fbpx
عندما تصطدم القرائن ..هنا يحصحص الحق

منذ توحّد الدولتين طواعية مروراً بالحرب المرسومة على الجنوب وصولاً للوحدة المفروضة بالقوة الموسومة والمعمدة بالدم نهاية بإصرار الجنوبيين على استعادة الدولة المسلوبة وبروز أطراف دولية ومنظمات عالمية تؤكد أحقية الجنوبيين في الاستقلال واستعادة الهوية ،عكف قادة العسكر والمشائخ في الشمال على ابتكار تدابير تقف بالحيلولة دون إهدار ماتبسط عليه أيديهم وعدم عودة النظام والمركزية في الجارة الجنوبية. لكن لم يعد الوضع كما كان في السابق خصوصاً بعد التشتت الذي يعانيه أصحاب الجاه والسلطان في الشمال وإيقانهم الواقعي بان الاستقرار وبناء دولة مركزية سيكون نهاية حتمية لنفوذهم وفنا محقق لإمبراطورياتهم المصنوعة والمسوسة بعيدا عن القانون.فالإطاحة – وان لم تكن فعلية – بكبيرهم الرئيس السابق وانقسام الأتباع من العسكر إلى فريقين وظهور أطراف خرجت على السيطرة ودخول قوى إقليمية ودولية ذات ثقل تصنع الخطط وترسل المبادرات وتصدر القرارات ..اتضح إن مايسمى بالجمهورية اليمنية باتت قاب قوسين أو أدنى من الهاوية .. على الرغم من الحرص الذي تبديه بعض الأطراف هناك الا إن الحرص والأماني شيء والواقع شي آخر ،استحالة لملمة الأمور وفرض المركزية في الشمال وهذا شي مجرب فالشعب قد زرعت فيه شيمة الرضوخ للكبار وأولي النفوذ من العسكر بل وصار لايؤمن ولا يحتكم لشي اسمه القانون كذلك الحكام قد يصعب تنازلهم عن نزعاتهم السلطوية و مساواة الأقارب والأتباع بعامة الناس . باختصار الدولة لايمكن ان تسود في الجزء الشمالي من اليمن اطلاقاً.
على الطرف الآخر في الجنوب اتضح جلياً اشتياق الشعب وحنينه للماضي وبحثه الدؤب عن سبل يستعيد بها دولته المتميزة بالقانون المشهود لها بالمركزية كذلك التلاحم الذي جسده الشعب والصور الذي رسمها ونقلها الى العالم والتفافه حول قياداته المنفيين قسراً خارج الوطن. لفتت أنظار العالم وطمئنت الأقطاب بان المنطقة سيسودها الاستقرار عند أعادتها دولة مستقلة عن الشمال ستكون أهلا للثقة في الحفاظ على إستراتيجية الرقعة الجغرافية الواقعة عليها.
الحقيقة الواقعية التي تفرض نفسها اليوم والذي ينظر لها بعين العقل ان الاندماج قد تمزق فعلياً وأصبح الواقع شي ملموس هو تمزق حتمي للمناطق الشمالية مما يؤكد استحالة قيام دولة هناك ووشوك استقلال دولة في الجنوب تمتاز بنسيج اجتماعي مؤصر دولة مركزية واحدة في الجنوب ينشد الشعب فيها سيادة القانون والمساواة. أي ان فكرة الاقاليم يمكن تطبيقها في الشمال كشي ملموس بينما في الجنوب ستكون دولة واحدة لا محالة