fbpx
أنفاق غزة في الحديدة

 

كتب – خالد سلمان.

‏أنفاق غزة في الحديدة، حيث جرت وتجري بناء مدينة ما تحت أرضية في الحديدة ،على شكل شبكة أنفاق متشعبة مترابطة مجهزة ببنية خاصة وقدرات تسليحية على غرار غزة ، إستعداداً وتأهباً لحرب برية في حال جرت تطورات الوضع نحو المزيد من الفوضى البحرية، وذهبت مغامرة الحوثي بعيداً في استهدافاتها.

هناك إجماع إستراتيجي إن ضربات الجو لن تحسم المعركة، وإن إبقاء هذه المواجهة مشدودة الحبال بإتجاه راسم السياسة الأمريكية لا لمتطلبات المواجهة العسكرية ،  ربما تنزلق في أي لحظة نحو صدام حقيقي حاسم.

لندن وواشنطن تتهيبا من إنزال بري ، مع أنهما يدركان أنه الخيار الأكثر نجاعة ، تهيب مؤسس على خشيةً من  اكلاف بشرية في عام إنتخابي،  ربما سقوط ضحايا إمريكيين يدخل الحوثي كلاعب رئيس في التأثير على نتائج الإنتخابات المقبلة.

إعتماد إمريكا إدارة السياسة والدبلوماسية عبر السلاح، وتوجيه الرسائل لإيران والإبقاء على سقف الاستهدافات الهامشية ، وتوسيط بكين  للضغط على طهران بشأن الحوثي ، كل هذه الأدوات تبقى ثانوية التأثير ،ويبقى الحوثي مطلق اليد يمسك بالمبادأة ، ويضع واشنطن في حالة ترقب حذر ، بإنتظار نقل الحوثي المواجهة إلى مرحلة مختلفة في السياق والنتائج : سياق توسيع المصالح  المنتقاة حوثياً لتشمل المواقع الغربية في عموم المنطقة ،والأهداف توسيع القاعدة الشعبية للحوثي في الداخل،  والعالمين العربي والإسلامي ، والخروج من وضع المليشيا المحلية إلى القوة الوازنة.

الخيار الجاذب للمجتمع الدولي تغيير وجهة التخطيط من القصف الجوي  منفرداً ، إلى إعادة تأهيل القوات اليمنية وتجهيزها بالتدريب والتأهيل والتسليح والخدمات اللوجستية ،  والإعتماد على قوات سبق لها وان حققت انتصارات على الحوثي كالقوات الجنوبية.

إبطاء هذا الخيار والمراوحة في عدم ترجيح كفته ، سيبيع الحوثي المزيد من الوقت لإستكمال تجهيزاته،  والحؤول دون اي إنزال بري ، وإن حدث متاخراً سيكون كارثي الثمن.

في الحديدة بخبراء إيرانيين ومن حزب الله ، هناك غزة ماتحت الأرض تُبنى، وهناك انزال بأدوات محلية لن يُِحسم أمره بعد .