fbpx
ملحم زين: لو لم أكن فناناً.. لكنت عملت بـ «المحاماة»
شارك الخبر

الحديث مع الفنان ملحم زين مشوّق ومثير وهادئ أكثر ما ينبغي، وعكس ما يروجه البعض من تساؤلات معينة، تحاول خلق انطباعاً ما بالشاب الخجول، الذي لا يزال يستعيد مشقات مسيرته الفنية في إطلالته الأولى، حيث يصف تلك المرحلة بالقول: «طلعت بقرار شعبي».. وهذا يعني أن جمهوره الواسع حمّله مسؤولية مضاعفة، وعلى هذا الأساس فإن القرار الشعبي الذي أوصله، جعله في حالة استنفار دائم، لأنه لا يزال ابن البيئة الشعبية التي تخرّج منها، والتي شجعته على الغناء ودعمته فوصل الى ما وصل إليه..
ملحم زين لا يزال يتذكر ألبومه الأول «انت مشيتي»، وهو العمل الغنائي الذي أبصر النور في تلك الأيام، وكانطباع أولي نال ردّة فعل جميلة لدى الجمهور، كما يقول زين، لأنه لم يبتعد فيه عن الخط الغنائي الذي أحبه الجمهور بـ «سوبر الغناء»…
وعن ذلك يقول: لم أبتعد كثيراً في هذا الألبوم عن النمط الذي اخترته، فالأغاني لبنانية وتتراوح بين الهادئ والشعبي، مثل: يا صغيري، و»حياة عينك»، إضافة إلى أغاني الدبكة وسواها. فهذا اللون لا يمكنني الاستغناء أو التخلي عنه في حياتي، لكن ذلك لا يمنع من غناء اللون المصري أو الخليجي.
الألبوم أرهقني
ويضيف زين: تعذبت كثيراً وقتها حتى أنهيت هذا الشريط الغنائي، واستمعت لأكثر من ستين أغنية لاختيار ثماني منها فقط، وأي شريط غنائي حتى تستكمل تحضيراته فهو بحاجة إلى سنة على الأقل من البحث والعمل الجدي، حتى يكون ناجحاً ومميزاً.
وحول برنامج «سوبر ستار» الذي تخرّج منه وصنع نجومية كبيرة للمشاركين به، يوضح زين، أن الإيجابيات التي أدت إليها النجومية أكبر من السلبيات، كون أن الأخيرة تتمثل في فقدان الحياة الخاصة، لأن أي واحد منا لا يعود بمقدوره امتلاك حياته عندما يصير نجماً، وعليه أن يضحي بكثير من الخصوصيات لأن الأضواء تبقى مسلطة عليه باستمرار، وهذه ضريبة يجب أن يدفعها من دون تذمر.
لكن عليه أن يتكيّف مع هذا الوضع، لأن محبة الناس رائعة، وتستحق كل هذا التعب. وفي هذا المجال أزيد بأن الناس حملوني مسؤولية كبيرة وجميلة، وأنـا سعيد بما أنا فيه.
وعما إذا لم يكن ملحم زين المطرب، ماذا كان سيختار، يقول: كنت أحب المحاماة، وقد وصلت إلى السنة الثانيـة فـي كليـة الحقوق، ولم أكمل دراستي. ولو لم أحقق النجاح المطلوب في الفن، لأكملت دراسة الحقوق من دون شك.
ما زلت كما أنا
أما عن الحياة قبل «سوبر ستار»، وكيف كان يعيشها، فيقول: أنا بطبعي هادئ وشعوري تجاه الآخرين لا يزال كما هو، حيث أحب الخير والطمأنينة للجميع. حالياً وبسبب الارتباطات الفنية العديدة وعدم امتلاك الوقت الكافي تجاه الأصدقاء والمحبين، ونتيجة لتبدل الظروف، وقد «يأخذ على الواحد منهم الزعل» متسائلاً: لماذا لم يعد ملحم زين يتصل بنا ويسأل عنا..؟، قبل الآن كنت أمضي اليوم كله مع الأصحاب، وهذا لم يعد متاحاً الآن بسبب العمل والشغل والسفر والاستديو، حتى أنه في بعض الأحيان لا أجد الوقت الكافي لرؤية عائلتي. وأتمنى أن تكون هذه المرحلة مؤقتة، لأن من يريد تثبيت نفسه في عمل ما، عليه أن يعطيه كل الوقت المطلوب.
لا للغرور
ويؤكد أن النقد البنّاء أرحب به، لأنه يصوب الطريق، وأشعر بالسعادة حول هذا الاتجاه لأنه قد يبصر الإنسان على نواحٍ لم يعطها الاهتمام المطلوب، لكن إطلاق الشائعات وكلام من نسج الخيال فأنا أرفضه رفضاً مطلقاً.. وأذكر أني عشت هذه التجربة فيما مضى عندما اتهمني البعض بالغرور، ولم أعر هذا الأمر أي اهتمام أو اكتراث، وتركت للأيام أن تثبت عدم صحة هذاالموضوع. فالغرور قد يصيب البعض إنما ليس من اختاره «القرار الشعبي»، وأنا إذا قلت أنني وصلت إلى «النجومية» فهذا بفضل حب الجمهور واحتضانه لصوتي وعفويتي، وللدلالة على ذلك، فأنا أقصد ضيعتي وأتجول بين الناس سيراً على الأقدام، لأنني هكذا نشأت وتربيت وسوف أواصل على هذا المنوال.
جاؤوا من فلسطين
وعن المواقف الجميلة التي تركت أثراً في حياته، يقول: هي كثيرة، لكن لم يغب عن بالي بعض الحفلات التي أحييتها وتركت أثراً عميقاً في نفسي، منها الحفلات التي غنيت فيها في «شرم الشيخ» وعمان، حيث طغى عليها حضور أخوة من فلسطين قدموا يومها خصيصاً من الناصرة وغيرها، وقد تكبّد هذا الجمهور عناء السفر لأكثر من خمس عشرة ساعة من أجل حضور حفل ملحم زين. وأذكر أن أكثر من خمسمائة شخص أتوا بالباصات من فلسطين إلى العاصمة الأردنية لحضور السهرة، أما حفل «شرم الشيخ» فقد ضم جمهوراً وحضوراً من هضبة الجولان والناصرة معاً، وهذا الجمهور كان من ضمنه الذين صوتوا لي في تصفيات «سوبر ستار»

المصدر: جريدة الاتحاد
أخبار ذات صله