الحوثي وقواته في مواجهة “أغنية” !
شارك الخبر

 

كتب – طارق البنا

قبل سنوات، في أولى سنوات الانقلاب تحديداً، كانت جماعة (جرذان الكهف) تتحدث ب”نعومة” عن ثورة ٢٦ سبتمبر..
نعومة لم تُخفِ حجم الغيظ والكُره والعداء الشديد من هذه الجماعة لكل ما يمت بسبتمبر الأحرار بصلة..

حينها، كان العقلاء يقولون: هذه “التُقية” ستنتهي، وسيقلب الحوثي للمخدوعين به وجهه الآخر، بل وجوهه الكثيرة المليئة جميعها بالرعب والسوء..
فيما يرد أبواق التعريص: إنظروا، إنهم لا يعادون الثورة، ولا يكرهون أبطالها، ولا يمنعون تحقيق أهدافها، ولا يسخِّرون كل إمكانياتهم لتشويهها، والقضاء عليها.

وفي السنوات الأخيرة تكشّفت معالم الكره أكثر، وبدأت الحقائق تتضح شيئاً فشيئا، رغم أن المشهد مكشوف وواضح للغاية منذ أولى لحظات النكبة، بل وما قبل ذلك، بالنظر إلى نشأة الجماعة وتكوينها والغرض الذي أنشأت لأجله

وقبل عامين، بدأ منع الاحتفال بذكرى هذه الثورة، بحجج مختلفة وأعذار واهية لا تمنع رؤية الحقيقة..
ثم في العام الماضي مُنع الاحتفال بشكل أكثر قسوة، مما استفز الناس للخروج أكثر، وهو ما جعل قادة الجماعة الانقلابية وأتباعها يعيشون ليالٍ من الرعب الخالص، خاصة في العاصمة صنعاء..

واليوم، يصل الأمر إلى حد نزول حملات عسكرية مدججة بالأطقم والأسلحة والمسلحين، إلى عدد من القرى والمناطق اليمنية، لأن “مفسبكاً” ما نشر دعوة للاحتفاء أو صورة لثائر بطل أو مقطعاً من أغنية وطنية، ناهيك عن اختطاف صحفيين، ومؤثرين، وقضاة، ومسؤولين سابقين، ومشائخ ووجاهات اجتماعية.

بعد حملات الاختطاف والترويع والتنكيل والتقييد الإجباري لحريات الناس، تطورت الأمور لتصل إلى حد أن تواجه الموت وتُهَم التخوين والعمالة والعداء للوطن، لمجرد نشر أغنية وطنية، بما في ذلك النشيد الوطني،
أو لمجرد أن ترفع راية البلاد وعَلَمها الذي يرفرف – رغماَ عنهم- في القلوب والصدور، قبل القمم والجبال وذرات التراب في كل أنحاء البلاد!

بصورة تراجيدية يحكي أحدهم تحذيرات الناس له حين مر بسيارته في شارع عام في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، فيما صوت “أيوب” يرتفع من مسجل السيارة بأغانيه الوطنية..
بعد جُملة من التحذيرات الهادئة صرخ أحدهم في وجهه: شكلك تشتي رأسك يقرح.. الجماعة مستنفرين للأخير وفيها اختطاف وتعذيب وحملات عسكرية وقراح رؤوس..!

تخيلوا: كل هذا.. فقط لمواجهة أغنية..!

ووسط هذه المأساة، لنتذكر:
كل هذا الجنون يحدث في ظل أن الجماعة السلالية لا زالت تعيش في حالة حرب وعدم استقرار..
فكيف سيكون الأمر إن تمكنوا من كل شيء، ودانت لهم كل البلاد؟!

أخبار ذات صله