fbpx
أضحية العيد همّ يؤرِّق اليمنيين محدودي الدخل
شارك الخبر

يافع نيوز – الجزيرة نت

أتى عيد الأضحى المبارك في اليمن هذا العام حاملا معه هموما جديدة للمواطن المحدود الدخل، لما يتطلبه من مصاريف إضافية جديدة مشكلا بذلك ضربة أخرى موجعة  لدخله الذي لم يفق من ضربات ظروف سابقة كلفته مصاريف إضافية كشهر رمضان وعيد الفطر والعام الدراسي الجديد.

وتعد الأضحية أبرز الهموم التي تؤرق المواطن اليمني في عيد الأضحى، فهو لا يكاد يوفر المتطلبات الضرورية لأسرته كل شهر، بل يخرج مستدينا في معظم الأشهر، ثم يأتي موضوع الأضحية مكدّرا صفوه ومنقصا عليه فرحته بالعيد.

ويحرص معظم اليمنيين على شراء الأضحية، بل ويضطر الكثيرون منهم للاستدانة لأجل ذلك، فهم لا يريدون لأسرهم أن تكون فرحتها ناقصة في مناسبة أمر المسلم فيها بأن يوسع على أهله.

قرض الأضحية

يقول المواطن محمد القطيبي إنه منذ دخول شهر ذي الحجة وهو يفكر في كيفية الحصول على أضحية العيد لأسرته إلا أنه لم يتوصل حتى الآن إلى حل لهذه المشكلة، فهو يعمل بالأجر اليومي ودخله محدود ولا يفي بالمتطلبات الأساسية.

وفي حين لم يتوصل القطيبي إلى حل لموضوع الأضحية، وفرت بعض المرافق الحكومية لموظفيها فرصة الحصول على أضحية بشرائها من المؤسسة العامة للمسالخ عن طريق قروض يتم استقطاعها من رواتبهم بفوائد، ولكنها أتاحت لهم نوعا واحدا من الأضاحي هو الأغنام الصومالية التي تقل جودة لحومها وتنخفض أسعارها عن نظيراتها المحلية.

وفي السوق العام للماشية بمحافظة عدن اتفقت آراء الجميع من باعة ودلالين ومرتادين للسوق على ارتفاع أسعار الماشية وقلة الإقبال على شرائها بالمقارنة مع العام الماضي، وقال حسن رزق وهو جزار ودلال في السوق إن الإقبال على الشراء قليل نتيجة ارتفاع الأسعار واستيراد الأغنام الصومالية التي تباع بالتقسيط.

ويرجع ذلك إلى صعوبة الوضع المعيشي للمواطن اليمني، قائلا “مرتب الموظف محدود ولا يكاد يفي بالاحتياجات الأساسية، فكيف بمن ليس لديه راتب”.

بدوره يوضح تاجر الأغنام سالم علي الصبيحي اختلاف أسعار الأغنام والأبقار من نوع لآخر قائلا “إن متوسط سعر ذكر الماعز ذي العام الواحد يتراوح بين 30 و50 ألف ريال (140 و233 دولارا)، أما متوسط سعر ذكر البقر ذي العامين فيتراوح بين 250 و300 ألف ريال (1162 و1395 دولارا).

مساعدة

وتسعى العديد من الجمعيات الخيرية لمساعدة ذوي الدخل المحدود والتخفيف عنهم بتوزيع لحوم الأضاحي خلال أيام العيد، إلا أن ذلك لا يغطي سوى جزء محدود منهم، في ظل غياب الدور الرسمي.

وقال المسؤول الإعلامي في “جمعية الإصلاح الاجتماعي” الخيرية أبهى الحمادي إن الجمعية تسعى لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطن اليمني نتيجة لظروفه الصعبة وتوسع دائرة الفقر وارتفاع نسبة البطالة، وتدني مستوى دخل الفرد.

وأضاف للجزيرة نت أن العيد من أهم المناسبات “التي ينبغي أن نخفف فيها من معاناة الناس من فقراء ومحتاجين وأرامل وأيتام وكذلك اللاجئين الصوماليين في اليمن ونسهم في إدخال السرور إلى قلوبهم”.

وأشار الحمادي إلى أن الجمعية تسعى لتوسيع دائرة توزيع الأضاحي هذا العام على مستوى اليمن وعلى مستوى عدن، حيث يتوقع أن يستفيد من أضاحي الجمعية لهذا العام على مستوى اليمن قرابة 115000 أسرة، وفي عدن يُتوقع أن يستفيد منها قرابة 4075 أسرة، بعدما استفاد منها في العام الماضي 3856 أسرة.

من جانبه يرى مدير تحرير مجلة “الإعلام الاقتصادي” محمد الجماعي أن إقبال الناس على شراء أضاحي العيد تضاءل كثيرا هذا العام نتيجة غلاء الأسعار وتراكم مناسبات أثقلت كاهلهم، وأن الحكومة والتجار والجمعيات الخيرية معنيون جميعا بهذا الموضوع، منتقدا تضاؤل الدور الحكومي الذي ينحصر في برنامج الضمان الاجتماعي الذي لا يكاد يوفر لكل أسرة فقيرة 12 ألف ريال (55 دولارا) كل ثلاثة أشهر.

أخبار ذات صله