fbpx
انهيارات بنوك التقنية.. هل تتحول لشرارة أزمة مالية عالمية جديدة؟
شارك الخبر

 

يافع نيوز – اقتصاد
أصبحت الأسواق العالمية أمام تساؤل ملح اليوم مع تصاعد حالات إفلاس المصارف الأمريكية، وهو: لماذا تنهار البنوك التقنية الرائدة؟

البداية كانت في نوفمبر/تشرين الثاني 2022؛ عندما انهارت منصة “FTX”، ثاني أكبر منصة تداول عملات مشفرة في العالم، والتي أسسها رائد الأعمال الشاب سام بانكمان-فريد؛ حيث أعلنت إفلاسها وخسرت مليارات الدولارات في غضون أيام.

لكن يبدو أن إفلاس المنصة تحول إلى صدع آخذ في التسلل والنمو ليس فقط بصناعة العملات المشفرة ولكن بالصناعات القائمة على المتغيرات التقنية؛ والانهيار الجديد جاء هذه المرة عبر بوابة بنك “سيلفرغيت” (Silvergate)، وهو أقدم وثاني أكبر بنك يخدم صناعة العملات المشفرة؛ إذ أعلنت الشركة القابضة “سيلفرغيت كابيتال” عن تصفية بنكها “سيلفرغيت” وإنهاء أعماله، في بيان صدر عنها الأربعاء 8 مارس/آذار 2023.
ومعاناة “سيلفرغيت” بدأت في الربع الرابع من 2022 مع إعلانه خسارة صافية تقارب مليار دولار بعد تنامي مخاوف عملاء البنك من انهيار “FTX”، واندفاعهم لسحب أموالهم بما يُقدَّر بنحو 8.1 مليار دولار لتنخفض ودائع البنك بنسبة 68% وتصل إلى 3.8 مليار دولار في غضون 3 أشهر فقط، وتبعها تسريح البنك لـ40% من قوته العاملة في يناير/كانون الثاني 2023، بحسب بيانات نشرتها قناة cnbc الأمريكية.
وبعد إعلان إفلاس بنك “سيلفرغيت” بيومين تقريبا، جاء يوم الجمعة 10 مارس/آذار 2023، ليشهد انهيار بنك آخر يركز على إقراض شركات التقنية الناشئة في وادي السيليكون، معقل شركات التقنية الأمريكية، وهو بنك مجموعة سيليكون فالي المالية (SVB Financial Group)، الذي يُعَدُّ أكبر بنك ينهار منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.

كان بنك سيليكون فالي يُصنف في المرتبة 16 بالقطاع المصرفي الأمريكي بنهاية 2022، بأصول بلغت نحو 209 مليارات دولار. وهناك عدة أسباب تضافرت نحو انهيار البنك الذي يُعرف بكونه المؤسسة المالية الأولى للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا والرعاية الصحية في الولايات المتحدة، لكن السبب الأوضح هو خطوات مجلس الاحتياطي الفيدرالي “المركزي الأمريكي” نحو تشديد نقدي أكبر ورفع أسعار الفائدة منذ مارس 2022، التي ساهمت في سقوط بيئة عمل الشركات الناشئة التي يخدمها البنك بالأساس.

وعلى مسار تفاقم الأزمة، سرعان ما اتجه عملاء SVB تحو سحب أموالهم بسرعة من فروع البنك، ومع ارتفاع نسبة الفائدة أصبحت أصول البنك في خطر، لأنها تُباع بأقل من قيمتها، ولهذا يخسر البنك أمواله.

وكما أعلن “سيلفرغيت” عن خسارة مليار دولار من بيع الأصول في الربع الأخير من العام الماضي، خسر بنك “SVB”، الذي يملك ميزانية عمومية أكبر، نحو 1.8 مليار دولار أثناء تصفية أصوله.

وفي 12 مارس/آذار الجاري -أقل من أسبوع منذ انهيار بنك سيلفرغيت- أعلنت إدارة الخدمات المالية بولاية نيويورك، أنها استحوذت على بنك سيجنتشر، الذي يقدم خدمات بصناعة العملات المشفرة، وألحقت صفة المستلم بالمؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع، وذلك في ثالث حالة إفلاس لبنك في غضون أيام.

أخبار ذات صله