عاجل: الزبيدي: الجنوب في الخطوط الأمامية لمكافحة الإرهاب ويدعو إلى شراكة دولية لتعزيز الأمن والاستقرار
شارك الخبر

يافع نيوز – خاص

شارك الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عبر الاتصال المرئي في مؤتمر الاتحاد من أجل التسامح والأخوة الإنسانية لمكافحة التطرف، الذي عقد في جنيف بتنظيم المنظمة الدولية للبلدان الأقل نموًا، بمشاركة قادة وشخصيات دولية بارزة.

أكد الزُبيدي في كلمته أن الجنوب يخوض معركة معقدة ضد الجماعات الإرهابية، مثل القاعدة وداعش والحوثيين، مشيرًا إلى أن هذه التنظيمات ليست حديثة العهد، بل تم ترسيخها منذ عام 1990 وأصبحت جزءًا من تهديد عالمي يمتد إلى الأمن الإقليمي والدولي، مستشهدًا بهجمات استهدفت المصالح الدولية، من تفجير المدمرة الأمريكية “يو إس إس كول” إلى الهجمات الحوثية الأخيرة على الملاحة الدولية.

وأوضح أن الجنوب فقد 6794 شهيدًا وجريحًا، بينهم 55٪ من المدنيين خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مؤكدًا أن قواته، رغم حداثتها وضعف إمكانياتها، تواجه هذه التهديدات بعزيمة راسخة. كما شدد على أهمية تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، داعيًا إلى شراكة دولية فاعلة تشمل دعمًا عسكريًا وسياسيًا وإعلاميًا لضمان الأمن والاستقرار.

وختم الزُبيدي بالتأكيد على أن الجنوب يسعى ليكون نموذجًا للسلام والتعايش، داعيًا المجتمع الدولي إلى تبني نهج شامل لمواجهة الإرهاب، يشمل دعم جهود الاستقرار والحوار السياسي لتحقيق مستقبل يسوده الأمن والتعددية بعيدًا عن العنف والتطرف.

 

نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة
إنه لمن دواعي سروري أن ألتقي بكم اليوم، ونحن نستهل عامًا جديدًا بآمال متجددة في إحلال السلام والاستقرار. إن مشاركتنا اليوم معكم في هذا المنبر يأتي في إطار سعينا الدؤوب للانتصار لقيم السلام والتسامح التي نتطلع إلى ترسيخها عالميًا، وقد بنى شعبنا في جنوب اليمن نضالاته على ذلك الأساس المتين، نهج التصالح والتسامح واتخذ منه مبدأ ساميا نحو تحقيق تطلعاته في الحرية والاستقلال والعيش الكريم.

الحضور الكريم،
في جنوب اليمن، نخوض منذ سنوات تحديًا أمنيًا معقدًا ضد الجماعات المتطرفة التي تهدد أمننا واستقرار منطقتنا، بما في ذلك تنظيم القاعدة وداعش، إلى جانب التحديات التي تفرضها جماعة الحوثي الإرهابية ومع كل هذه التحديات، فإننا نؤكد التزامنا بمكافحة التطرف والإرهاب، ليس فقط دفاعًا عن أرضنا، بل أيضًا من أجل أمن واستقرار المنطقة والعالم، وتعزيز قيم السلام والتسامح.

الحاضرون جميعا:
إن قواتنا، رغم حداثة تجربتها، وقلة إمكانياتها تخوض معارك ضارية في مواجهة التنظيمات الارهابية بعزيمة راسخة، وعلى جبهات متعددة وقد تعرضت في سبيل ذلك لهجمات متكررة خلال السنوات الثلاث الاخيرة، سقط على إثرها (6794) ما بين شهيد وجريح بينهم نحو ٥٥٪ من المدنيين.

السيدات والسادة:
إن الجماعات الإرهابية التي نواجهها في جنوب اليمن ليست وليدة اليوم، بل بدأت نشاطها منذ العام 1990م والذي شهد حشد وتجميع الأفغان العرب لغزو واجتياح الجنوب في صيف1994م، تلى ذلك توطين تلك العناصر في عدد من مناطق الجنوب واليمن لتشكل ليس فقط تهديدًا محليًا فحسب، بل صارت جزءا من شبكة عالمية تسعى إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي.

لقد شاهدنا كيف استهدفت تلك التنظيمات المصالح الدولية، بدءًا من الهجوم على المدمرة الأمريكية (يو إس إس كول) العام 2000م، إلى العمليات الإرهابية التي طالت المدنيين في باريس، وهجمات 11 سبتمبر في نيويورك، وصولًا إلى الهجمات الأخيرة التي نفذتها ميليشيات الحوثيين الإرهابية لاستهداف أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

الحضور الكرام:
إن الموقع الجغرافي لجنوب اليمن يجعله نقطة استراتيجية حيوية للأمن الإقليمي والدولي. فهذه الجماعات لا تسعى فقط إلى ترسيخ وجودها على الأرض، بل إلى السيطرة على الشريط الساحلي لبحر العرب، والتحكم بممر باب المندب وخليج عدن، بما يمكنها من فرض شروطها على التجارة الدولية وتنفيذ عمليات إرهابية عابرة للحدود، وإن تداعيات ذلك ليست محصورة في اليمن فحسب، بل تمتد إلى الأمن البحري العالمي، وحركة الملاحة التي يعتمد عليها الاقتصاد الدولي، وما الهجمات الحوثية الأخيرة على السفن في البحرين الأحمر والعربي إلا مثال واضح على التهديدات التي تواجهها المنطقة بأكملها.

السيدات والسادة:
إننا في جنوب اليمن نقف في الخطوط الأمامية لمكافحة التطرف والإرهاب، مدافعين عن الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وذلك بدعم ومساندة من الاشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ورغم أهمية هذه الجهود في حماية المصالح المشتركة، فإننا نرى أن هناك حاجة ماسة إلى تعزيز الشراكة الدولية، لا سيما من أصدقائنا في الغرب، لدعم هذه المعركة الحاسمة على المستويات العسكرية والسياسية والإعلامية. إن مواجهة الإرهاب تتطلب استجابة عالمية منسقة، ونحن نأمل في رؤية تعاون أكبر يعكس التزامًا مشتركًا بمكافحة التطرف وضمان الأمن والاستقرار للجميع، حيث إن ترك تلك الجماعات تعمل بحرية في بلادنا سيجعلها قاعدة انطلاق لتهديد الأمن العالمي.

الحاضرون جميعا:
نحن في جنوب اليمن دعاة سلام ولسنا دعاة حرب، وقد ظلت العاصمة عدن ومناطق الجنوب على مدى عقود حاضرة للسلام والتعايش والوئام، وما حملنا السلاح مؤخرا إلا مضطرين للدفاع عن أنفسنا وأرضنا بعد أن امتدت اليها يد الإرهاب ممثلا بمليشيات الحوثي الإرهابية وتنظيمي القاعدة وداعش والجماعات المتحالفة معها ونسعى اليوم إلى تأمين مناطقنا والمشاركة الفاعلة في حفظ الأمن والسلم الدوليين ولنعيش مع الجميع بسلام في منطقة يسودها الأمن والاستقرار، ونسعى لتأسيس نموذج في الجنوب يكون منطلقا للسلام والتنوع في المنطقة وسنستعيد مكانة عدن التاريخية كعاصمة ونموذج للأخوة الإنسانية.

في الختام أيتها السيدات، أيها السادة الأعزاء:
إننا في الجنوب وإذ نثمن دعم شركائنا الإقليميين، نؤكد على الحاجة إلى شراكة دولية فاعلة لمكافحة الإرهاب والتطرف، بما يشمل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي، ودعم جهود الاستقرار وإعادة الإعمار، وتقديم المساندة السياسية والإعلامية لقضيتنا العادلة.

كما ندعو المجتمع الدولي إلى تبني نهج شامل في التعامل مع الأوضاع في اليمن، بحيث يشمل دعم مسارات الحوار والسلام إلى جانب الجهود العسكرية لمكافحة الإرهاب، وإننا نطمح، مثل سائر الشعوب، إلى مستقبل يسوده السلام والديمقراطية والتعددية، بعيدًا عن العنف والتطرف.

إن معركتنا ليست مجرد معركة محلية، بل هي جبهة متقدمة لحماية الأمن والاستقرار العالمي. وإننا إذ نؤكد التزامنا بمبادئ السلام، فإننا نؤمن أن الدعم الدولي المنسق والفاعل سيكون له أثر حاسم في تحقيق الأمن والاستقرار في بلادنا.

نسأل الله أن يعم السلام والاستقرار والرخاء على بلدنا الحبيب وعلى جميع شعوب العالم،
شكرا لكم جميعا،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخبار ذات صله