fbpx
تآكل سريع للمساعدة المالية السعودية للحكومة دون أثر يذكر على الوضع الاقتصادي
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب
اقترب سعر العملة المحلية من بلوغ سقف غير مسبوق وهو 1700 ريال مقابل كل دولار أميركي، ما مثّل إشارة محبطة لحكومة بن مبارك بالنظر إلى أنّ هذا التدهور جاء أياما بعد الإعلان عن دخول المساعدة السعودية البالغة ربع مليار دولار إلى البنك المركزي في عدن.

ويبدو أنّ الأوضاع في مناطق الجنوب بلغت من التدهور ما يجعلها مستعصية عن الإصلاح بمجرّد تلقّي مساعدات مالية غير مخصصة للاستثمار في التنمية وخلق الثروة وتوفير مناصب الشغل، بل موجّهة رأسا إلى الاستخدام في صرف رواتب الموظّفين وسدّ العجز في المخصّصات التشغيلية للأجهزة الحكومية.
وتحدّثت تقارير إعلامية محلية عن استنزاف سريع وفي ظرف أيام قليلة لقرابة المئة مليون دولار من المساعدة السعودية وذلك جرّاء السياسة المتّبعة من قبل البنك المركزي واعتماده على مزادات بيع الدولار في محاولته الحدّ من انهيار قيمة العملة المحلّية دون أن ينجح في الوصول إلى هدفه.
ويجري ذلك في ظلّ تراشق بين البنك وشركات الصرافة في مناطق الجنوب بشأن المسؤولية عن تدهور قيمة الريال اليمني.
ومن جهته لفت خبير اقتصادي إلى تفاقم ظاهرة التركيز على عملية المتاجرة بالعملة في مناطق السلطة على حساب المشاريع الاقتصادية المنتجة بالفعل، مؤكّدا أنّ عدد التراخيص التي منحتها الحكومة لشركات الصرافة في العاصمة عدن بلغ مئتين وثمانية تراخيص في سنة 2023 وحدها، بينما لم يتم تسجيل سوى مشروع استثماري واحد في مجال صيد السمك بالمدينة مقابل عدم تسجيل أي مشروع في باقي المدن والمحافظات الأخرى.
وأدى انهيار قيمة الريال اليمني إلى موجة غلاء غير مسبوقة في أسعار المواد الأساسية غير المتوفرة أصلا بالكميات الكافية.
وبدأت مظاهر التذمّر والاحتجاج تظهر ، حيث نظّم عمال وموظفون في القطاع العام بداية الأسبوع وقفة احتجاجية أمام قصر معاشيق مقر المجلس الرئاسي في عدن للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية وانتظام صرف رواتبهم والترفيع فيها بما يتناسب والتزايد السريع في تكاليف المعيشة.
ورفع هؤلاء لافتات اشتكوا فيها حالة الفقر التي أصبحوا يعيشونها بسبب فقدان رواتبهم لقيمتها. كما هدّدوا بالدخول في إضراب شامل لجميع المرافق والمؤسسات الحكومية في حال عدم استجابة الحكومة لمطالبهم.
ويأتي ذلك بينما كشف تقرير أممي عن وصول نسبة الفقر إلى مستويات منذرة بالخطر. وورد في تقرير قياس الفقر متعدد الأبعاد الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومبادرة أكسفورد للتنمية البشرية أن نسبة الأفراد الذين يعانون من فقر متعدد الأبعاد تجاوزت 82 في المئة.
وكانت المملكة العربية السعودية قد سارعت لتحويل ربع مليار دولار إلى البنك المركزي في عدن في خطوة ترافقت مع تعيين أحمد عوض بن مبارك على رأس الحكومة  خلفا لمعين عبدالملك، وذلك لمساعدته على ضبط الوضع الاقتصادي والاجتماعي في بداية عمله على رأس الحكومة.
ووضع العليمي معالجة الملف الاقتصادي والأوضاع المعيشية ووفاء الدولة بالتزاماتها بما في ذلك انتظام دفع رواتب الموظفين وتحسين الخدمات الأساسية، ضمن أولويات عمل حكومة بن مبارك.
لكن تحقيق تلك الأهداف يبدو الآن بعيد المنال في ظل تزايد التعقيدات والمشاكل وتفاقم الأوضاع المالية على عكس ما كان مأمولا عندما بادرت السعودية بتحويل مساعدتها إلى البنك المركزي في العاصمة عدن.

أخبار ذات صله