fbpx
رأس السنة الهجرية.. قصة التاريخ والإسلام
شارك الخبر

 

يافع نيوز – دين
يحتفل المسلمون، اليوم الأربعاء، ببداية السنة الهجرية الجديدة 1445هـ، التي توافق الـ17 من يوليو/ تموز 2023.

ولهذا التاريخ، الذي يصادف الأول من المحرّم، مكانة عالية في نفوس المسلمين، كونه يمثل بداية انتشار الإسلام، ويعيد لهم قصة نشأة هذا الدين وتمكينه.
لماذا كان التقويم الهجري؟

لم يكن المسلمون يحدّدون العام مع بداية ظهور الإسلام حتى وفاة النبي محمد – عليه الصلاة والسلام – بل كانوا يكتفون بالأشهر العربية.

وبحسب المصادر الإسلامية، فقد ظلّ اعتماد الشهور حتى خلافة عمر بن الخطاب، إذ أرسل إليه أبو موسى الأشعري أمير البصرة آنذاك، كتابا يطلب فيه البحث عن طريقة جديدة لاحتساب التقويم، وذلك حينما ورد خطاب لأبي موسى الأشعري مؤرّخا في شهر “شعبان” دون تحديد السنة، فخاطب الأشعري الخليفة عمر يقول: “يا أمير المؤمنين، تأتينا الكتب، وقد أُرِّخ بها في شعبان، ولا ندري أي شعبان هذا، هل هو في السنة الماضية؟، أم في السنة الحالية؟”.

وإثر ذلك، جمع الخليفة عمر الصحابة وبحثوا في هذا الشأن، فتفاوتت الآراء بينهم، فمنهم من اقترح أن يؤخذ بتاريخ مولد الرسول – عليه الصلاة والسلام- بداية للتقويم، وآخرون رأوا أن يؤخذ التاريخ بوفاته، لكن غلب الرأي في الأخذ بهجرته.

وعليه، أقرّ الخليفة عمر ما خلص إليه الصحابة بالأخذ بالهجرة، التي توافق 622 ميلادي، وقال إن “الهجرة فرّقت بين الحق والباطل، فأرّخوا بها”.
مطلع السنة الهجرية

اختلف الصحابة كذلك بشأن بداية السنة الهجرية، فمنهم من رأى أن يكون شهر رمضان بداية العام الهجري، إلا أن الخليفة عمر بن الخطاب اعتمد “محرّم”، لأنه منصرف الناس من حجّهم فاتفقوا على أن “محرّم بداية السنة الهجرية وذا الحجة نهايتها”.

وأقرّ المسلمون اثني عشر شهرا للتقويم الهجري، توافقا مع الآية الـ (36) من سورة التوبة، التي تقضي بكون عدد الأشهر عند الله اثني عشر شهرا.

ما هو تقويم المسلمين قبل اعتماد الهجري؟

كان العرب وبعدهم المسلمون يحددون الأوقات بالأهلة والنجوم، ويتبعون التقويم المعتمِد على الأحداث البارزة آنذاك، مثل عام الفيل، وبناء الكعبة وغيرها، ثم بدأت كلمة “تاريخ” مع البعثة النبوية.

لكن بعد 17 عاما على هجرة النبي عليه الصلاة والسلام، وحتى السنة الثالثة أو الرابعة من خلافة عمر بن الخطاب، اعتُمد التاريخ الهجري، وفق العديد من المصادر الإسلامية.
سمات التقويم الهجري

يعتبر التقويم القمري الإسلامي أقصر من السنة الشمسية بـ11 إلى 12 يوما، ويتم تقدير كل شهر هجري مع بداية وقت القمر الجديد، بينما تتناوب الأشهر بين 29 و30 يوما، باستثناء شهر ذي الحجة، حيث تختلف عدد أيامه بدورة قدرُها 30 عاما.

والأشهر الهجرية على قسمين، فهي الأشهر الحُرُم، وعددها أربعة: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرّم، ورجب، وسميت بالحُرُم لتحريم القتال فيها عند العرب في الجاهلية، وثبُت ذلك بعد الإسلام.

أما القسم الثاني، فهي الأشهر الحِل، التي أحل فيها القتال، وهي: صفر، وربيع الأول، وربيع الآخر، وجمادى الأولى، وجمادى الآخرة، وشعبان، ورمضان، وشوال.

أخبار ذات صله