fbpx
العالم نظام ..والنظام الفاسد

كتب /  منصور صالح

تصل ايرادات النفط في اليمن الى نحو نصف مليار دولار شهريا ،هذا بحسب الاحصاءات الرسمية وزارة النفط ، ومن هذا المبلغ الضخم تستقطع وزارة النفط مبلغا كبيرا كموازنة تشغيلية ومخصصات للفساد والفاسدين تقدر في مجملها بمئات ملايين الريالات. شخصيا الى الأمس لم أكن اهتم بكل هذا، لكن اتصالا هاتفيا من صديق عزيز هو ابن شقيقة العالم العدني وضعوا كلمة العدني بين الفي قوس وقوس وهو الدكتور محمد درسي عبدالله نظام ان خاله لن يتمكن من السفر الى الولايات المتحدة الامريكية للمشاركة في احتفالية تكريمه بمناسبة فوزه بالمركز الأول لجائزة النفط العالمية للعام الثاني على التوالي والتي اقيمت أمس بمدينة هوستن، وذلك لان وزارته امتنعت عن تحمل تكاليف السفر .

صدمني الخبر، ففي حين كنت انتظر تلقي صور الاحتفال الذي سيتم فيه تكريم نظام الحائز على لقب ( العالم الاول المفكر المبتكر في العالم ) فإذا بالعزيز رمزي يخبرني ان الرجل سيتابع الحدث عبر الأثير من منزله في مدينة المنصورة بعدن بعد ان عجزت وزارته المبجلة عن تحمل حتى قيمة تذكرة السفر.

حتى لانتهم بالمناطقية لن نقول انهم لم يقفوا الى جوار الرجل لأنه مواطن عدني ومدني، وليس بالشيخ ، وليس بالمنافق ولا المتملق ولا ممن يستجدون الناس حقوقهم وان كانت مشروعة، لكننا نتساءل هل كانت وزارة النفط وشركات النفط والشفط عاجزة عن توفير اقل من خمسة آلاف دولار لعالم حقق لبلده انجازا علميا، تفاخر به أمام العالم. لو ان لدى الوزارة نظاما محترما لأحترم انجاز العالم العدني نظام

لكني على يقين ان النظام آخر مصطلح وأخر لفظة تحترم في هذه الوزارة الفاسدة، والشركات التابعة لها ، وكذا في هذه الحكومة ، التي تستطيع ابسط عاهرة ان تحصل وباتصال هاتفي منها على آلاف الدولارات تأتيها الى مخدعها لتسافر إلى أبعد مكان لتصلح ما أفسده معها مسؤول فاسد عملا و أخلاقا . وحتى قيادة محافظة عدن التي تصرف مليارات الريال على نفقات مشبوهة بالفساد لو أرادت ان تمارس واجبها، فقد كان بإمكانها ان تتحمل تكاليف سفر هذا العالم العدني الذي يمثل فوزه بهذا اللقب شرفا لهذه المحافظة، التي أضاعت هذه القيادة مجدها ودمرت حاضرها وسدت أفق مستقبلها بسحب فسادها الأسود لكن لأن نظام ليس من ذوي الحظوة ،وليس من المقربين ، لا قبليا ولا حزبيا، فقد أشاحت عنه وجهها ،وكأن الأمر لا يعنيها طالما الرجل ليس من اتباع أحد الشيوخ أو الملالي . قبل ان أختم اذكر ان شركة مصافي عدن وهي من منجزات الاستعمار البريطاني وتتبع اليوم وزارة النفط صرفت بمناسبة قدوم العيد مبلغ 13 مليون ريال قيمة جعالة العيد للموظفين، في تقديري الأمر ليس بريئا ولا كرما خالصا بقدر ما هو مبرر لصرف مبلغ يوازيه او يفوقه لمصلحة خاصة أظنها كانت تستطيع ان تصرف لنظام قيمة جعالة بنصف مليون ريال ومش أشكال رفعت الفاتورة بمليوني ريال. بوركت نظامنا، ولا بارك الله في نظام الفاسدين.