fbpx
من يتكلم في غير اختصاصه يأتي بالعجب العجاب

 

كتب – فتاح المحرمي.

نقل عن الإمام ابن حجر العسقلاني، قوله : “إذا تكلّم المرء في غير فنّه أتى بالعجائب”، بمعنى أن من يتكلم في غير اختصاصه او مجال معرفته فإن حديثه يكون فيه العجائب، وبعيداً عن الحقائق والواقع لكونه يفتقر للمعرفة والمعلومة، وبالتالي يكون دخيلا على هذا الموضوع او ذاك.
وبمعنى أوضح فإنه عندما يتكلم الشخص في غير مجاله أو اختصاصه، سيتكلم بما لا يعلم، وهنا من الطبيعي أن تسمع منه العجب العُجاب من الأحاديث البعيدة عن واقع الموضوع الذي يدور حوله الحديث أو النقاش أو الجدال أو إبداء الرأي.
وفي واقعنا الراهن نجد ما هو أكثر من العجب العجاب في أحاديث البعض ممن يعبروا عن ذلك في وسائل الإعلام المختلفة وبرامج التواصل الاجتماعي، ومع الأسف أن بعض من هذه الوسائل لا تميز ذلك المنطق وتضبطه، وتجعل منابرها نافذة لمن يتحدث بما لا يعرف وبالتالي يوصل رسالة مغلوطة للمتابعين والجمهور البسيط.
فكل منا يشاهد اختلاط الحابل بالنابل، وتفشي الأحاديث ووجهات النظر والانتقاد في مواضيع يجهلها وليس مختص فيها، وهذا الأمر شائع بكثرة، بل إن البعض يظهر ليفتي ويتحدث في كل العلوم وهو لا يعي منها شيئاً، يعني كما يقال “فشفشي يعرف كل شيء”.
وأمام هذا الواقع فإننا بحاجة إلى وعي يمكننا من التمييز بين من هو أهل للحديث والكلام وبين من هو خلاف ذلك، وتعزيز هذا الوعي في وسائل الإعلام المختلفة وضبط منابرها، ويقع على عاتق من يمتلكون الوعي انتقاد من يعزز هذا السلوك الذي يكرس ثقافة الجهل والتجهيل، وفضحه أمام العامة من الشعب وعبر المنابر نفسها أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تعج هي أيضاً بمثل هذا العجب العجاب.

#فتاح_المحرمي
12 مارس 2024م