fbpx
ماذا بعد استهداف “الكرملين”وما هي السيناريوهات المتوقعة؟

بقلم علي عبد الله البجيري

لكل بلد في العالم عرين لأسده القائد وهو الحصن المنيع لدفاعاته، وبالتالي هو رمز شموخه وعنفوانه، كان هذا البلد غني أو فقير كبير او صغير قوة عظمى او من البلدان النامية. فقلعة “الكرملين” بالنسبة لكل روسي تعتبر” اقدس المقدسات”، مساسها خط فوق اللون الاحمر ان وجد. لهذا جاء رد الفعل الروسي عنيف جدا وصدرت تصريحات رسمية كان ابرزها واخطرها تصريح الرئيس الروسي السابق، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي حاليا ديمتري ميدفيديف،الذي دعاء فيه إلى «محو» الرئيس الأوكراني وأعوانه، فيما طالب رئيس مجلس الدوما الروسية (البرلمان) فياتشيسلاف فولودين، باستخدام الأسلحة القادرة على ردع النظام في كييف وتدميره، بينما صرح زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف بأن الهجوم بطائرات مسيرة على الكرملين ليس مجرد هجوم إرهابي وإنما هو إذلال “لكرامتنا الوطنية، وتحد لكل منا”. مسترسلا بان ” الكرملين هو قدس الأقداس بالنسبة لنا. هو رمز حريتنا وكبريائنا وكرامتنا، فهذا العمل هو إذلال لكبريائنا الوطني، لدولتنا التي يبلغ عمرها ألف عام، ولتاريخنا وثقافتنا” انتهى الاقتباس”
‏الهجوم على الكرملين قدس “الاقداس الروسية” كما وصفه زيوغانوف يفتح الباب أمام تصعيد جديد لمسار الحرب الروسية الأوكرانية، فالكرملين يمثل رمزية سياسية قومية ثقافية وتاريخية تعني كل مواطن روسي كان مؤيد للرئيس بوتين او معارض لحكمه. ‏

‏يرى المراقبون السياسيون والاعلاميون أن مثل هذا الحدث وبحجمه الغير مالوف، يشكل تحدي حقيقي وإهانة لا يمكن لروسيا وشعبها السكوت عنه، وانه لن يمر مرور الكرام دون رد يتناسب وحجم الإهانة للأمة الروسية..هذا الحدث سيشكل تحول جديد في مسار الحرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي ” الناتو” ممثلاً بالدولة الأوكرانية.. فهل هذا الفعل مقدمة لتوسيع دائرة الصراع والاستنزاف ام انه الإشارة الأولى لإنطلاق حرب عالمية ثالثة؟ حاول العقلاء ورجال الحكمة في العالم تجنبها ولكن مصالح الشركات الكبرى للتصنيع العسكري مدعومة بنزعة الفاشية الجديدة في أوروبا هي من تدفع وتعجل بتفجيرها.
‏ ردت الفعل الروسية تشير إلى أن الدب الروسي نفذ صبره وقدراته على التحمل وأن الرد لن يكون كما كان الوضع قبله.

بغض النظر عن تناقض الروايتين الروسية والأوكرانية حول قصف الكرملين، فإن الاعتقاد السائد لدى غالبية الروس أن دولتهم باتت ملزمة بالرد على هذا الهجوم وفي داخل أوكرانيا ، بما يتناسب مع حجم الاستهداف لقصر الكرملين الذي يعتبر في الثقافة الروسية( ليس بعد الكرملين إلا السماء )

أما على المستوى الدولي ضاعف الحدث من حدة التوتر في العلاقات بين موسكو وواشنطن حيث شككت الأخيرة بالرواية الروسية ، بينما نفت كييف أي علاقة لها بالهجوم، وادعت بأن مجموعات مقاومة شعبية داخلية هي من قام بالهجوم، وهو أمر لا يبدو منطقياً لمن يعرف روسياجيدا بوجود دولة مركزية عظمى كل شيء فيها تحت السيطرة.

‏ والسؤال هنا ما هي السيناريوهات المتوقعة ؟وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك» تطرح ثلاثة احتمالات: الأول، ضربات ضخمة على البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، واستهداف مقرات غربي أوكرانيا، والثاني، استهداف مقر الرئاسة الأوكرانية ومقرات استراتيجية في كييف، والثالث، رد سياسي لأن العملية الأوكرانية ضد الكرملين هدفها إعلامي لتغطية خسائرها في الضربات الأخيرة وخسارتها قدرة الهجوم المضاد.
خلاصة القول: هناك قول روسي شهير يقول :” لاشي أعلى من موسكو إلا الكرملين، ولا شيء أعلى من الكرملين إلا السماء”.
سنرى ما ستحمله قادم الأيام من تطورات واحداث في عالم مُضطرب وُمثخن بالصراعات والأزمات والتناحرات.