزة الأمنية في عدن، أمس السبت، اجراءاتها الاحترازية في المدينة، حسبما أفاد سكان محليون لـ(الاتحاد).

واتسعت دائرة الاضطرابات والفوضى الأمنية وأعمال التخريب في اليمن منذ إطاحة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، العام الماضي، تحت ضغط انتفاضة شعبية استمرت طيلة عام 2011.

وأمر الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، لدى ترؤسه السبت في صنعاء اجتماعاً استثنائياً ضم قيادات عسكرية وأمنية رفيعة ورئيس الحكومة الانتقالية وبعض وزرائه، الجيش بضبط المخربين والمعتدين على انابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء “دون تقصير أو إبطاء”.

وقال هادي، الذي خلف صالح في رئاسة اليمن مؤقتاً بموجب اتفاق لنقل السلطة ترعاه خصوصا دول الخليج العربية: “لا يجوز التهاون مع المخربين او قطاع الطرق والكهرباء والنفط”، مشيرا إلى أن القوات المسلحة اليمنية تمتلك “قدرات نوعيه قادرة على تنفيذ المهمات الخاصة وبأسرع وقت ممكن”.

وشدد على ضرورة “تغيير الاسلوب السابق في التعامل مع القضايا الجنائية والإجرامية والمتمثلة بقطع الطريق وخطوط الكهرباء وأنابيب النفط”، وهي الأعمال التخريبية التي تصاعدت وتيرتها بشكل ملحوظ منذ اندلاع الانتفاضة ضد صالح في يناير 2011، واستمرت حتى الآن، وسط اتهامات متبادلة بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق. إلا أن هادي، الذي ظل نائباً لصالح أكثر من 17 عاماً قبل أن يتم انتخابه بتوافق أواخر فبراير العام الماضي رئيساً انتقالياً لمدة عامين، ألمح إلى تورط سلفه في أعمال التخريب.

وقال إن “الجميع تحت مجهر الشعب اليمني الأبي الذي يميز ويعي من يقوم بهذا التخريب وهذا الاجرام”، مضيفا: “لن يستطيع المعرقلون او من فقدوا مصالحهم ان يواجهوا ارادة الشعب، وعليهم ان يحمدوا الله لان المبادرة الخليجية كانت المخرج الاسلم والآمن وبصورة مشرفة، وعليهم ان يعلموا ان كل تخريبهم وعرقلتهم للحوار تحت مجهر الشعب اليمني”.

ومنح اتفاق “المبادرة الخليجية”، المرحلة الانتقالية في اليمن، الرئيس صالح خروجا لائقا من السلطة بعد قرابة 34 عاما، خلافا لنظرائه من زعماء دول ما سُمي بـ”الربيع العربي”.

واتهم الرئيس الانتقالي تلك الأطراف بمحاولة “النيل من عزيمة المؤسسة العسكرية والأمنية (..) من اجل التأثير على الامن والاستقرار”، مشيرا إلى ما يعانيه المجتمع اليمني من انقسامات بسبب “الذين فقدوا مصالحـهم ولا يريدون ان يغلبوا مصلحة الشعب فوق الاعتبارات الضيقة والأنانية”.

وقال: “قامت ثورة الشباب والتغيير وضحى الناس وسقطت من اجل ذلك الدماء، ولا بد من تلبية مطالب الشعب، والكف عن العبث بالأمن والاستقرار وخطف صحفيين ابرياء وقطع خطوط الكهرباء، فهذه ليست من الاعراف في شيء وليست من الرجولة في شيء، وإنما هي أعمال دنيئة ورخيصة وهدفها البحث عن مصالح رخيصة ايضا”، مشددا على ضرورة عدم السكوت أو التهاون إزاء منفذي هذه الأعمال التي قال إنها تستهدف 25 مليون مواطن يمني.

ووجه الرئيس عبدربه منصور هادي وزير الداخلية ورئيس أركان الجيش وقائد الاحتياط العام، بإعلان “الجاهزية الكاملة للرد الفوري والسريع” على المعتدين على أنابيب النفط وأبراج الكهرباء، و”القبض على كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات وحقوق 25 مليون يمني”.

يشـار إلى أن المعتـدين عـلى أبـراج الكهرباء وأنابيب النفط هم غالباً من رجال القبائل، ومعروفون لدى السلطات الأمنية التي دأبت على نشر أسمائهم بعد كل حادثة اعتداء.

وأمهلـت عشـيرة قبـلية في بلـدة نهـم شرق العاصمة صنعاء، ونفـذت الأسبوع الماضي خمسة اعتداءات على أبراج الكهرباء، الحكومة اليمنية أسبوعا واحدا لتنفيذ مطلبها بشأن حكم قضائي صدر على خلفية قضية جنائية، فإنها ستقتلع أبراج الكهرباء، حسبما ذكرت، أمس السبت، صحيفة “الشارع الأهلية”.

وخسر اليمن، المهدد بالإفلاس بسبب أزمته الراهنة، أكثر من ثلاثة مليارات دولار جراء الهجمات على أنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء خلال العام المنصرم.

 

 

أخبار ذات صله