fbpx
وطننا الجنوب..فوق الكيانات والزعامات

كتب / د . علي صالح الخلاقي

نشارك في مليونية الذكرى الخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيدة.. من أجل وطن نفتقده واستقلال ننشده وحرية لن نفرّط بها..لا من أجل زعامة محددة أو قيادة معينة, فشعبنا الجنوبي لا تنقصه القيادات أو الزعامات فهي أكثر من أن تحصى, ولا تنقصه الكيانات فهي كثيرة والحمد لله, وليس من أجل ذلك خرج شعبنا في ثورته السلمية الملهمة,  ولكن على هذه القيادات والزعامات والكيانات أن تتصالح وتتسامح مع بعضها وترتقي إلى المستوى الذي بلغه شعبنا من تصالحه وتسامحه وأن تسعى مجتمعة لتقريب الوصول إلى الهدف الرئيسي الذي ينشده شعبنا وقدم من أجله قوافل الشهداء والجرحى والمعتقلين, وهو هدف التحرير والاستقلال واستعادة الدولة..

نقول لتك القيادات التي نجلها جميعها, أن ثمة فجوة بين أقوالها وأفعالها, تؤثر سلباً على مجريات نضال شعبنا, وعليها أن تدرك أن هناك شعور عام بعدم الرضا عن تلك السلوكيات والأخلاقيات السلبية المدمرة لروح ثورة شعبنا السلمية, وعليها  أن تهتبل فرصة الذكرى الخمسين لثورة 14 أكتوبر, والحشود المليونية المتوقعة عشية هذه الذكرى,  لتتقارب مع بعضها وتتفق على القواسم النضالية المشتركة, وأن تسارع للتخلص من خلافاتها الثانوية التي تعيق وتكبح من زخم واندفاع ثورتنا السلمية . ولتتنافس من أجل بلوغ هدف شعبنا العظيم, لا اللهث وراء التفرد بالزعامة أو القيادة..حتى لا تقدم خدمة مجانية لقوى الاحتلال والنفوذ القبلي المتخلف التي تتربص بنا جميعا وتريد بقاء الجنوب – فضلا عن الشمال- تحت سيطرتها ونفوذها  مسرحا للنهب والفيد, خاصة وأنها قد تمكنت من الالتفاف والقضاء على ما عُرفت بثورة الشباب في الشمال, وتعيد – هذه الأيام-  أسطوانتها المشروخة بأن (الوحدة خط أحمر) فيما تدرك أن هذه الوحدة التي تمت طوعيا بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990م, قد انتهت ودُفنت يوم 7/7/1994م حينما اجاحت قوات الاحتلال الشمالية عدن واستباحت أرض الجنوب ونهبت ثرواته ودمرت مؤسساته وأعادته القَهْقَرى, عقود إلى الوراء, وتحلم أن تقضي على ثورة شعبنا السلمية بغية إطالة أمد نفوذها ونهبها واحتلالها لأرض الجنوب .

إن ثورة شعبنا السلمية المتصاعدة علامة فاصلة في تاريخ وطننا الجنوب, لن تقبل إلا بالنصر, ولن يقبل شعبنا الأبي التعايش أو الوحدة مرة أخرى , تحت أي مسمى, مع المنظومة القبلية المهيمنة والاستبدادية في صنعاء, التي هي نقيض للدولة والمدنية وللنظام والقانون.. ولن يجرب شعبنا المجرّب أو يُلدغ من جحر تلك الأفاعي مرتين.. وعلى كل قوى ومكونات وزعامات وقيادات الثورة السلمية  الفاعلة في الساحة الجنوبية , في الداخل والخارج, أن تنتقل بتصوراتها وأفعالها من مستوى العمل السياسي الحالي الأقرب للسذاجة والتشرذم, إلى مستوى جديد من العمل الواعي المنظم والمدروس الذي يقود إلى خطوات عملية ملموسة للسيطرة في أرض الواقع تقربنا إلى الهدف المنشود, إلى وطن للجميع, حر ومستقل, فالوطن وحريته واستقلاله فوق الأفراد والزعامات والكيانات