fbpx
أسرار تنشر للمرة الأولى عن المقرئ عبدالباسط عبد الصمد
شارك الخبر

يافع نيوز –  متابعات خاصة

كل آية تتلى بصوته تهز الوجدان, وتلهم كل من يسمعه أن يسبح بحمد ربه رهبة وإجلالا، فصوته الملائكي يجتاز عتبات الأذن ليصل بالمتلقي إلى مراحل النشوة الربانية.
«صوت عموم المسلمين» و «القارئ الذهبي» و «صوت مكة» ألقاب لقب بها القارئ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد ابن مدينة أرمنت بجنوب غربي الأقصر، في صعيد مصر, والذي نال من الشهرة والمنزلة حظا لم ينله أحد غيره، واستطاع أن يتربع على عرش دولة التلاوة لما يقرب من نصف قرن من الزمان, وحظي خلالها بقدر من الحب جعل منه أسطورة لن تتأثر بمرور السنين, بل كلما مر عليها الزمان زادت قيمتها وارتفع قدرها كالجواهر النفيسة.
ويكشف الباحث المصري محمد عبداللطيف الصغير في كتاب «دولة التلاوة القرآنية في مصر» الذي يصدر قريبا, وحصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على صور ومعلومات منه, عن خطابات بخط يد الشيخ عبدالباسط تنشر لأول مرة, ويكشف فيه عن أن الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر كان يعلم مدى عشق الملوك والزعماء العرب للشيخ عبدالباسط عبدالصمد, فطلب من الشيخ «تطيب وتلطيف» الأجواء بين مصر والمغرب, حيث غضب ملك المغرب من إحدى مواقف الرئيس الراحل عبدالناصر وكان عبدالناصر يخشى رفض ملك المغرب تلبية دعوته للمشاركة في افتتاح السد العالي, وبالفعل ذهب الشيخ عبدالباسط للمغرب على متن طائرة الرئاسة المصرية, ودعا الملك محمد الخامس لحضور حفل افتتاح السد العالي, وقبل الملك دعوته, بل إنه خلال زيارته لمصر ذهب مع الشيخ عبدالباسط لمسقط رأسه بالأقصر, وكان يصلي الفجر حاضرا في مسجد أحمد النجم بوسط مدينة الأقصر وسط حفاوة كبيرة من أبناء المدينة.
ويشير الباحث محمد الصغير إلى أن الملك محمد الخامس ارتبط بعلاقة صداقة قوية بالشيخ عبدالباسط, خاصة بعد زيارته له بالأقصر, وكان يحضر خصيصا للقاهرة ليستمع إلى تلاوة القرآن بصوته, وكانا يلتقيان بمسجد السيدة نفيسة ويصليان الفجر معا ثم يمكثان بعد الصلاة بالمسجد, ويقرأ الشيخ عبدالباسط ما تيسر من القرآن حتى تطلع الشمس, كما لبى الشيخ عبدالباسط طلب الملك بتسجيل القران كاملا في نحو 10 أيام قبل بداية شهر رمضان برواية ورش عن نافع, وهي الرواية المفضلة لأبناء المغرب العربي.
وأضاف أن الملك محمد الخامس عرض على الشيخ عبدالباسط أن يترك القاهرة ويقيم بالمغرب إقامة كاملة مع أسرته مقابل ما يطلبه من مال، إلا أن الشيخ اعتذر قائلا: «أعدك بزيارتك بالمغرب كلما سنحت لي الظروف بذلك, لأن مغادرتي لمصر أمر غير هين علي, ولا أستطيع أن أفارق أهلي وأصدقائي, ورغم كثرة أسفاري وتغيبي عن مصر إلا أن إحساسي بالعودة إليها يهون علي مشقة السفر» كما أن عبدالناصر رفض زيارة الشيخ عبدالباسط لإيران لإحياء ليالي رمضان للضغط على المسؤولين الإيرانيين, وهو ما أغضب محبيه من الإيرانيين الذين يعشقون الشيخ عبدالباسط ويزينون منازلهم بصوره حتى الآن.
ومن بين ما يرويه الباحث المصري محمد عبداللطيف الصغير أن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد غضب غضبا شديدا من تناول الإعلام له, واتهامه بأنه متزوج من إحدى الفنانات رغم أنه لم تكن له أية علاقة من أي نوع بالوسط الفني, وكان يجهل أسماء الفنانين المشاهير, ولم تربطه أية علاقة بالعاملين بالوسط الفني سوى علاقة صداقة قوية بالدكتور شديد, والكوميديان أحمد حلاوة اللذين كانا يزورانه بمنزله بالدقي عقب حضوره من رحلاته بخارج مصر.
كما يروي المؤلف أن الفنان أحمد حلاوة كان سببا رئيسيا في تعلم الشيخ عبدالباسط للغة الإنجليزية بعد أن تناول موقفا طريفا حدث للشيخ عبدالباسط مع أحد العاملين بفندق كان يقيم به الشيخ في دولة إندونيسيا في البرنامج الساخر الشهير بالإذاعة المصرية «خمسة لقلبك», الأمر الذي جعله يستعين بمعلم للغة الإنجليزية.
وذكر أن الشيخ حضر حفلتين لسيدة الغناء العربي أم كلثوم بصحبة ابن شقيقه, وكان يستمتع بغنائها ويعتبرها أسطورة لن تتكرر، كما أن الشيخ كان يهوى العزف على العود في أوقات فراغه.
وكشف الصغير عن العلاقة القوية التي كانت تربط الشيخ عبدالباسط بصيدلي مسيحي بمسقط رأسه منذ مراحل الطفولة وحتى وفاة الشيخ في نهاية الثمانينيات, وكيف أن الصيدلي المسيحي يزين صيدليته الخاصة بصورة الشيخ حتى الآن, ويحتفظ بشرائط كاسيت للشيخ, ويستمع إليها بصفة يومية, ويبكي تأثرا بصوت صديقة الذي يملؤه الخشوع والخوف من الله.
كما كشف أن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد كان يعشق لعبة «السيجا», وهي لعبة شعبية لها جذور فرعونية, وكان يحافظ الشيخ على لعبها خلال زيارته المتكررة لمسقط رأسه بمدينة أرمنت التاريخية جنوب غربي الأقصر.

المصدر: صحيفة العرب
أخبار ذات صله