يافع نيوز – خاص
في 21 سبتمبر من كل عام، تحل ذكرى انقلاب جماعة الحوثي على الدولة اليمنية في عام 2014، وهو اليوم الذي شهد سيطرة هذه الجماعة المسلحة على العاصمة صنعاء، وإعلان انقلابها على الحكومة الشرعية. تلك اللحظة كانت بداية حقبة مظلمة في تاريخ اليمن الحديث، حيث دخلت البلاد في دوامة من العنف والدمار المستمر.
منذ ذلك اليوم، جلبت جماعة الحوثي الموت والخراب لليمن. الحرب المدمرة التي أشعلتها هذه الجماعة أدت إلى مقتل وجرح ما يزيد عن مليوني يمني، وشهدت البلاد موجات من العنف المتصاعد والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. لا يمر يوم في اليمن إلا ويسجل فيه مأساة جديدة، سواء بفعل القصف العشوائي، أو زرع الألغام التي تواصل حصاد أرواح الأبرياء.
واحدة من أسوأ عواقب هذا الصراع هو التهجير القسري. فقد اضطر أكثر من 5 ملايين يمني إلى ترك منازلهم واللجوء إلى مناطق أكثر أمناً، أو الهروب إلى دول مجاورة. الكثير من هؤلاء يعيشون في ظروف مأساوية داخل مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة، مما يفاقم معاناة شعب بأكمله.
وعلى صعيد التنمية، تسببت الحرب في تراجع اليمن ثلاثين عاماً إلى الوراء. فالبنية التحتية التي تم بناؤها بشق الأنفس دُمّرت بشكل شبه كامل. المدارس والمستشفيات والمرافق الحيوية إما تضررت أو توقفت عن العمل، مما أدى إلى انهيار القطاعات التعليمية والصحية. كما توقفت العديد من المشاريع التنموية التي كانت تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة وتعزيز استدامة الاقتصاد اليمني، ما جعل تحقيق التنمية المستدامة هدفاً بعيد المنال.
إضافة إلى ذلك، ارتكبت جماعة الحوثي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، شملت الاعتقالات التعسفية، والاختفاء القسري، وقمع الحريات العامة. كما جرى استخدام العنف ضد الصحفيين والنشطاء وكل من يعارض سياسات الجماعة. هذه الانتهاكات لم تقتصر على العاصمة صنعاء، بل امتدت إلى معظم المناطق التي تسيطر عليها الجماعة.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه هذه الحرب، يعاني اليمنيون من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يعاني الملايين من الجوع وسوء التغذية، ويفتقرون إلى الرعاية الصحية والمياه النظيفة. ومع تعثر الجهود الدولية للتوصل إلى حل سياسي شامل، يستمر النزاع في إغراق البلاد في دوامة لا نهاية لها من المعاناة.