fbpx
بين صعود هادي وسقوط أبين

منصور صالح

من وجهة نظر كثير من النخب السياسية في الشمال وفي مقدمتهم طواف ،فإن محافظة أبين متهمة بأنها صاحبة نصيب الأسد في الاستئثار بالسلطة والثروة والغنائم والفيد منذ صعود هادي للحكم منذ ما يقارب العامين ،بل أن منهم من يقول خلصنا من السنحنة فجاءتنا الأبينة.

أما من وجهة نظر العامة في الجنوب، وفي المقدمة أبناء أبين، فإن هذه المحافظة الباسلة، التي انجبت خيرة المناضلين والقادة السياسيين والعسكريين ،كما انجبت خيرة المواهب الفنية والرياضية، هي أكثر المناطق تضررا وأكثرها فقرا ودمارا .

فمع صعود هادي ،سقطت أبين في أيدي من يسمون بالقاعدة ،وفارق أبناؤها مساكنهم ،ولجأوا إلى المدارس، والبنايات المهجورة في عدن، وذاقوا الهوان والتشرد ونافسوا اللاجئين الأفارقة على الاعانات والصدقات الاممية ، دمرت بنيتهم التحتية، وأهلكت بساتينهم الزراعية وتحولت أبين التي كانت قبلة السياحة لساكني عدن وما جاورها الى محافظة موحشة، لا تذكر الا ويذكر معها الرعب والخوف وكأنها مدينة عزرائيل الفضلى.

الأكيد ان هناك من يحارب هادي بتدمير أبين، اعتقادا منهم انهم سيلوون ذراعه بمزيد من الحاق الأذى بمحافظته وتحويلها الى بؤرة عنف وتطرف خوفا من ان تصدق مقولة مأثورة تقول يا ويل صنعاء من دثينة.

اذا كان هادي قد استفاد ومعه قلة من المقربين ، من وجودهم على سدة السلطة في صنعاء، فعليهم ان يدركوا ان هناك من يعاقب بسببهم وان محافظة بأكملها برجالها ونسائها واطفالها تدمر وتذل وتهان نكاية بهم، وهو ما يوجب عليهم ان يتخذوا موقفا مسؤولا نحو محافظتهم ومناطقهم بحمايتها من المخططات الشريرة التي تحاك ضدها ، والا ان يعلنوها صراحة بأنهم لا يمثلون هذه المحافظة ولا ينتمون لها حتى لا تظل تدفع ثمن صراعاتهم مع قوى النفوذ في صنعاء.

على الرئيس هادي ومعه جملة القادة السياسيين والأمنيين والعسكريين المحسوبين على أبين ،ألا يجعلوا من صعودهم الى السلطة سببا لسقوط أبين، ومن قوتهم ضعفا لهذه المحافظة.

عليهم ان يدركوا انه إن لم يكن بوسعهم ان يصنعوا لأبين مجدا وتاريخا تفاخر به كما كانت ولا زالت تفاخر برموزها وقادتها السابقين ،فأنه لا ينبغي ان يكونوا سببا لتدميرها وهلاكها، وان تدفع ثمن انتماؤهم اليها ،كما هو الواقع اليوم.