fbpx
قيامة ” الزعيم ” !

هذا ما كان ينقصنا.
ماركة أقلام تحمل اسم وصورة “الزعيم” علي عبدالله صالح في المكتبات. على إسرافيل عليه السلام أن ينفخ في الصور حالاً. أرحنا بها يا إسرافيل فلا خيرة في الحياة بعد اليوم!

وشعرت وأنا أرى أقلام الزعيم أن الجاذبية انهارت، وأن الكواكب خرجت عن السكة، و أن القبور بعثرت، ورأيت الموتى يخرجون من الأجداث، ويتسلقون أسوار “خزيمة” في طريقهم لاقتحام البنك المركزي!

وقرر أحد الموتى العودة إلى قبره احتجاجاً بعد أن قال له أحد المارة إن علي عبدالله صالح لا يفرق حتى اليوم بين لم ولن، وأن توكل كرمان لم تورد قيمة جائزة نوبل لخزينة الدولة بعد، وأن صادق الأحمر شيخ الثورة، وعلي محسن حاميها!

وكان كل شيء جنونياً وخارجاً عن السيطرة.
كان الناس يتدافعون كأنهم سكارى وليسوا بسكارى.

وقيل إن تمساحاً ظهر فجأة وسط جولة الرويشان فتصادمت السيارات وتعطلت حركة السير. وشاهد مراسل قناة “اليمن اليوم” ديناصوراً على جسر الصداقة!

وقالت “أخبار اليوم” إن زلزالاً ضرب الساحل الشرقي لضحيان متسبباً في خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة.

ولم يكن لدى سكان المقبرة “المستقلين” صحيفة ناطقة باسمهم.

وشوهد عبداللطيف الربيع ممدداً تحت سور خزيمة
وعمت الفوضى!

وكان سلطان البركاني يبحث عن نصر طه مصطفى في وسط الزحام وفي يده صميل وكأنه قاتل أبيه!
وليته لبجه.. قال راكب في الباص

وسُمع عبده الجندي يخطب في الناس كأنه قس ين ساعدةمحذراً من المسيح الدجال وفتنته فيما كان يشير بإصبعه إلى صورة حميد الأحمر.

وبثت وكالة الأنباءاليمنية سبأ خبراً مفرحاً عن تبرع رجل الأعمال شاهر عبدالحق بجثته لمركز أبحاث أمريكي في سبيل خدمة العلم وتطوير الأبحاث الروحية!

والآن حان وقت الجد.

ما الذي أحمده كمثقف لعلي عبدالله صالح؟
الكوت المعطّف الذي كان يرتديه شاعر برهافة ووطنية إبراهيم الحضراني أم جحود الدولة نضال أحمد قاسم دماج وأمثاله؟
ماذا؟
المصير الغامض البيّن لعمر الجاوي وحسن الحريبي أم نسيان يوسف الشحاري أم محمد حسين هيثم الذي ظل “يلاحق” سنوات سيارة يستحقها -بحكم منصبه كنائب رئيس مركز الدراسات- سبقتها إليه سيارة عزارئيل؟

كل هذا كان حاصلاً بينما كنت أنت يا “زعيم” تفرق البلاد وثرواتها على قطاع الطرق والمصفقين واممشايخ ومهربي الديزل!

يا رجل أنت محظوظ لأننا نسيناك لبعض الوقت بسبب سوء خصومك ومن ظللت تربيهم وتأكلّهم من المال العام 33 سنة ثم ابتليت الثورة والثوار بهم آخر الأمر.

هل نسيت؟
أنا لم أنسى اختفاء كتاب “الجمهورية اليمنية” من منزل عبد الله البردوني ولو تدري كم كرهتك بسبب امتناعك عن تشييع جنازة أعظم يمني في القرن العشرين. ومن غيره الرائي في الزمن الأعمى، صياد البروق وابن من شاب قرناها: الشاعر العظيم عبدالله البردوني. إن تخلفك عن حضور جنازته لهو سُبة الدهر التي ستطاردك عشرات بل مئات السنين بعد مماتك!

لقد فقد العالم رشده!
الرجل الذي لم يظهر طوال 33 عاماً من حكمه لليمن ذرة احترام للقلم لديه اليوم ماركة أقلام مسجلة باسمه. رحم الله أبا العلاء المعري وحسب!

أقترح يا “زعيم” أن تفاجئ اليمنيين بماركة “بريه” الزعيم أو “بيادات” الزعيم أو أي شيء متعلق بعالم العسكر الذي تنتمي أنت إليه وينتمي إليك.

كما أن بوسعك أيضاً أن تناقس بـ”صمايط” الزعيم أو “جنابي” الزعيم وهذا أليق بك! فالعسكر والمشايخ وحدهما من استفادا من حكمك وأبحت لهم البلاد لشدة خوفك ووثوقك بهم بينما كنت تنظر للمثقفين والأكاديميين وحملة القلم بوصفهم “عصيدة وسط جمنة” كما قلت في أحد خطاباتك!

يا “فندم” دع القلم الذي خذلته 33 عاماً، لأصحابه المفلسين أمثالنا، حتى لا تختبر منه ومنا، ونحن العزل، ما لم تختبره من “دانات” و”بوازيك” بيت الأحمر!

مقال نشر السبت, سبتمبر 22, 2012 عند نزول ماركة أقلام الزعيم وأعيد نشره اليوم بمناسبة عطر جديد نزل السوق باسم “الصالح.. رجل التسامح والحوار”! حسبما نشرت صحيفة سعودية، اليوم مشيرة الى انه من صنع شركة اماراتية!