fbpx
وفي عدن ما أكثر المهازل

كتب / منصور صالح

خر  المهازل  والمهازل في عدن كثيرة ولا تنتهي  ،تقول إن  جنود ا من الأمن  من حراسة فرع البنك المركزي بكريتر ، احتلوا وبتوجيهات رسمية من قيادة المحافظة ومكتب الرياضة فيها إحدى غرف ملعب الشهيد الحبيشي، ويرفضون  اليوم تسليمها لاستكمال ترميم الملعب الا بتعويضهم  بمبلغ مليوني ريال، مقابل ماذا؟ لا أدري.

وفي ذات الموضوع فإن لا إجابات يمكن ان تقال عن أي سؤال عن علاقة جنود الأمن المركزي بهذا الملعب العتيق، الذي كان الى أمد قريب وربما مازال  يمثل مهوى القلوب العاشقة للرياضة في عدن وعموم الجنوب، وفيه ومنه شهدت الحركة الرياضية صولات وجولات، ومن على أرضه الترابية قبل زراعته بزغت نجوم رياضية حفرت أسمائها في تاريخ الرياضة المحلية والعربية، ثم ان  لا اجابة يمكن ان تقنع  عن مبرر تسكينهم أصلا في غرف الملعب، وما حقهم في الحصول على تعويض مقابل مغادرة الحجرة التي سمح لهم بغير حق السكن فيها؟؟؟؟

ذات الحكاية (المهزلة) تذكرني بمأساة او (مهزلة) مماثلة وان كانت أشد  وحدثت عقب صيف 94م عندما احتل عنوة احد  الجنود المنتشين بالنصر يومها منزلا لصديق  ضابط برتبة مقدم اصيب بالعمى  في سن مبكرة ،وبعد محاولات ووساطات وتوسل وتوجيهات (تكرم ) الجندي الغاصب  لمنزل ( المقدم الضرير) وقبل  تسليمه المنزل مقابل  اشتراطه الحصول على مبلغ حفاظه يكاد يساوي قيمة المنزل ذاته الواقع في أطراف منطقة الممدارة  حينها.

ومثل الحكايتين مهازل عديدة تضحك وتبكي ،وما يجمع بين الحالتين  قاسم مشترك هو انها تترك في النفس جرحا غائرا لما آل اليه الحال في عدن درة الجزيرة العربية وحاضرة مدن العرب يوم ان كان العرب، في الكويت ودبي وعمان وغيرها  من صحاري الجزيرة يحلمون، بيوم تكون فيه اكواخهم، وقراهم المبنية من الصفيح كمثل عدن حضارة وازدهارا.

 وبالنظر الى ما يحدث في عدن فإنه لا يمكن تصور امكانية ان يحدث  عبث كهذا  في مكان ما من هذه البلاد غير هذه المدينة المسالمة، التي مازال البعض وبفعل ثقافة متراكمة  لديهم كرستها ممارسات دولة وقيادة لسنوات طويلة  ينظرون اليها ويتعاملون معها على انها مدينة فيد مستباحة للقبائل والجنود، والنافذين والفاسدين ، من منطلق ان من دخل عدن وخرج  منها فقيرا كما جاء ليس سوى رجلا خائبا وغبيا ،وضعيفا يشبه ابناء هذه المدينة .

ان اكثر الاشياء التي، تؤلم ، تحزن  تستفز المشاعر في عدن، ان  البغاة اللصوص، لم يستوعبوا الى اللحظة ،حجم معاناة الناس، الذين نفد صبرهم من هذه الممارسات ،إذ مازال هؤلاء يصرون على امتصاص الدماء من عروق هذه المدينة الفاضلة حتى آخر لحظة دون خجل ولا وجل ،وكأن لسان حالهم يقول ،لن نتركك يا عدن وفيك عرق ينبض ،او أمل في ان تستعيدي ذات يوم مجدك الذي كان.

 

وازاء كل ما يجري من مهازل  ومواجع في عدن ،اظن اننا بحاجة جميعا للتكاتف، للرفض، للثورة ضد الفساد ،والفاسدين ،الذين تتصدرهم وتدعمهم ،وحميهم قيادة المحافظة التي تمارس انتقاما لا اخلاقيا ضد المدينة وتاريخها، وحاضرها ومستقبلها.