أنشب الإدمان مخالب الموت في عنق مجتمعنا إلى أعماق دامية، فأصبح يهدده أخطر تهديد، بحرمانه من أعز ما يملك، ألا وهو شبابه، رصيده في بناء الحاضر والمستقبل.

–   إن تعاطي المخدرات وإدمانها ـ خاصة بين الشباب ـ تعتبر العقبة الكبرى أمام مسيرة التنمية لأي مجتمع، بسبب ما يفرزه الإدمان أجيال ضعيفة هشة تعاني من أمراض اجتماعية وانحرافات، وكذلك ما يحدثه من آثار اقتصادية وصحية وسياسية سيئة، تعتبر معوقات لعملية البناء المجتمعي .

– منذ أول يوم وطات قدم المحتل اليمني ارض الجنوب خطط لأيقاع شبابه فريسة لهذا الوباء وفعلا  ابتلي مجتمعنا بآفة خطيرة جدا وظاهرة غريبة عنه وعن أخلاقه وعاداته وتقاليده كمجتمع عربي مسلم ومحافظ بدرجة أساسية , ولكن مع كل هذه الضوابط والأخلاقيات السامية وقع هذا المجتمع فريسة في براثن هذه العادات السيئة والمدمرة للأركان الأساسية لأي مجتمع وهي الشباب والأسرة . ونحن اليوم اتخذنا العزم على المساعدة في درء هذا الخطر المحدق بنا من كل صوب وعليه نبدأ حملتنا ضد خطر المخدرات ولكن يهمنا جدا أن نلقى العون من الشباب أنفسهم ومن الأسرة ومن كل أطياف مجتمعنا لنقف معا ويدا بيد نواجه هذا البلاء ونقضي عليه قبل أن يقضي علينا .. إذن كيف يمكن أن نساعد بعضنا في هذه المهمة الصعبة ؟ 

–   ولاتعد مشكلة إدمان المخدرات  مشكلة أمنية فحسب، بل هي مشكلة اجتماعية واقتصادية، وصحية ونفسية، ودينية وتربوية وثقافية، وبالتالي فهي تدخل في نطاق اهتمام الجميع دون إستثناء، ولهذا يجب أن يخطط لها جيدا، وأن يتم علاجها في إطار خطة  شاملة  للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

الحكم الشرعي للمخدرات :

أجمع علماء المسلمين من جميع المذاهب على تحريم المخدرات حيث  تؤدي إلى الأضرار في دين المرء وعقله وطبعه ، حتى جعلت خلقا كثيرا بلا عقل ، وأورثت آكلها دناءة النفس والمهانة .  قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )    المائدة 90 .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كل مسكر خمر حرام ” ، والخمر هو كل ما خامر العقل أو غطاه أو ستره بغض النظر عن مظهر المسكر أو صورته وكل المخدرات مسكرة ومفترة وهي حرام ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما أسكر كثيرة فقليله حرام ” كما قال ” حرام على أمتي كل مفتر ومخدر ” .

 القانــــون والمخـــدرات :

وفقا لكل المعطيات عن المخدرات وأثرها الخطير على حياة الإنسان ومجتمعه بشكل عام ورغم ان الدين الإسلامي قد وقف موقفا محددا صريحا وواضحا من المخدرات من خلال تحريمها ومعاقبة من يتعاطاها او يتاجر بها او يروج لها أو القيام بهذه المهام مجتمعة .

وعليه ان مثل هذا الخطر الكبير الذي يواجه مجتمعنا وشبابنا بالذات وجب الوقوف وقفة جادة في التشريع والإقرار بمواد قانونية صارمة العقوبات ضد كل من يجرم مثل هذا الجرم ودون هوادة .

وأخذت على التفكير في عمل توعية لأبنائنا من هذا الخطر وفعلا بدأت بإعطاء المحاضرات في بعض الساحات الجنوبية للحراك السلمي ومن ثم أقدمت على تأسيس مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات على عاتقه في 29/ 1/6/2013 ومن حينها وانا اعمل مع زملائي لتوعية المجتمع من هذا الخطر وكانت لنا هذه الحملة وعملنا على تكثيفها خلال هذا الشهر الذي يصادف فيه اليوم العالمي لمكافحة المخدرات يوم 26/2013 وذلك بعد ان أكدت لنا المعلومات ان اليمن ليست عضوا في أي من منظمات مكافحة المخدرات التابعة للأمم المتحدة وقد قام بمشاركتنا في العمل بهذه الخطوة اخوتنا في كتيبة ناشطون من اجل الحرية تحت التأسيس وقدموا لنا الدعم بحسب إمكانياتهم  وكذا بنائنا من طلبة كلية المجتمع في عدن والإخوة في اتحاد شباب الجنوب ونحن  بدورنا نشكرهم لأنهم استشعروا بهذا الخطر الذي يحدق بوطنهم وأهلهم ومن هنا ندعو الجميع دون استثناء للعمل معنا ومشاركتنا هذه الحملة ودعمها فخطر المخدرات ليس هينا وليس مقتصرا على جماعة من الناس بل انه طوفان سوف يغرق الجميع في خطورة تاثيره .

* رئيس مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات