fbpx
لنتذكر شهداؤنا القادة “أبو حتم” نموذجاً
شارك الخبر

 

كتب – يحيى أحمد
من يرحلون في قمة العطاء يسجل التاريخ مواقفهم النضالية والبطولية بأحرف من نور .. وتكتب الأقلام تضحياتهم بأنصع صفحات التاريخ المخلدة..
أن العمر فرصة , والحياة الدنيا ما هي إلا معبر للوصول للآخرة , فإما أن تكون حياة عز وفخر واقتدار  , وإلا فلا حياة بعد اللا حياة , ولا بقاء بعد اللا بقاء .
فالكرامة هنا في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض وعن الهواء الذي يتنفسه , والماء الذي يشربه , والعزة هي الروح التي تسري في أجساد عظماء الأرض الطاهرة ، فإن حاول كائن من كان أن ينزع عزة هذا الشعب وكرامته , فباطن الأرض حينها خير من ظاهرها , والشهادة في سبيل الدفاع عن الوطن أسمى الأماني.
*نبذة عن سيرة الشهيد القائد ابوحتم*:
الشهيد القائد: عبدالمجيد علي شايع محمد ويعرف بكنيته المشهورة وأسمه الثوري ” ابوحتم “.
من مواليد منطقة ” عدن حمادة بمديرية الأزارق م الضالع ” بالعام 1979 للميلاد.
متزوج وأب لسبعة أبناء ” ثلاثة ذكور ، وأربع إناث .
درس الإبتدائية في مدرسة جاحص ( إبن زيدون حالياً ) في مديرية المنصورة بالعاصمة عدن.تحصل على شهادة نهاية المرحلة الابتدائية بجدارة واستحقاق، ورغم قدراته وإمكانياته  الفكرية ،قرر الالتحاق  بصفوف القوات الجوية بالعام 1993 للميلاد..
والده اللواء ” علي شايع محمد ” أحد قادة الجنوب العسكريين وقائد اللواء ( 26 رادار) وواحداً من القادة الذين شاركوا في حرب العام 94 م بالعاصمة عدن وتم ملاحقتهم وتسريحهم قسراً.
*الدور النضالي للشهيد القائد*:
شارك في مقاومة قوات الإحتلال اليمني في  حرب صيف 1994م عندما اعلن نظام صنعاء الحرب و  اجتياح الجنوب .
التحق بصفوف الثورة التحررية الجنوبية بمراحلها المتقدمة وشكلت حركة حتم أولى انطلاقاتها في عام 1996م تحت قيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وهي حركة تقرير المصير (حتم) ؛ ولأن والده أحد المؤسسين لهذه الحركة التحررية المسلحة الجنوبية ولارتباطه الوثيق بوالده ؛ تأصلت في نفسه روح النضال.وباشر الشهيد القائد عبدالمجيد علي شائع عمله الثوري الكفاحي،بكنيتة الثورية  (ابو حتم )في المشاركة بالعمليات العسكرية التي كانت تنفذها حركة حتم ،ضد معسكرات الاحتلال اليمني المتواجده في الضالع ..
لقدعاش الشهيد “ابوحتم”  ثائراً مناضلاً  مع رفاقه المناضلين والمقاومين  الذين أبوا ان يخضعوا لنظام الاحتلال اليمني ؛؛، ونظراً لشجاعته وقدراته المتميزة كلف في عا 2012م  لتنفيذ مهام التدريب والتعبئة  القتالية؛ لسرايا المقاومة الجنوبية إلى جانب رفاقة من القيادة العسكرية للمقاومة وإنشاء وتجهيز معسكرات تدريبية لسرايا المقاومة في مديرية الازارق ،والعديد من الدورات العسكرية في معسكر المقاومة الجنوبية الواقع في منطقة الزند زبيد مديرية الضالع و يافع والشعيب وحالمين .
وأيضاً كان له دور في المشاركة  بالعمليات العسكرية التي نفذتها المقاومة الجنوبية على المعسكرات والمواقع العسكرية المرابطة في محافظة الضالع وكذلك القطاع العسكري المسيطر على مديرية الحبيلين، وفي الغزو الثاني للجنوب 2015م تم تكليفة بقيادة مجموعة من افراد المقاومة في الخطوط الامامية لجبهة المدينة  ؛الى جانب رفاقه من قادة المجاميع في جبهات الضالع  ، تحت قيادة القائد الميداني لمعركة تحرير الضالع الشهيد القائد العميد الركن/عمرناجي محمد “ابوعبداللة “وبإشراف مباشر من الرئيس عيدروس الزبيدي .
 في ليلة 2015/5/25م جرت المعركة الحاسمة بهجوم كاسح على موقع الخزان ومعسكر الجرباء وجميع المواقع التي تمركز بها الغزاة .. وكان موقع الخزان المطل على مدينة الضالع هو أول موقع تم تحريره من قبل ابطال المقاومة ؛ بعد أن سقط فيه شهيدان من أفراد سرايا الشهيد “ابو حتم” وهم الشهيد محسن راوح مقبل الحميدي والشهيد عبد الفتاح السكري .. وقد شكل تحرير  موقع الخزان مفتاح النصر في معركة تحرير الضالع ..
 وتوالت الأحداث والانتصارات بتحرير معسكر الجرباء بقيادة الشهيد القائد ابو عبدالله الذي كان أول من اقتحم المعسكر وكان أول شهيد فيه .. وهكذا تحررت كل المواقع في تلك الليلة التي انتفضت فيها مدينة الضالع مع ابطال المقاومة الجنوبية لتتحول إلى شعلة ثورية تقتلع الغزاة معلنة انتصار الضالع في معركة أسطورية شكلت تحولاً جوهرياً في مجرى الحرب ؛ حيث انتقلت المقاومة إلى الهجوم في كل المعارك اللاحقة بعد أن كانت طوال الفترة الماضية في مواقع الدفاع فقط والمشاركة في المعارك الهجومية؛ بعد تحرير مدينة الضالع ؛ حيث تولى قيادة سرية هجومية في لكمه صلاح وسناح في الشريط الحدودي .
*مكان وتاريخ استشهاده*
وفي تاريخ 2015/12/8م تم تعيين القائد عيدوس الزبيدي محافظاً للعاصمة عدن تم استدعاءه مع افراد سريته وتعيينه اركان كتيبة حماية مقر القيادة في التواهي وفي عام 2018م تم تعيين القائد ابو حتم اركان حرب كتائب العاصفة ،حيث استشهد في العاصمة عدن يوم الاثنين من شهر يناير الموافق  2018/1/29م
ختاما : أيها الشهيد القائد  كل ما عندي من بقايا  هو انك كنت قائداً نبراساً مضيئاً، ورجلاً شجاعاً، وقامة شامخة كشموخ جبال شمسان ، كنت  محباً للجميع ومخلصاً لهم، كنت رقيقاً رغم صلابتك في المواقف الصعبة والمحن. في حين كنت قوياً ومتماسكا بالقيم والمبادىء، كنت اميناً وصادقاً وعفيفاً. وذو شخصية قوية ذوخصال حميدة واخلاق عالية، اضافة الى إخلاصك لقضية وطنك العادلة وثوابتها الوطنية القومية.وعروبتها الراسخة والمتجذرة في اعماق الأرض والتاريخ هكذا كنت على الدوام حتى ساعة رحيلك.
أخبار ذات صله